facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




د. معن أبو نوار يكتب : مباديء القيادة الجيدة


27-01-2013 08:26 AM

يدخل مفهوم الشجاعة في فنون القيادة من أوسع أبوابها بهدف اتخاذ القرار الصحيح بصدد أي متاهة أو خطأ أو خطر. قد يتعرض القائد للفشل في تحقيق هدف معين بكامله ؛ ولذلك عليه أن يقبل مسؤوليته كاملة في معالجته مهما كان ؛ لأي سبب كان ؛ ومن المسؤول عنه من أتباعه. لكن الأهم من ذلك كله أن يتعلم القائد ويستفيد من المتاهة أو الخطأ أو الخطر ؛ وأن يصحح مسيرته، وأن يعالج الأسباب معالجة شافية ، وأن يتأكد بكل وقاية ممكنة من عدم تكرارها في المستقبل.

كل قائد لا يعرف معرفة جيدة أن العاطفة الإنسانية التي تنبثق من أعماق وجدان العاملين معه أو أتباعه هي الدافع الأقوى من أي دافع آخر لقيامهم بما هو موكول إليهم من واجبات ومسؤوليات. وكل قائد لا يعرف أو لا يقدر على تجييش العواطف وإذكاء جذوتها نحو الأفضل والأحسن مصيره الفشل. وهي مثل الشجاعة والشخصية القيادية وميزاتها سابقة الذكر ، أفضل من قوة السلطات والصلاحيات ، وكيان القائد ومكانته ، وأساليبه وأوامره ، في إقامة القيادة الناجحة الفائزة باحترام العاملين والاتباع وطاعتهم العفوية المخلصة.

غني عن الذكر أن القائد الناجح هو الذي يذكي روح الفريق الواحد بين العاملين معه أو اتباعه. ولذلك يحرص على التعاون المطلق بين فروعهم وأقسامهم على الصعيد الفردي ، والصعيد الجماعي. إنها روح الفريق التي تؤسس: " مبدأ الفرد للجميع .. والجميع للفرد " .. والكل للوزارة أو المؤسسة ، وتشكل المناعة الواقية ضد شوائب العمل ، وتهاون الاجتهاد ، واعوجاج المسيرة الصحيحة. كما تشكل أهم الموانع ضد الكسل ، والإهمال ، والفساد ، وضعف الانتماء أو الإخلاص ، أو تخثر بذل أقصى جهد ممكن في الخدمة العامة أو الخاصة.

التواضع الجم الواثق من أهم ميزات القائد الناجح. وإذا اقترن التواضع بمعرفة أكيدة ، وقناعة تامة ، لدى القائد حول عناصر قوته ، وعناصر ضعفه كقائد، سيكون قادرا على تأثير أكبر على من يقودهم. قد يظن البعض أن التواضع ينجم عن ضعف الشخصية ؛ بل على العكس تماما ينجم التواضع الجم عن الثقة بالنفس والشجاعة الحكيمة. الانفتاح الناجم عن التواضع الجم هو الذي يعين القائد على استيعاب الأخطاء ، وحالات الفشل ، ونواقص الإجراءات.

بعض القادة يندهشون ثم يؤخذون بفكرة أنه يفترض في القائد أن يعرف كل شيء معرفة كاملة ، وبذلك يهمل مصادر قوته وأسباب ضعفه . وفي هذه الحالة يقع القائد في فخ محاولته وسعيه لقيادة المؤسسة التابعة له في عالم متحرك يتقدم دون مشاركته المؤثرة. ولذلك تجده يتخذ قراراته على أساس ما مضى من الأحوال ، وليس على أساس الأحوال القائمة أو المتوقعة في المستقبل. كما يقع في دوامة الافتراضات والعادات القديمة التي لا تتناسب مع حاجات الحقائق القائمة. وهكذا يحبس نفسه في عمق خندق الأخطاء السابقة ، فلا يرى ما يجري في الساحة الفسيحة على أرض الواقع خارج خندقه حوله.

القائد الذي لا يعرف معرفة صادقة أمينة عناصر قوته وضعفه ، وعناصر قوة وضعف المؤسسة التي يقود ، وتلك التي يتسم بها من يقودهم من قادة أدنى وموظفين أو عاملين ، لا يمكن له أن ينمى ملكاته ومواهبه القيادية ؛ خاصة في فنون القيادة الحديثة. الوزارة أو المؤسسة أو الدائرة التي يقودها وزير ، أو رئيس ، أو مدير يمتنع أو لا يقدر على تنمية مداركه ومواهبه وملكاته القيادية ستراوح في مكانها ، مثلما يراوح في مكانه ، دون تقدم نحو الأفضل في أي مجال من مجالات واجباتها ومسؤولياتها. أما الوزارة أو المؤسسة أو الدائرة التي يقودها وزير أو رئيس أو مدير يعرف عناصر قوته وضعفه ويكافح من أجل تنمية قواه والشفاء من ضعفه ، تنطلق فيها بيئة تجعل كل موظف أو عامل فيها يكافح ويسعى لتحقيق الأهداف النافعة للجميع.

هذه العملية النفسية الإنسانية ليست عملية عفوية طبيعية. فهي في أمس الحاجة إلى قيام القائد ببثها ونشرها وترسيخها في عاطفة ووجدان وعقل وقلب كل قائد أدنى منه وكل موظف أو عامل يتبع لقيادته لكي تلقى النجاح الذي تستحق.





  • 1 دكتورنا الشيخ 27-01-2013 | 09:01 AM

    ما رأيك بما قلته عن مفهوم العشيرة والانتخابات

  • 2 صقر الاردن 27-01-2013 | 10:21 AM

    ابدعت يا معالي الباشا معن ابونوار

  • 3 حسن عساسفه 27-01-2013 | 10:43 AM

    معلومات قيمة واستاذ قدير ،نشكرك

  • 4 عبدالأله حبيب/ ألولايات ألمتحدة 27-01-2013 | 11:04 AM

    صدقت في كل كلمة كتبتها ولكن أين هو هذا القائد يا باشا في أيامنا هذه إختلفت الأمور هناك المستفيد والمرتشي ولم يعد لدينا
    الرجل الأمين الصادق المخلص لوطنه وشعبه، لا وجود لأمثالكم هذا ما سمعته عنك من عمي والد زوجتي المرحوم العميد فوزي ضياء
    ( أبو مازن )، ولو أن قائدنا محاط بهؤلاء الرجال لكان بلدي في أمان.
    حمى الله الأردن وحمى قائده وجيشه والشعب الأردني الحبيب، وعشت يا أردن.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :