على أبواب الانتخابات ؛ بدأ تفكير المرشحين يجول حول ذلك الكرسي الذي ما ان تمكن من الوصول اليه حتى فتح امامه خيارين الاول ان يجلس عليه حاملا بكل جوارحه مشاكل وهموم شعب باكمله ، حاملا استراتيجيات لتطوير الاقتصاد الوطني حاملا أسسا ومعايير لتحسين المعيشة المستقبلية باستغلال الموارد المتاحة ، حاملا معه معنى الوطنية والمواطنة المتأصلة بجذوره ، والمنحى الاخر هو استغلال هذا الكرسي في تحصيل المصالح الخاصة والدوافع الشخصية .

ولكن مرشحي انتخابات هذه السنة تنوعت غاياتهم واختلفت آرائهم وتعددت مطالبهم ، برز فيهم وجهاء وأصحاب مكانة مرموقة في مجتمعاتهم ، اكتسبوها بفضل مواقفهم الاخوية ووقفاتهم النخوية .. بفضل كرم اخلاقهم وحسن تعاملهم ، بفضل رأيهم السديد وحب التآلف والتعايش الذي أوجدوه في مجتمعاتهم وبفضل تربية ابناءهم تربية حسنة... ومعاملة جيرانهم حسن المعاملة .. ومصادقة أخلائهم بوفاء واخلاص ... ومبادلة زملائهم الاحترام والتقدير .... ورسم الابتسامة على وجه كل طفل وضرير .. نعم بعض مرشحي انتخابات هذا العام هم هكذا ....ولكن للاسف عاد بعضهم ..... عاد أصحاب الشعارات الانتخابية الكاذبة ، و الصور الخادعة ، واللافتات التي لا تزيد جمالية الشارع الاردني الا ازدراءا وكذبا واختلاقا بالظهور ...وكالمعتاد بدأ أولئك الثلة العمياء من أصحاب الأرباب والأموال والعاشقين لعالم الأعمال بالظهور أيضا ... بدأت رحلاتهم الاستكشافية للتعرف على مدنهم وبلداتهم ودوائرهم الانتخابية ... بدأوا يجوبون الشوارع –لأول مرة طبعا- مرتدين النضارات الشمسية والبدلات الرسمية بسياراتهم الفخمة ، متقنعين بتلك الابتسامات التي لا تثير الا الاشمئزاز ... يجوبون وجيوبهم ملئى بدفاتر الشيكات ورزم النقود..........والمواطن المسكين .... المواطن الذي بات همه الوحيد ومدى تفكيره المستقبلي مبني على كيف سيطعم ويشرب ويكسي ويعيل من أسماهم القدر عائلة له ... همه كيف سيشتري جرة غاز وكيف سيعبئ صوبة الفوجيكا –الحمراء- بالكاز ؟وكيف ؟وكيف ؟وكيف؟ ويبقى هذا السؤال يجول في رأس المواطن –المعتر- والذي يقوده بكل بساطة لتأكيد جملة ميكافيلي "الغاية تبرر الوسيلة " في الحصول على المال حتى وان كانت بطرق غير شرعية ... وحينها يلمع الفارس المغوار ... منقذ البشرية ... ومعيل الأمة ... اليد الحنونة ... والقلب المرهف الحساس ... الانسان العطوف ... الانسان القيادي ... الانسان القدوة .... الانسان المتحدث .... فيبدأ بتأسيس مؤسسات وشركات ومصانع – بكل بساطة زائفة – ويقوم بتوظيف كل أبناء العشيرة وأبناء المنطقة المؤهلين وغير المؤهلين تحت مسميات "تم الحصول على وظيفة " ومن ثم تبدأ المساعدات المادية والمالية للمحتاجين وغير المحتاجين وكل ذلك تحت مسمى " انا مش جاي أشتري اصواتكم بهاي المساعدات طبعا لا ، انا لانه بحبكم وبحب بلدي وولاد بلدي يلي هم ناسي وعزوتي انا حبيت أشاركم بجزء مما انعم الله علي من خير " وهذه هي جملته المفضلة عندما يزور بيت لفقير او يلتقي شيخ لعشيرة .... وما يلبث الوقت حتى تبدأ ولائم الغداء " أكيد مناسف وكبسات " وتحليات المساء "شي مفروغ منو كنافة طبعا" والامسيات الخطابية التي باتت ملئى بالمنافقين .

ولكن ماذا بعد ؟؟؟ ماذا سنرى بعد انتخابات 2013 ؟؟