في كل غرة عام، تتباهى الدول بما لديها من أبراج ويشكل البرج ربما علامة «كوزموبوليتانية» في هوية المدينة، في «تايبيه» مثلا أضاء معشر «التواينة» برج 101 بأطنان الألعاب النارية التي أحالت البرج حين دقت ساعة السنة الجديدة إلى كرنفال من الإضاءة المتحركة كالشلال وأحاطت منطقة البرج الشهير قرابة مليون فرد وسائح احتفلوا وتسوقوا حول مولد السنة الميلادية الجديدة بكل ما أوتوا من فرح ودولارات وصور!

أما الامارة الجوهرة دبي في دولة الأمارات العربية أو كما يسمونها «دولة الكامرات»، فقد كان لها الحصة الأعلى بالشواهق والباسقات من الحجر والأعمدة التي احتضنت استثمارات عالمية أختصرها فقط بكلمة «حقيقية»!

تأخذني الأبراج العالمية إلى منحنى علامات سؤال حول أبراج عمان التي صارت بعمر أطفالنا الذين دخلوا المدارس وهي مازالت معلقة كالوقف ! وصارت الأسئلة من العمانيين حولها تنافسها طولا بل تزيد عليها بأمتار! ولم تسلم حتى من أسئلة وتندر الأشقاء العرب من الذين يؤمون عمان كل صيفية والحال يختزل بـ» على ما أنت يا حليمة»!

الأصدقاء في الأمانة، أريد إن أسألهم عبر هذه السطور ما هي توقعاتكم للأبراج لهذا العام، فعلى ما يبدو أن برج الحظ حاليا مازال في مدار بعيد عن الأبراج، وهل ستتقاطع كوكبة الاستثمارات من جديد مع كوكب الضبابية وتسري الأمور في مجرات درب «التبانة»؟

عمان وجدائلها وبشائرها تستحق أن لا تبقى بها أبراج شاهقة ملفوفة بالغموض والشاش الأخضر والكساد؛ كأصنام قديمة في انتظار من يَجِدها من جذرها؟ واستثمار أمانة عمان بأخبارنا تقريرا حول الأبراج هو أعلى جدوى حاليا من أبراج من بدايتها تقاذفها الشؤم والإشاعات!

سماء عمان هي ملك لطفلي وأطفالكم جميعا، هي بابنا الأوسع نحو الأفق الكبير، وهي الطابع الحيوي الأكبر في رسالتنا للعالم.

بالمناسبة انا من برج الحوت وكنت قبل بضعة أعوام انوي ان أستبدل برجي بأي برج منهما، لكن حاليا سأبقى على برجي بكل عيوبه، وأتمنى من أمانة عمان التي دوما عندها «الجاهزية التامة» أن تخبرنا عن طالع الأبراج قبل أن أذهب لسؤال «ماغي فرح» حول ذلك .

www.hindcolors.com
hindkh79@yahoo.com
الرأي