اذا كانت "نراهة" بتقرب ل "نزيهة" ما غيرها... ما بدنا ياها!

ما خلصنا من انتخابات "نزيهه" المزورة حتى خرجت علينا لجنة "نزاهة" المحيّرة ..اّخر صرعات نزيهة 2013! نزيهة ...نزاهه... شفافة ..شفافية... ذهبي ... ذهبيه... وحكم وحاكمية وحكيمة ...وراشد ورشيدة... ألاردن "اولا"... "كلنا الاردن"... الاردن "غير"... اللقاء الوطني... الحوار الوطني... الجنة الوطنية... لجنة الحوار.. حوار اللجنة... لجنة اللجنة... نفس الخلطة... ونفس المهزله...تكرارا وتكرار!

لماذا كل هذا الجهد والعناء والى متى هذة المهزلة؟ انا لا ألوم أصحاب القرار ولكن الوم "رجالنا", الذين يعلمون علم اليقين بأن هذه المسرحيات لا معنى لها, وانها مجرد مهزلة لكسب الوقت ولتمرير ما تبقى من "اخفاقات" وسياسات, وانتخابات قادمة.

ونتسائل, هل نحن بحاجة الى مؤسسات وهيئات وجمعيات ولقاءات "وطنيه", اذا كان هنالك عدالة في الاصل؟ هل نحن بحاجة الى كل هذا العناء من اختراع "مؤسسات" و"مؤسسات" لا تنتهي, اذا كان لدينا قضاء عادل ومستقل؟ نحن لسنا بحاجه الى نزاهة ونزيهه, اذا تم القبض على الفاسدين, الذين يختالون بيننا وبين ظهرانينا, ويخترقوننا ليلا وصباح... امسكوهم, تعرفونهم كما نعرفهم, ويخلف عليكم وبدون .. نزاهة ونزيهه!

هيئة شباب كلنا "اميركا"!!

المواطن في الدول المتقدمه الديموقراطية, لا يعرف نزيهه ولا نزاهه من خلال مؤسسات ولجان, وهو ليس بحاجة لها على الاطلاق, لانه يراها كل يوم, يصافحها وتصافحه, في الشارع وفي المحاكم والاسواق والجامعات والمؤسسات الحكومية. ولم يخطر على بال صانعوا القرار في الولايات المتحدة واوروبا, اختراع هيئات ومسميات, لتكون بلادهم اكثر امنا واكثر وطنيه... من سمع بهيئة شباب كلنا اميركا مثلا... وان تم انشاء شبيه لهذا المنحنى, يكون عادة من صناعة مؤسسات المجتمع المدني, لا حول للحكومات فيها ولا قوة, ولا تعمل كجيش مدني اخر يذود عن فئه على حساب الوطن بأسرة... لان الوطن للجميع, وهو الاول وسيبقى الاول ...وبلا منازع!

عندما قامت قيامة أحداث سبتمبر 2001, قام الشعب الاميركي بعفويه وتلقائية, وبدون نزاهة ونزيهه, ووقف على قلب رجل واحد. ما يناحز 300 مليون اميركي, جمعهم الانتماء الحقيقي ووحدتهم قيم الديموقراطيه والعداله التي عاشوها منذ سنين, ولو كانت نزاهة ونزيهه بينهم وهيئات الشباب واللجان, لكان الاميركي الى الان يتخبط وينظّر ويحاور ويجادل ويشجب ويستنكر... وطارت مسألته!

الخاتمة: تفائلوا "بالخير" ....لن تجدوه!

على الحكومات القادمة ان تزرع في الشباب القيم والمبادئ, وليس بانشاء المؤسسات والاحجار الكرتونيه, حتى لا يصبح امّعة ويدافع عن وطنه بعفويه وبحب صادق أصيل. على أرض الواقع هنا, كل هذه الصفات والنعوت المصطنعة لم تعني شيئا وسقطت أمام نسمة رقيقة من "نسمات" الربيع العربي, فوجدنا الاردن اليوم غارقا متخبطا والاسوار الهشة التي تغنينا بها, تهوي أمامنا الواحده تلو الاخرى اليوم... لانها كانت وما زالت مصطنعة! رجال الاردن وشبابه لن يبقى هكذا, ولن يكون أمّعة لأحد, سيأتي يوم ليقول لا ...وكفى... ولا شئ يعلو فوق صوت الوطن!

Dr_waleedd@yahoo.com