facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ثمن الخروج من حل الدولتين


د. اسامة تليلان
08-12-2012 08:40 PM

ما يحدث في المنطقة اليوم يمكن ان يقرأ على انه حلقة من حلقات خروج اسرائيل من مأزق حل الدولتين كمدخل للسلام في المنطقة، فمنذ ان اعلن الرئيس السابق جورج بوش مبدأ حل الدولتين بتاريخ 10/11/2001م وبانوراما الاحداث الرئيسة كل عام تبعد شبح هذا الحل عن اسرائيل.

اولا، لقد وفرت احداث 11سبتمبر 2001م ارضية واسعة لإسرائيل لتحول الولايات المتحدة تركيزها من قضية السلام في الشرق الاوسط الى قضية الحرب على الارهاب. وحتى عندما عاد بوش عام 2006 وبداية عام 2007 الى مشروع حل الدولتين غرق في محاولة الخروج من الازمة الاقتصادية الهائل عام 2007م أزمة الرهن العقاري.
ثانيا، لم تبدي اسرائيل أي رد على مبادرة السلام العربية في بيروت عام 2002م رغم انها شكلت تحولا استراتيجيا في الموقف العربي الجماعي تجاه عملية التسوية.

ثالثا، كان من المستغرب ان العراق بعد ان وقع على المبادرة العربية للسلام في بيروت عام 2002م ان يكون نظامه السياسي وكيانه هو المستهدف الرئيسي من هذه الحرب. الا اذا فهمنا ان النظام العراقي السابق وقع بخطأ استراتيجي عندما ازال بتوقيعه على المبادرة احد المبررات الاساسية لبقائه من وجهة نظر اسرائيل.

والنتيجة ان اجتياح العراق عام 2003م مهد لخلق ثنائية شيعية سنية مزقت العراق لسنوات طويلة وفتح العراق امام تمدد للدور الايراني، وابعد شبح الدولتين والمبادرة العربية للسلام. وعمل على تصعيد ايران كعدو اساسي للعرب وخلق ثنائية ايران واسرائيل في مصادر التهديد الخارجي.

اسرائيل تذرعت لسنوات بان العراق يشكل مصدر تهديد لأمنها في المنطقة ولعملية السلام، واستطاعت بذلك ان توفر مبرر اخلاقي امام المجتمع الدولي لكل عمليات التسويف في الوصول الى تسوية سلمية.

رابعا، اغتيال القادة الفلسطينيين القادرين على توحيد الشعب الفلسطيني خلف القرارات التاريخية، 22/3/2004 اغتيال الشيخ احمد ياسين الاب الروحي لحركة حماس، 11/11/2004 اغتيال الرئيس ياسرعرفات.
خامسا، خلق ثنائية فلسطينية تعيق التقدم بعملية السلام وتجهض المبادرة العربية للسلام وتوفر لإسرائيل مبررا امام المجتمع الدولي لعدم التعاطي معها ومع مبدأ حل الدولتين، عام 2005م انسحاب احادي اسرائيلي من غزة، وفي عام 2006م قيام حكومةحماس في غزة وتشكل الثنائية الفلسطينية.

سادسا، تجميد عملية السلام واحراج ما سمي بدول الاعتدال وزيادة حدة انكشاف انظمتها تجاه شعوبها بعدم احراز أي تقدم ولو طفيف على صعيد هذه العملية، التي تم حصرها بالجدار العازل ومعها كل المحاولات السلمية. ونقل الغضب الشعبي من شوارع فلسطين على شوارع العواصم العربية تجاه انظمتها.

سابعا، تصعيد التيار الديني الرافض لعملية السلام لخلق مبرر اخلاقي لإسرائيل امام المجتمع الدولي في عدم الدخول باي تسوية حقيقية، ولاستكمال حلقات الخروج من حل الدولتين،تموز 2006م حرب لبنان وانتصارحزب الله اعلاميا وتصعيد التيارالديني، والتي سبقها انسحاب احادي من جنوب لبنان الذي أسس لثنائية الحزب والدولة والشيعة والسنة ،2008م عملية الرصاص المصبوب او المسكوب على غزة وتتنصر حماس بدون تفسير سوى أنه تصعيد شعبي آخرللتيارالديني، رافق كل ذلك حركات استفزاز للمشاعر الدينية من قبل حكومة شارون.

كل ذلك أسس لمزيد من احتقان الشعوب تجاه انظمتها المطالبة بالسلام امام انتصارات الاحزاب والتيارات الدينية.

ثامناً، ربيع عربي عصف بأقرب حليف لعملية السلام النظام المصري السابق وفتح الباب امام التيارات الاسلامية للوصول الى الحكم، تيارات رافضة للسلام وغير قادرة على شن حروب. وفتح الباب امام تشكل دول الطوائف والثنائيات،وساحةعربية تغرق في صراعات داخل الدولة الواحدة. والثمن ابعاد شبح حل الدولتين عن اسرائيل.

هذه البانوراما لها تفسير واحد وهو ان اسرائيل لا تريد حل الدولتين ولا السلام عبر المرجعيات المعروفة مهما كان الثمن، وهي لن تتوانى عن تهديد أي نظام قد يحرجها في هذه العملية.


(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :