facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يارب توبــــــــــــــــــه


زياد البطاينة
11-12-2012 08:25 PM

في الأزمات تختبر النفوسُ، وتُكشف المعادن، وتعرفُ العقول، وتمتحنُ الضمائر، وفيها أيضاً ينقسم الناس إلى راغب في الحل أو معرقل له، أو متفرج ينتظر، أو هارب يختبئ في دهاليز الظلام مانحاً نفسه إجازة يخلد فيها إلى حلمٍ كاذبٍ يدغدغ روحه الهائمة في فضاء اللامسؤولية واللامبالاة، أو تاجرٍ دفن إنسانيته في مستنقع الغش والاحتكار وتحوّل إلى رجلٍ آلي خالٍ من المشاعر والعواطف والأحاسيس، تحركهُ رغبة جامحة للثراء الفاحش ولو على حساب بسمة الأطفال وحياتهم وقوت الأسر الفقيرة واحتياجاتها، أو منافقٍ يلعبُ على الحبلين، ظاهره عكس باطنه، يقتنص الفرص ويصطاد في الماء العكر مسخّراً كلَّ مواهبه الشيطانية للضرر والأذية والانتقام وبث الشائعات التي تثبط الهمم، وتزكي نار الفتنة، وتضلل العقول، وتخلخل بنيان المجتمع وتخدر إرادته المصممة على تجاوز المحن وتُدخله في ضبابية الشك والحيرة.

ولما كان المستقبل العظيم لاتصنعه إلا النفوس العظيمة، والعقول النيّرة، والضمائر الحية، والإرادات الخيّرة، فإنّه من غير المقبول أن ننشد هكذا مستقبل ونقف على الحياد وكأن الأمر لايعنينا ولا هو من مسؤوليتنا، أو ننساق بقصد أو غير قصد وراء تجار الأزمات لنزيدهم غنىً في المال والممتلكات ونضعف الوطن الذي هو ذاتنا وشرفنا وكرامتنا وعرضنا.

إننا مطالبون وكلٌّ من موقعه بتحصين مجتمعنا من عبيد الشهوات والغرائز، وعبّاد الدراهم والمغانم، وشياطين الظلمة الذين يتسللون إلينا عبر بعض الأمراض المتوارثة التي آن الأوان للتخلص منها، لأنها لم ولن تحمل لنا إلا الهلاك والدمار والخراب، فهل يعقل أن نتركها تفتك بأرواحنا وعقولنا والدواء بين أيدينا ولايحتاج استخراجه إلا إلى الجرأة وإرادة الشفاء؟

أما تعلّمنا أن الاستسلام للمرض يشل الحياة، ويقتل الأمل، ويطفئ نور السعادة، وأنَّ الدواء حتى ولو كان بالكيّ، يعيدُ الألق إلى نفوسنا، والرجاحة إلى عقولنا، والنشوة إلى أرواحنا، والنشاط إلى ضمائرنا؟!
لاشك أننا مقصرون بحق أنفسنا وأولادنا ومجتمعنا ووطننا، فمن لايقول كلمة الحق مقصّر، ومن يهادن الأفاكين والمنافقين مقصّر، ومن لايروّض نفسه على محبة الآخر وتقبّله مقصّر، ومن لايتعالى عن الصغائر ويتعلم أن الحياة عزةٌ وكرامة وأمانة وصدق مقصّر أيضاً، ومن لايخرج من ظلمة الغريزة إلى نور العقل مقصّر، ومن يدّخر جهداً في حماية وطنه وإعلاء شأنه وصون سيادته واستقلال قراره مقصّر ،ومن تتقاذفه الأهواء وتستعبده العادات البالية والتقاليد الزائفة مقصّر، ومَنْ.. ومَنْ.. أما من يتآمر ويقتل ويرتكب المحرمات ويستغل الناس ويفتعل الأزمات فهو خائن ومجرم وإرهابي وعلينا ألا نقصّر في محاسبته والقصاص منه.‏

وأخيراً وليس آخراً نقول للمستغلين ظروفنا وامكاناتنا اذا كانت القوانين والانظمه والتعليمات غير قادره على كبح جماحكم وايقاظ ضمائركم فالشعب يحيلكم الى الله وهو الاقدر‏.

pressziad@yahoo.com





  • 1 سوزان 11-12-2012 | 10:22 PM

    الامانه اجمل ماقرات

  • 2 منذر الشرع 11-12-2012 | 10:23 PM

    هذه سيمفونية نفخر ان يكتبها اردنيو لعمون وكاتبها تحية

  • 3 زميل 11-12-2012 | 10:24 PM

    للاسف الحكومة بتغاضيها عن تطبيق القوانين والانظمه والتعليمات وترك الحبل على غاربه صنعت سمسرة ومستغلين وتجار ازمات ولو تابعت تنفيذ قراراتها لما كان هذا

  • 4 ابو المجد اربد 11-12-2012 | 10:26 PM

    نعم نعم كلنا

    مطالبون وكلٌّ من موقعه بتحصين مجتمعنا من عبيد الشهوات والغرائز، وعبّاد الدراهم والمغانم، وشياطين الظلمة الذين يتسللون إلينا عبر بعض الأمراض المتوارثة التي آن الأوان للتخلص منها، لأنها لم ولن تحمل لنا إلا الهلاك والدمار والخراب، فهل يعقل أن نتركها تفتك بأرواحنا وعقولنا والدواء بين أيدينا ولايحتاج استخراجه إلا إلى الجرأة وإرادة الشفاء؟
    من هنا ازجي للكاتب تحية واقول على كل اردني ان يكون خفيرا

  • 5 مؤيد جرار الوحدات 11-12-2012 | 10:27 PM

    على حكومتنا ان تتنبه لتلك الفئة الضاله الغشاشه تجار الازمات وتحاربهم حتى يكونو عبرة

  • 6 كاتب اردني 11-12-2012 | 10:28 PM

    الى عمون بارك الله فيكم وهذه مقاله تستحق وقفات معها وليس وقفه لان بها بين الاسطر مايستحق الانحناء ورفع القبعه

  • 7 لؤي حميدات كفراسد اربد 11-12-2012 | 10:31 PM

    شكرا يا معلم


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :