facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ثريا ملحس في ذمة الله ..


24-02-2013 09:22 PM

عمون ـ خاص - غيب الموت امس السبت الكاتبة والباحثة والاكاديمية الاردنية ثريا عبد الفتاح ملحس عن 88 عاما بعد حياة حافلة بالعطاء في حقول العلم والمعرفة والادب ،ووري جثمانها اليوم الاحد في مقبرة العائلة الخاصة في سحاب بعد صلاة العصر في عمان .

ولدت ثريا عبد الفتاح ملحس في عمان عام 1925، حيث تلقت علومها الابتدائية والثانوية قبل أن تستكملها في القدس في الكلية الإنكليزية. وفقيدة تابعت دراساتها الجامعية في بيروت ولندن. التحقت بالجامعة الأمريكية في بيروت، وحصلت منها على شهادة البكالوريوس في الأدب واللغة العربيين سنة 1947، بدرجة أولى مع مرتبة الشرف. وفي سنة 1951، نالت شهادة الماجستير مجدداً من الجامعة الأمريكية في بيروت بدرجة أولى شرف. كان موضوع رسالتها "أدب الروح عند العرب". وقد نشرت هذه الرسالة سنة 1964 بعد تنقيحها وتعديلها بعنوان: "القيم الروحية في الشعر العربي قديمه وحديثه."
التحقت بكلية بيروت الجامعية للبنات للتدريس فيها سنة 1952. وبعدها تابعت دراستها في جامعة لندن، قسم الدراسات الشرقية الإفريقية. وفي سنة 1970، رشحت للدكتوراه في الجامعة اليسوعية ببيروت (جامعة القديس يوسف)، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، قسم اللغة العربية وآدابها، فضلا عن تفرغها للتدريس، وسجلت أطروحتها بعنوان: كشاجم، عصره، سيرته، آثاره.
ما يجدر ذكره أن هذا الشاعر والعالم-كشاجم كان مغموراً لدي الجميع، ولم يكتب أحد عنه سوي سطرين أو بضعة أسطر، ولكن الباحثة ملحس خرجت من أطروحتها بألف وسبعمئة صفحة بخط يدها. وفي سنة 1981، نالت شهادة الدكتوراه الدولية (فئة اولي) من جامعة القديس يوسف (اليسوعية) ببيروت، وأصبح عنوان الاطروحة: محمود بن الحسين المعروف بأبي الفتح كشاجم البغدادي في اثاره وآثار الدارسين. وفي سنة 1989، حصلت علي رتبة استاذ (بروفيسور). وانتقلت من التدريس الي الاشراف علي اطروحات الماجستير والدكتوراه بالجامعة اللبنانية. وفي سنة 1994 صدر مرسوم لها من الجامعة بتمديد عام دراسي واحد لمتابعة الاشراف على أطروحات الدكتوراه بالجامعة نفسها، ولكنها اعتذرت..
تربو مؤلفاتها المنشورة على الأربعين، وهي تشتمل على كتب عن تاريخ الأدب العربي إضافة إلى دراسات قصيرة ودواوين شعرية.

*كتبها*
منهج البحوث العلمية للطلاب الجامعيين
مدخل إلى أدب العصر الأموي. 448 ص. الشركة العالمية للكتاب [1]. بيروت. 1989.
حزب الشيعة في أدب العصر الأموي. 512 ص. الشركة العالمية للكتاب [2]. بيروت. 1990.
حزب الخوارج في أدب العصر الأموي. الشركة العالمية للكتاب. بيروت. 1990.
ميخائيل نعيمة الاديب الصوفي. الشركة العالمية للكتاب. بيروت. 1990.
المرابطون اللمتونيون. الشركة العالمية للكتاب. بيروت. 1990.
دفاع في طريق المعلقة وطرفة بن العبد. الشركة العالمية للكتاب. بيروت. 1990.
المعلم خليل بن أحمد الفراهيدي البصري. الشركة العالمية للكتاب. بيروت. 1990.
القيم الروحية في الشعر العربي حتى منتصف القرن العشرين. بيروت. 1965.
* أعمالها الشعرية*
النشيد التائه (بيروت، 1949م).
قربان (بيروت،1952م).
أناشيد ومجامر (المرحلة الأولى 1946-1956م).
ملحمة الإنسان. ديوان جمع عناوين مجموعتها الشعرية. إشتمل على العناوين التالية: مع الله، مع الوطن، مع النفس، مع الماضي، مع البشر. (بيروت، 1961م).
محاجر في الكهوف (بيروت، 1961م).
خبأنا الصواريخ في الهياكل (بيروت، 1968م).
ألوان / مختارات شعرية تصف فن الكتابة (بيروت، 1959م).
* الدراسات*
أبعاد المعري (بيروت، 1962م).
ميخائيل نعيمة الأديب الصوفي (بيروت، 1968م).
المرأة العربية والروح النضالية (بيروت، 1968م).
الأدب الفلسطيني في المعركة (بيروت، 1970م).
أعمالها الأخرى
عشر ملحنات، سيمفونيات / مقالات (بيروت، 1960م).
العقدة السابعة. قصص (بيروت، 1962م).
عشر نفوس قلقة / مقالات (بيروت، 1968م).
أضواء جديدة على المعلقات.


وعمون تنشر الحوار الذي كان قد اجراه الزميل تيسير سلمان النجار معها وهو جزء من كتابه الوحيد عنها في العالم العربي ويحمل اسم كتابه :" تأمل امام ينابيع تتفجر " والذي قضى فيه 5 سنوات في الحوار مع الاديبة ويحتاج هذا الكتاب لطبعة ثانية وتاليا جزء من الحوار :

حوار مع الشاعرة والاكاديمية ثريا ملحس في صحيفة القدس العربي اللندنية

ملحس : ما حدث في الفكر والشعر العربيين هو ردة فعل لمرحلة الاستقلال والتحرر من الاستعمار الاجنبي
* تجربتي ظلت ساكنة... فلم اكن شللية .. ونقاد الشعر الحديث يتجاوزوني ويضعوني تحت كلمة وغيرهم
* من أهم واجبات المبدع ان يرتقي بالانسان روحيا وذهنيا.. ولكن الابداع لا يزدهر في غياب الحرية
* هل يجوز للعالم ان يخرس امام دولة معتدية بلا حق فتنقض علي دولة مسالمة اخري بطائراتها، وأساطيلها؟

حاورها: تيسير النجار
د. ثريا ملحس شاعرة وباحثة. تلقت علومها الابتدائية في عمان، والثانوية في عمان والقدس في الكلية الانكليزية. وتابعت دراساتها الجامعية في بيروت وفي لندن. ومن الجامعة الامريكية ببيروت، حصلت علي شهادة البكالوريوس في الأدب واللغة العربيين سنة 1947، بدرجة اولي شرف. وفي سنة 1951، نالت شهادة الماجستير من الجامعة الامريكية ببيروت بدرجة أولي شرف. وكان موضوع رسالتها: أدب الروح عند العرب ، التي نشرت فيما بعد منقحة ومعدلة سنة 1964، بعنوان: القيم الروحية في الشعر العربي قديمه وحديثه . وفي سنة 1952 التحقت بكلية بيروت الجامعية للبنات للتدريس فيها.. وبعدها تابعت دراستها في جامعة لندن، قسم الدراسات الشرقية الافريقية.. وفي سنة 1970، رشحت للدكتوراه في الجامعة اليسوعية ببيروت (جامعة القديس يوسف)، كلية الآداب والعلوم الانسانية، قسم اللغة العربية وآدابها، فضلا عن تفرغها للتدريس، وسجلت أطروحتها بعنوان: كشاجم، عصره، سيرته، آثار .
وما يجدر ذكره أن هذا الشاعر والعالم كان مغموراً لدي الجميع، ولم يكتب احد عنه سوي سطرين او بضعة، وخرجت الباحثة ملحس من أطروحتها بألف وسبعمئة صفحة بخط يدها. وفي سنة 1981، نالت شهادة الدكتوراه الدولية (فئة اولي) من جامعة القديس يوسف (اليسوعية) ببيروت، وأصبح عنوان الاطروحة: محمود بن الحسين المعروف بأبي الفتح كشاجم البغدادي في اثاره وآثار الدارسين . وفي سنة 1989، حصلت علي رتبة استاذ (بروفيسور). وانتقلت من التدريس الي الاشراف علي اطروحات الماجستير والدكتوراه بالجامعة اللبنانية. وفي سنة 1994 صدر مرسوم لها من الجامعة بتمديد عام دراسي واحد لمتابعة الاشراف علي أطروحات الدكتوراه بالجامعة نفسها، ولكنها اعتذرت.. أما مؤلفاتها المنشورة فتربو علي الأربعين.



* عمان المكان.. *

كيف كان المكان (عّمان) عبر تجربتك الشعرية؟
لم تغب عمّان أبداً عن قلبي وعن قلمي. فمكان الولادة يبقي ساكنا في أعماق الانسان. ولا سيما مسقط الرأس. ومسقط الأهل. فالوطن هو الأهل. والأهل هم الوطن، علي الرغم من مغادرتي مدينتي عمّان الي القدس، وأنا في الخامسة عشرة لمتابعة دراساتي الثانوية العليا، اذ لم يكن في عمان حينذاك مدرسة للبنات سوي مدرسة انكليزية ثانوية متوسطة. وكان أبي حريصا جداً علي معاملة الأنثي كالذكر في طلب العلم حتي نهاياته. وهو أحد روّاد الآباء القلائل الذين اهتموا بتعليم بناتهم خارج حدود الاردن.. أرسلني أبي الي القدس حيث المدرسة الانكليزية الثانوية التي سبقتني اليها شقيقتي. وبعد تلك المرحلة الثانوية تابعت مسار المراحل الجامعية العليا ببيروت. وبعد حصولي علي البكالوريوس والماجستير من الجامعة الامريكية ببيروت التحقت بجامعتين للتدريس فيهما. أولاهما أمريكية والاخري لبنانية. ولم أعد الي عمّان منذ خروجي منها سوي مدد قصيرة لكي ألتقي الأهل. وانما مدينتي عمّان ظلت في ذاكرتي لا تبرحها في كل ما حملته من مشاهد الطفولة وذكرياتها. مشاهد دارنا في الوادي. تم دارنا الرابضة علي تلة في مطلع جبل عمان. آخر ما وصل اليه العمار بعد الوادي، بحديقتها او بستانها الكبير، الذي كان يحيط بالدار شمالا وجنوباً. وبأشجارها الباسقة. اشجار الصنوبر والكينا والزنزلخت. والكروم الممتدة علي المساحات. وبعض شجر الخوخ. والدراق المدور الذي ما كان يعرف في عمان، وقد جلبه أبي شجيرة من ايطاليا. و بالحاووز الذي كان يمدنا بالماء بدلاً من التنكات التي كانت تحملها البغال، اذ لم تكن المياه قد وصلت الي ما بعد الوادي، وبقناديلها الكاز، ولكوسها التي كانت تتدلي من السقوف بدلا من ثريات الكهرباء التي لم تصل بعد الي الجبل، ثم بشرائطها الممتدة علي الحيطان حين وصلت، وبالزهور الملونة علي رأسها الياسمين، والفل والسيم والقرطاسيا، التي كانت امي ترعاها، وتهتم بها، لأن منظرها وروائحها في رأيها تفرح الانسان. وتبعث في القلب وفي العين السرور. وبالارجوحة المنتصبة في قلب البستان، التي نصبت لنتأرجح عليها، وبالكائنات التي كانت تطل علينا من التراب البكر، وترعبني جداً كالعقارب والأفاعي. أم أربع وأربعين ، التي لم تفارق ذاكرتي كما قلمي فيما بعد، تلك التي كنت أشهد قتلها بالكاز والنار ليخرج منها أزيز، فأقف ما بين الاشفاق والتخلص مما يؤذي، وبالمغارة التي كانت مجاورة لدارنا في آخر البستان. كانت ترعبني لما سمعته عن الجنية التي تسكن فيها، ولا تظهر الا في الليل بملابسها المزركشة، وحلاها المتلألئة التي يسمع رنينها من يخيل له ذلك، وعيناها كأنهما قنديلان، فلا أجرؤ علي الاقتراب من اخر البستان، وكنتُ أغتبط بتأمل الطبيعة في البستان. أشاهد النمال الصغيرة الشقراء، التي كانت أمي تطعمها السكر حين تزور الدار، وتنهر من يقتلها لأنه حرام، وفي ظن امي ان النمال الشقراء هي رحمة، عكس السوداء، لذلك حملت معي العطف عليها، وعدم التخلص منها حيثما كنت، كنت أراقب النمل وهي تحمل القش. وبعض ما تنثره الرياح علي التراب من بتلات الزهور والثمار. ثم تسير بانتظام عجيب في خط مستقيم الي أوكارها المتوارية عن الأنظار، لتبني قصورها تحت الارض، وتجمع قوتها لفصل الشتاء، كم تمنيت ان اخترق عالمها لأري قصورها، أما شتاء عمّان فكان مرادفاً للثلج. فلم يخل منه في الثلاثينات والأربعينات. وكانت الثلوج تبهجني، وفي الوقت نفسه تصيبني بالدوار، وتخطف نفسي اذا نظرت الي السماء البيضاء ثم الي الارض البيضاء. ولم أجرؤ علي ان اخرج، كسائر الاطفال لألعب بطابات الثلوج، الي ساحة دارنا الكبيرة التي لا يفصلها عن الوادي العمار. تطلّ مباشرة علي مطلع وادي عمّان، حيث تتجمع فيه السيول الهادرة الاتية من الجبال بعد ذوبان الثلوج نحو الوادي في اخره لتلتقي بسيل عمّان المعروف. فيطوف السيل أثناء الشتاء، ويتحول الي نهر، اما في الصيف فيصبح سيلاً ضعيفاً او يجف.
جميع تلك الأشياء، ولو صغيرة، قد تبدو للناس العاديين عابرة، سكنتني. وما زالت تترجح في قلمي. وفي ذاكرتي. فمن عمّان حملتُ كل طفولتي وما حولها الي القدس. ثم الي بيروت. ثم الي لندن. واستقررت ببيروت. وفي قلبي وعلي قلمي تقفز عماّن أمامي كلما حملت القلم لأكتب شعراً، تماماً مثلما كان وجه زوجة الرسام شاغال الروسي يقفز في لوحته كلما حمل الريشة، ولوحاته شاهدة علي ذلك.

* الطفولة والشعر*

عبر الذاكرة.. كيف تستذكرين الطفولة الان في شعرك؟
كما ذكرت سابقاً حملت طفولتي معي حيثما كنت. ظلت تسكنني وتحملني ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، فالطفولة تعني لي الشعر. والشعر هو الانسان بكل طاقاته الخفية الغامضة والظاهرة. وكل تناقضاته. لذلك يصعب ان نعرف الشعر، كما يصعب ان نعرف الانسان، مهما حاول الانسان ان ينسي فلن ينسي طفولته التي تسكن في زاوية من زوايا أعماقه. فاذا فقد الانسان تلك الزاوية فقد انسانيته. فالطفولة تعني الحرية والانطلاق. والبحث عن الحقيقة والنطق بها. وتعني العفوية والنقاء والحنان والانتماء والصراحة والانتصار علي الظلم حتي بالحجر، والطفولة فوق كل هذه الامور هي الرئة التي يتنفس منها الشعر. فالطفولة والشعر صنوان، كما الانسان الذي لا يفقد طفولته. والطفولة لا تعرف الخوف بل تجرؤ علي اقتحام الاخطار، من هنا يخرج الابداع. والابتكار والتجدد والاختراع والسعي المستمر وراء المجهول. ونحو كل ما يخطر بالبال، شرط ان يظل في خط الانسانية التي تعمل لانقاذ الانسان من الظلم والقهر والعنصرية والجور الآتي من السلاطين، او من آلات الدمار. ليس للطفولة طقوس. كذلك الشعر، كذلك الانسانية. فكأن الطفولة والشعر والانسانية أقانيم ثلاثة في ذات واحدة.
والطفولة تفهم كل متحول او جديد. والشعر بالتالي مثل الطفولة. يرقي فوق كل العثرات. فان هرمت الطفولة في قلب الانسان هرم الشعر وبالتالي مات الانسان.

* الغربة والشعر*

الغربة. هل أثرت في تجربتك الشعرية؟ والي أي مدي؟
ظلت الغربة تنوس فوق رأسي. وتهبط في شعري متجذرة عميقة. فالغربة أحسستها برحيلي المبكر خارج حنان الأبوين طلبا للعلم، وببقائي طويلا خارج عمّان نحو خمسين سنة. هذه غربة الديار. ظهرت في شعري، وستظل تنوس امامي. اما غربة الوجود، الغربة الذاتية المغلفة بالضباب، فقد انبعثت من طبعي وذاتي وقيمي. وظلت ملازمتي في حياتي اليومية. وفي شعري. حين تأملت في الوجود والخليقة والأكوان والكائنات، وكل ما في السماء، وما في الارض وعليها، وما بين الحياة والموت، وما بعد الموت، عظمت غربتي. وكثرت تساؤلاتي. ولكنني ما شعرت يوماً ما بالاحباط او بالتوقف او بالاستسلام. علي الرغم من المآسي التي تحيط بي، الوطنية منها والانسانية، وعلي الرغم من وجودي في مجتمع مليء بالمتناقضات في كل شيء،.. منذ طفولتي وأنا أقول ما أشاء. وأعبر عن اعتراضي لكل ما أراه مستهجناً، كالنظرة الي الانسان الأنثي، التي لم أقتنع منذ طفولتي بأنها كائن آخر، او تابع لمتبوع، او نصف لكائن ذكر، او ضلع زائدة من ضلوع الذكر، متحدية كل الاساطير، والعقائد البالية. لعل الذي مهد لي هذه الرؤية، او شجعني عليها هو أبي الذي كان يردد قوله: فلا فرق بين أنثي وذكر. في جميع الحقوق ولا سيما في التعليم. ففتح لها كل الأبواب الموصدة، كما فتحها للذكر. فسكنت في تلك الذكريات. ولعل فرح أبي بقدوم الأنثي، كما كان يردد، كان مثلما فرحه بقدوم الذكر، ان لم يكن اكثر، فأبي حقا كان متقدماً بهذا علي غيره في ذلك الزمان، فالحرب الكبري الثانية مثلا، هي التي منعت سفر شقيقتي، التي تكبرني قليلا، الي لندن لمتابعة دراساتها الجامعية. وتلتحق بكلية الطب بعد تخرجها من الكلية الانكليزية في القدس، متخصصة بالتربية والتعليم والعلوم.
ربما خرجت عن السؤال. وانما سقت ما قلته لأشير الي احد أسباب غربتي التي بقيت متربعة في صدري. وفي أعماقي. وفي وجودي. مثل كل ما يكمن من قضايا غير منطقية في مجتمعاتنا العربية. لن أتنازل عن حريتي الفكرية المرتبطة بالانسانية. فلنعمل معاً لكي ننتصر علي التزمت. وعلي التيارات المعاكسة للتقدم نحو جميع المجالات. ولعل التقدم العلمي ينقذ الانسان ويحميه من الامراض المستعصية والفقر المرعب والحروب المدمرة بآلاتها الفتاكة.
ستبقي الغربة تسكنني الي ان ينتصر الانسان علي كل القضايا التي تحط من انسانيته. وستظل غربتي تسكنني وتحملني الي عوالم احلامي وأشعاري.

* النشيد التائه: جرأة النشر*

كيف تصفين مجموعتك الشعرية الاولي الان، النشيد التائه ، المنشورة سنة 1949 وفيها قصائد 47 و48و 49؟
حين أعود الي مجموعتي الشعرية الاولي يمر في ذاكرتي كومضة عين، كل ما مضي. وما كان في ذلك الزمان. وأراها قد قفزت فوق الزمان من دون ان أدري. ثم هبطت في هذا الزمان عبر خمسين عاماً، ربما اكثر، كنت اكتب شعري من دون طقوس ولا قيود. من دون تسمية لها أكتب. وانما كان شعرا بلا قيود الأوزان المعروفة. لم يكن هدفي حينذاك ان أتحرر من أوزان الخليل، ولكنني ساهمت في فهم جديد للشعر عن غير قصد. أظن أنني تجرأت علي نشر أشعاري في ديوان، لعلها المحاولة الاولي التي لم يسبقني اليها احد، وذلك منذ سنة 1949، وديواني يضم ما كتبته منذ سنة 1947. لم أتردد. ولم أفكر في النقاد كعادتي، ولم أخف من ردود الفعل. لأنني حقا لم أفكر في أي شيء. تلقاه بعض القراء بالقبول الحسن. وبعضهم بالرفض. لم يقبل علي تجربتي اي من النقاد المنظرين، لعلهم ظنوا أنها محاولة غير جديرة بالتحليل والاكتشاف، لم آبه للملاحظات المقبولة او غير المقبولة. بل تابعت الكتابة الشعرية منذ ذلك الزمان حتي الان، مع تطور في الشكل و في المضمون وفي توزيع التفعيلات أشبه ما تكون بالملحنة (السيمفونيا)، من دون قيودها.
وفي سنة 1947، وقبلها قليلا، كنت اكتب الشعر بتجربة (علي غير شكل). وفي الوقت نفسه علي غير موعد. كانت نازك الملائكة الشاعرة العراقية تقوم بتجربة اخري. وبدعوة جديدة الي فك ارتباط البيت في القصيدة العربية القديمة والاعتماد علي التفعيلة وتوزيعها بحرية علي القصيدة، خارجة علي البحر ذي التفاعيل الموزعة بالتساوي علي شطري البيت، المرتبط بالقافية والروي. وقد وضعت تجربتها في كتاب سمته قضايا الشعر المعاصر ، المحرر من البيت ذي الشطرين المتساويين، معتمدة علي بعض البحور مكررة التفعيلة، والالتزام بالتفعيلة الواحدة الموزعة علي القصيدة بقواعد جديدة. وظلت تجربتها مقيدة بلوازم البحر وجوازاته وتكرار القافية كيفما أرادت.
وكنتُ أكتب الشعر بعفوية من دون سوابق متأثرة بشكل القصائد الغربية المتطورة. ومن دون التأثر بالمضمون.
ولا بد لي من أن أعود بالذاكرة الي سنة 1946، حيث كانت بداياتي. والفضل فيها يعود الي أستاذي الشاعر الكاتب الناقد رشدي المعلوف رحمه الله. وهو أبو أمين المعلوف الكاتب الروائي الذي تألق منذ الثمانينات بكتابة الروايات الموثقة، باللغة الفرنسية. وكان قد هاجر الي باريس هرباً من الحروب الأهلية المفجعة في لبنان.. وكنت حينذاك في اولي مراحل الجامعة. أختص بالعلوم والرياضيات. وكان الاستاذ رشدي المعلوف يشجعنا علي الابداع في الكتابة، ومن دون ان يفرض علينا موضوعا او عنوانا. بعبارة اخري يحثنا علي الكتابة الحرة.
وكانت الحرية تسكنني. وأفرح بها. وكانت الفروض المحدودة تزعجني. فانطلقت أكتب ما خطر ببالي في صفحة. ولم اعرف ما كتبت. وحين أعاد استاذنا الاوراق الينا فوجئت بعلامة تفوق الممتازة. وعبارة اذهلتني كانت العلامة (A +)، فقررت ان اغير اختصاصي، من كلية العلوم الي كلية الآداب، قسم الاداب العربية، أما العبارة التي ما زالت تسكن ذاكرتي فهي: لديك طاقة شعرية. غذيها وحافظي عليها بالمطالعات والكتابة. الي الأمام .
لا شك في أن اشكال الشعر المهجري والنثر المهجري أثرا ايضا في ذاكرتي، ولكل انسان تجارب تخصه صادرة عما يحيطه من قضايا، وكائنات، وحوادث، وانفعالات، وتأملات، وثقافات، وأحلام.. يصعب عليّ ان اصف مجموعاتي الشعرية. لكنني راضية عمّا كتبت منذ البدايات. فالنشيد التائه كان باكورة دواويني، ديوانا لم يعترف به احد حينذاك، ولم يصنف في باب الشعر، حتي انتشرت قصيدة التفعيلة. وهبت نسائمها من العراق، مهد الحضارات، ومهد حضارتنا العربية العظيمة. وحطت رحالها في لبنان الذي كعادته يحتضن كل جديد، لأنه في طبعه التجدد والتطور، والانفتاح صوب البحار، فتنفس الصعداء، وراح يروج لذلك الشعر الجديد، شعر التفعيلة او قصيدة التفعيلة. وانبري معظم الشعراء اللبنانيين خاصة، والعرب عامة يهللون لهذا التطور المتحول عن قيود القرون الوسطي.
لا شك في أن ما حدث في الفكر العربي، وفي شعره هو ردة فعــــــل للاستقلال والتـــــحرر من الاستعمار السياسي في معظــــم الأقطار العربية.
وبعد قصيدة التفعيلة، التي ما زال الشعر العربي متحررا بها، عاد الشباب يدفعون الشعر خطوة اخري نحو التحرر، حتي من التفعيلة، بعد ان قرأوا شعر الغرب، ولا سيما في فرنسا. وقد اعترف نقادها بالتجربة الجديدة، وسموها قصيدة النثر . هذه التسمية جديدة، وانما الشكل لم يكن جديداً في الشعر العربي الحديث. وكان يسمي تارة الشعر الطلق ، وتارة اخري الشعر المنثور ، وهو ليس النثر الشعري الذي امتاز به جبران خليل جبران. وقد تأثر به كثير من الكتاب اللبنانيين حتي في كتاباتهم الصحافية، اجتماعية وسياسية.
واذا عدنا الي الحضارة الشعرية القديمة نجد آثاراً لقصيدة النثر، ابتداء من خطب الكهّان في الجاهلية، الي كتابات أبي العلاء المعري في الفصول والغايات، وربما في غيرها.
يصعب عليّ، كما قلت، ان اصف مجموعتي الشعرية الاولي التي جرؤت علي نشرها سنة 1949، حين كان النشر صعباً، وفي الديوان، كما ذكرت سابقا، بعض ما كتبته في الاعوام 47 و48 و49 ومن القرن الماضي.
وقد اختلف النقاد كثيرا حول من أول من كتب قصيدة النثر ، كما سمّاها الغرب. أفلا يحق لنا، ونحن في القرن الواحد والعشرين، ان نتحرر من رواسم القصيدة القديمة منذ الجاهلية؟ وحين فكت نازك الملائكة الارتباط من ابياته، وجعلته تفعيلة، كنت اكتب بدايات قصائدي التي تنضوي تحت ما سمي، فيما بعد قصيدة النثر . وحين يكتب النقاد في هذه التجربة يتجاوزونني الي اسماء شعراء رجال، وأظل أنا انضوي تحت عبارتهم المكررة وغيرهم ، او وآخرون . لا يهمني اذا تجاوزني النقد المعاصر. لأنني لم أنزل، كما يفعل غيري، الي الساحة الأدبية الاستعراضية. وفي طبعي الابتعاد عن الاضواء والمنابر واللغة الخطابية او التمثيلية، كما لم أكن مسؤولة في مجلة أدبية. ولم أكن شللية ، ولا اجتماعية أقرع الأبواب، فظلت تجربتي ساكنة فيّ، وفي من يقرأني، أمقبلا كان ام مدبراً.
تجربتي الشعرية الاولي منذ النشيد التائه ، حتي الستينات، تختلف عما كتبته فيما بعد حتي الان. ليس بالجوهر، وانما بالشكل أحيانا وبالمضمون الذي تأثر بالمجريات التي نعيشها من انتصارات ونكسات واكتشافات علمية واختراعات ممزوجة كلها بالغضب والحيرة والثورة لكرامة الانسان العربي وربما بالحزن دائما علي وجود الانسان ومصيره.



* المنابع الشعرية *

ما المنابع التي شكلت تجربتك الشعرية؟
انطلاقتي الشعرية بدأت في بيروت متأثرة بدراساتي المتشعبة في الجامعة، منها الفلسفية والصوفية والنفسية والتربوية والفنية والعلمية والتراثية واللغوية والآداب العالمية، وشتي العلوم. أما الأدب المهجري، نثرا وشعرا، فقد أثار في رؤي جديدة أعجبتني من دون ان أتأثر بها، بل عكفت علي ذاتي وذاكرتي التي احتشدت فيها كل معارفي واحلامي، وكل ما في الكون من سماوات، وفضاءات وبحار وصحاري وجبال وشعاب وأنهار وكائنات، كما احتشدت حضارات الدنيا وتواريخها وآثارها وأدهش ما فيها الانسان، ذلك الكائن الحائر المحير، الذي بجشعه بعثر جمالات الأكوان، كما بحروبه القذرة، وظلمه المتعمد واستعباده العباد واستعلائه واستغلاله.
ومهما يكن من شيء يصعب علي الانسان ان يدل علي منابع تجاربه، كما يصعب عليه ان يعرف الانسان كما يصعب عليه ان يعرف الشعر. لأن الشعر هو الانسان والشعر نفسه صعب المراس لأنه لا يقبل التجديد، ولا يخضع للطقوس، ولا للقواعد. فالنقاد علي الرغم منه، يميلون بطبعهم الي استنباط القواعد، وبعد حين تصبح القواعد بلا قواعد، لأن الانسان في جبلته ايضا يرفض القيود. ينتظر الفرصة للتحول عنها، وسيظل منبع الشعر، كما الفنون، من الانسان وحده من أعماقه. من معارج أفكاره. من قلقه وابداعه. أما اذا أجبت عن هذا السؤال التقليدي فأقول ان المنابع هي في ذاتي ومكونات ثقافاتي وفي اعماق ذاكرتي وعقلي وروحي وتأملاتي وبيئتي وبيئة العالم قاطبة واختراعاته واكتشافاته فضلا عن احلامي في المنام كما في اليقظة.
ما حلمك الثقافي؟
اولا ارغب في تعريف الثقافة التي اصبحت علي كل لسان، لغويا: هي الحذاقة والفهم والضبط وسرعة التعلم والفطنة والتقويم واصطلاحا: كما جاء في المعجم الفلسفي (1/37)، للدكتور جميل صليبا، وفي قاموس التربية وعلم النفس (ص: 79) للدكتور فريد نجار. كما يصعب ايضا تعريفها كأية لفظة من حيث دلالتها. فالثقافة هي قسم من الحضارة. ربما الحضارة عينها كما في اللغة الألمانية. وفي رأي الدكتورين فالثقافة تعني ثقافة العقل بوجهها الذاتي. أما من حيث وجهها الموضوعي فهي مجموع العادات، والأوضاع الاجتماعية، والآثار الفكرية، والأساليب الفنية والأدبية، والطرق العلمية، والتقنية، وانماط التفكير والاحساس والقيم الذائعة في مجتمع معين. وهي طريقة حياة الناس، وكل ما يملكونه ويتداولونه اجتماعيا لا بيولوجيا. والثقافة هي مظاهر التقدم العقلي وحده، كما نقول الثقافة اليونانية والثقافة العربية والثقافة اللاتينية والثقافة بالمعني العام هي ما يتصف به الانسان الحاذق، المتعلم، من ذوق وحس انتقادي، وحكم صحيح. وربما هي التربية التي أدت الي اكسابه هذه الصفات. أما روستان فعرفها بقوله: والاولي اطلاق هذا اللفظ الثقافة علي مظاهر التقدم العقلي وحده.. . ومن شروطها ان تؤدي الي الملاءمة بين الانسان والطبيعة، وبينه وبين المجتمع، وبينه وبين القيم الروحية والانسانية .
وحلمي الأكبر ان أري المجتمعات العربية في عالمنا العربي كله من محيطه الي خليجه متنعما بالحرية الفكرية والمساواة الانسانية، والعدل، والالتزام باحياء تراثنا الثقافي العظيم الذي غني بكل القيم الروحية، والتقدم العقلي. لعل انساننا اليوم يتابع المسار. وينفض عنه غبار التخلف في جميع المجالات ابتداء بالحرية الفكرية، وانتهاء باستمرارية العطاء الدائم وازالة جميع العثرات في طريق النمو والبقاء والازدهار.
وأحلم ان تظل اللغة العربية العظيمة منبعا وجسرا لثقافاتنا كلها، لكي تصبح لغة عالمية كما كانت في ماضيها، حاملة الثقافة المشرقة لكل البشر، والحضارة التي شعت علي العالم حين كان العالم في ظلمات.
أكدت ذلك المستعربة الألمانية الدكتورة زيغريد هونكه في مؤلفها المشهور: شمس العرب تسطع علي الغرب .. كل شيء يبدأ بخطوة. اول خطوة ان نجعل أبناءنا وأحفادنا معتزين بحضارتنا التي وصلت الينا في مئات الملايين من المخطوطات، ما زال معظمها غير منشور، او مفقودا، او منهوبا، ثم نبدأ بالخطوات التاليات نحو تقبل كل جديد مفيد. نقترب ما شئنا من أدوات الحضارة محافظين علي أعظم ما في الانسان وأخلد، القيم الروحية التي ما زالت في نسيج امتنا الماجدة. وفي نسخ ثقافتنا مهما تفرعت، وشرعت وتحولت. وفي قولي هذا لا فرق عندي بين ذكر وانثي لأنهما متساويان خلقا وانسانيا.
النقد.. هل خدم تجربتك الشعرية والنثرية؟
نقد الاداب الحديثة ضعيف عامة في عالمنا العربي كله. ما زال ذاتيا مرتبطا بالأهواء والشللية والفئوية والعقائدية حتي الحزبية، يغلب علي النقد الانتقاد، وهو الأسوأ، او التجريح وهو الأفجع، فالنقد من شروطه الاولي الموضوعية والبحث عن الجديد والشرح او التحليل وابراز المدهش وتقريبه الي العامة.
لا.. لم يخدم النقد تجربتي الشعرية او النثرية. ابداً، هناك آراء متفرقة لادباء يعبّرون بها عن اعجابهم، او عن استقباحهم، وكل ما في ارشيفي رسائل من ادباء بذلك، فضلاً عن بعض المقالات التي تناولت شعري، بعضها جمع في كتب.
لا.. لست متصالحة مع النقد والنقاد بما يخص شعري، لان النقاد الذين كتبوا في الشعر المعاصر، او تجارب الشعراء وضعوني في عبارة: وغيرهم ،، نادراً ما يذكر شعري في النقد، لان النقد ايضا مثل كل شيء في حياتنا، يروّج فقط للذين يعرفهم، فيتناقل النقّاد بعضهم عن بعض، حتي تصبح الاسماء المطروحة أساطير، كثيراً ما ينافق الناقد تجاه من يملك مجلة ادبية او ملحقاً أدبياً في جريدة، فيعتبره مثلاً شاعراً فذاً لم يسبقه احد في حداثة شعره، حتي لو كان التأريخ عكس ذلك، وأرغب في ان اضيف الي من لا يعرف انني باحثة، ولي عشرات المؤلفات في أبحاث ادبية، معظمها في ادب العصر الاموي وحضارته، كذلك العباسي، كما لي مئات من المقالات في البحوث اللغوية، والاجتماعية، ولا سيما ما يثبت انسانية المرأة ومساواتها الكونية والوجودية في جميع القضايا، دفاعاً عن اوضاعها الراهنة، فغبطتي في البحث حين اكتشف الجديد فيه لا تقل ابدا عن غبطتي حين اكتب الشعر.
ما حدود الابداع؟ وهل للمبدع الحرية ان يكتب ما يشاء؟
يصعب جداً تعريف الحرية، كما الابداع، كما التعبير، كما يصعب تعريف دلالاتها، ومضامينها، تماماً كما يصعب تعريف الانسان ومتاهاته العقلية والنفسية التي تنطلق منها كل اراداته، وتخيلاته، وابداعاته.
ومهما يكن من شيء فانني احاول ان اعرفها علي حسب استعمالاتها المتكررة علي اقلام الكتّاب، فأراها، قبل كل شيء ثلاثة أقانيم تصب في ذات الوحدة. (والأقنوم لفظة دخيلة معربة عن الآرامية، وتعني الشخص)، كما أفهم انه لا ابداع من دون حرية. ولا حرية من دون تعبير. ولا تعبير من دون حرية. ولا ابداع من دون تعبير، أشعراً كان أم نثراً، ام رسماً، ام نحتاً، ام موسيقي، ولا يحتكر الابداع في الفنون وحسب، بل هو في الابداعات العلمية بالقدر نفسه، فاذا آمنّا بحرية الابداع في شتي انواعه فلا بد انه منبعث من الحرية، والابداع لا يترعرع الا بالحرية، ولا يتكثر الا بها، ولا يتفرّع الا عنها، ولا يتنوع الا بها، ولا يخترع الا بها، فلا حدود عندئذ للتعبير عن تلك الابداعات، وانما حيرتنا مركوزة في الانسان نفسه صاحب الحرية بامتياز، والابداع والتعبير، كما في نتائج تلك الابداعات والتعبير عنها، وأفهم ان الحرية التي تدفع الابداعات قدماً نحو الخلود هي في فضيلتها التي لا تؤذي صاحبها كما لا تؤذي الآخرين، بهذا تبدأ الحدود الانسانية، والحضارية وهي بالتالي خلاف الفوضي.
وأبدأ بمعاني الكلمات التي سميتها أقانيم مجازاً. فما معني الحرية اذن؟ وما معني الابداع؟ وما معني التعبير؟.. كلمات يلهج بها الكتّاب.. كما وسائل الاعلام كلها.
وأفهم ان جميع الكلمات تنطلق من مدلول مادي، ثم تتصاعد نحو مدلول عقلي روحي، يترجّح في الفكر، علي ان بعضهم يظن انه شائع، ولكننا نعترف بأنه لا يخلو من الغموض.
فالحرية، لغوياً، هي من الجذر حرر إما بفتح الحاء، وإما بضمها، وعبر المعاجم التي بين ايدينا، من أقدمها الي أحدثها، نختار ضم الحاء. لان في جذورها مدلول الحرية. فالحُر نقيض العبد وخلافه. ثم تتصاعد لتعني العتق، والشرف، وأخيار الناس، وأفاضلهم، وأشرافهم، وكرماءهم، والطيبين منهم، وتجرّدهم من الشوائب والمشائن،
أما اصطلاحا فللحرية معان كثيرة. كلّها تصبّ في خلوص الانسان من القهر، والقسر، والاكراه، اجتماعياً كان ام سياسياً ام فكرياً.
والحرية كما جاء في المعجم الفلسفي (1: 461)، للدكتور جميل صليبا، وفي قاموس التربية وعلم النفس (ص: 162)، للدكتور فريد نجّار، هي خلاف العبودية. فالله خلقنا أحراراً. وليس علي الانسان ان يستعبد الانسان. وكما جاء في المادة (11) من اعلان حقوق الانسان في القرن الثامن عشر في فرنسا، ان لكل انسان، ولكل مواطن الحق في حرية الكلام، والكتابة، والنشر، علي ان يكون مسؤولاً عن عمله في الحدود التي يعيّنها القانون، والحر هو الذي يأتمر بما أمر به القانون، ويمتنع عما نهي عنه، ضنّاً بحق الآخرين، ومحافظة علي كرامة الانسان وانسانيته، كما في المادة (29) في الاعلان العالمي لشرعة حقوق الانسان في امريكا في القرن العشرين، أمّا الغرض من التقيّد بالقانون العادل فهو ضمان الاعتراف بحقوق الآخرين واحترامها وحمايتها. وهذا ما يعرف بالحريّة النسبية. اما الحرية المطلقة فهي حق الفرد في الاستقلال عن ايّ مسلك والاقرار به، واستحسانه، وتقديره، واعتباره قيمة اخلاقية مطلقة.
والحرية بمعناها النفسيّ والخلقيّ والفلسفيّ هي الحد الاقصي لاستقلال الارادة العالمة بذاتها، المدركة لغايتها.. والفاعل الحرّ هو الذي يقيّد نفسه بعقله، وارادته، ويعرف كيف يستعمل ما لديه من طاقة، وكيف يتنبأ بالنتائج، فحريته ليست مجردة من كل قيد ولا هي متناهية بل تابعة لشروط متغيرة، توجب تحديدها وتخصيصها.
والحرية تنشأ عن النفس كلها، لا عن عامل نفسي مفرد.. والحرية هي مبدأ الاخلاق. لاننا لا نتصور معني الواجب من دون ان نتصور الانسان حراً فيما يختار من سلوك.

* مذهب الحرية *

أما مذهب الحرية فهو وجوب احترام استقلال الافراد، او القول بضرورة التسامح في شؤونهم، او القول بوجوب الثقة بما ينشأ عن نظام الحرية من النتائج المسعدة.. وأنصار هذا المذهب يدعون الي تحديد سيطرة الدولة. ولكن تحديد سلطة الدولة لا يضمن حريّة الفرد دائماً، لانه اذا تحرّر عن سلطانها لم يسلم من الانقياد لسلطان غيرها من الجماعات، او الهيئات التي تحول دون تمتعه بحريته.
وما معني الابداع الذي اصبح علي كل لسان وقد فرض عليه الكتّاب والمتحدّثون فهماً؟ وما العلاقة بين فهمهم وما جاء في المعاجم؟، فالابداع لغوياً، هو من الفعل المزيد أبدع. ومن الجذر بدع ، كذلك تصاعد مدلول هذه اللفظة من المادية الي العقلية والذهنية، او النفسية، ففيها معني الاستنباط، والاستحداث، والاختراع والجديد والمحدث، كما تعني الشرف، والشجاعة.. والعلم.. والغاية في كل شيء، والصنع علي غير مثال.. والابتكار، اما البديع فمن الاسماء الحسني. فالله هو بديع السماوات والارض، اي موجودها من غير وجود سابق، من لا شيء. علي غير فهم الابداع عند الانسان، صحيح ان الانسان المُبدع يجيء بشيء جديد، وانما هو موجود اصلاً، كما قال الجاحظ في المعاني المطروحة في الطرقات.. وهي تحتاج الي من يستنبطها، يلتقطها، يجيء بها، كذلك في المخترعات العلمية.
والابداع اصطلاحاً، كما جاء في المعجم الفلسفي (1:31)، له معنيان، الاول هو إحداث شيء جديد من مواد موجودة سابقاً. كخلق الاثر الفني، او خلق صور خيالية وغيرها. اما الثاني فهو الخلق المطلق الذي هو من صفة الله الخالق البديع وحده. اما الابداع الانساني فهو ايجاد الشيء من أشياء حولنا.
وما معني التعبير؟ فالتعبير لغوياً. هو من الفعل المزيد عبّر. ومن الجذر عبر كذلك تتصاعد هذه اللفظة من المادية الي العقلية، والذهنية.
فعبّر تعبيراً عن فلان، اي تكلم عنه، واللسان يعبّر عما في الضمير، اي يفصح، وعبّر الرؤيا، اي فسّرها. وعبّرها في نفسه، اي بين وأعرب. وعبّر عن كذا، تكلّم.
اما اصطلاحاً فيطلق التعبير علي الاعراب عن الحالات النفسية ببعض الظواهر كما جاء في المعجم الفلسفي (1: 301). منها جسمانيّة كحمرة الخد خجلاً واضطراب الحركات وجلاً وغيرهما.
ويطلق التعبير علي الوسائل التي يعتمد عليها المرء في نقل أفكاره وعواطفه ومقاصده الي الآخرين. ومن هذه الوسائل لغة الكلام، والاصوات الموسيقية، والصور، والرموز، والاشارات وغيرها. وقوة التعبير عن النفس هي صفة الآثار الفنية الرائعة التي توحي بالصور والافكار والعواطف وليس المقصود بالتعبير ان تكون الصورة الفنية مطابقة للاشياء بأصلها، وانما المقصود هو دلالة الصورة علي الاشياء بما يضعه فيها الفنان من احساس، وخيال، وعناصر تجربته. حينذاك يصطبغ الاثر الفني بمشاعر الفنان من جهة، وبرحيق الحياة من جهة اخري.
أراني سقت دلالات الكلمات لكي انطلق منها فأقول: ان الابداع، بشتي أشكاله وألوانه وأنواعه، يتنامي. ويزدهر بالحرية، فالحرية هي رئة للابداع، من خلالها يتنفس، ويحيا ويخلد. كما التعبير عن الابداع هو حقيقة الانسان الذي كرّمه وميزه الله من سائر المخلوقات غير العاقلة، فالابداع ارادة، واختيار، وخلق، ورؤي جديدة تزيد الانسان انسانية، فحرية الابداع والتعبير عنه لا يعني الفوضي والتحلل من الاخلاقية، والروحية وقيمها، فالانسان تفرد بالفضائل التي تكمن في العقل، موطن الضمير، والاحاسيس، والابداع والحرية، وكل ما يؤذي النفس اولا، ثم الآخرين ثانيا، يخرج عن كونه ابداعا وعن كونه انساناً.
ويبدو ان للرواية والقصص والحكايا مساحات كبيرة للتفلت من الاخلاقيات، والتجاوزات الاخري. فيثقل كاتب الرواية كواهل شخصياته بما يريد قوله تهربا، ظناً منه انه بذلك يلقي اللوم عليهم وحدهم، وهذا في رأيي مهزلة، اذ لا يستطيع الانسان الكاتب ان يتحرّر من قيود الانسانية، مهما تشدق واستعلي، ظناً منه ان الآخر، سلطة كانت ام مجموعات، تحد من تعبيره، متناسياً ان ما جاء به من مشائن لا يليق بانسانية الانسان، وانما يخدش كيانه وحياءه. ويحط من كرامته، وروحيته، ووجوده ككائن عاقل، صحيح ان تاريخ الآدب لم يخل من كتّاب تعدّوا اخلاقية الانسان، كما انسانيته، لكنهم ظلوا قابعين في الهوامش، او في المستنقعات، لا تستفيد منهم المجتمعات، ولم يرقوا بها الي التذهيب الاخلاقي، والثقافي، فالثقاقة ايضا معناها الاخلاقية بكل مفاهميها، والرقي الحضاري بتعامله مع الانسان، وحقوقه الانسانية، اذ لا ترضي ان يكون علي الارض انسان مقهور، مظلوم مستعبد، ذكراً ام انثي،
وجملة القول للكاتب الحرية المطلقة في التعبير كما يدور في خاطره، شرط ان لا يؤدي نفسه، ولا يؤذي غيره بمشاهد شائنة، بتحديات المعتقدات الروحانية العالية، وكينونة الانسان، فمن اهم واجبات المبدع ان يرتقي بالانسان روحياً، وذهنياً، وكرامة، للتخفيف عن المأساة الكبري في الحياة، وفي الموت، وما بعدهما، وأتجنب ان اذكر اسماء الروائيين وغيرهم، الذين فقدوا مصداقية الانسانية.. والانسان العاقل.

* لبنان وفلسطين *

ما يجري الان في لبنان، وما جري ويجري في فلسطين، ماذا تقولين في وضع عالمنا العربي الراهن الرديء؟
قبل ان اجيب عن السؤال مباشرة اقول وانا في غاية الانخطاف الروحي والعقلي، وغاية في الدهشة والذهول والغضب: ليس هناك في لغتي العربية بل في لغات العالم مصطلح استطيع الاستعانة به، او منعوت يساعدني علي التعبير الفجيع عما يجري في لبنان الآن.
ماذا يجري؟ اسأل الدول العظمي الكرتونية امام القوة الالهية.. بل اسأل حكّام الدول العربية الغائبين.. بل اسأل عن موقفهم جميعاً ماذا يجري؟ ولماذا يجري؟ ولم يجري؟ وكيف يجري؟ برمشة عين تتجرأ الدولة الصهيونية بكل وقاحة لم تعرفه تواريخ الامبراطوريات العاتية التي اصبحت خبراً في طوايا النسيان هي وقواها واسلحتها علي حسب الزمان الذي مرّت به فاندثرت وانقرضت، وأسأل التاريخ بأي وقاحة وجنون وفلتان ينقضّ علينا الوحش الكاسر الصهيوني الامريكي الذي لا يشبه احداً من العصور المنقرضة والحية وانا اتجول بين دفتيه.
صحيح ان التاريخ تحدث عن الوحشية المغولية التي كانت تمحو المكان الذي تحلّ فيه وانما كان المغول يجابهون البشر علي الارض، اما الهمجية المغولية الجديدة بآلات الدمار الامريكية التي تفوق الوصف البشري فهي فعلاً امتداد لعقلية الابادة المغولية الغابرة.
تسألني عما يجري؟ وعمّا أقول؟ هل قرأت في التاريخ عن دولة عظمي تزرع دولة لا جذور لها في ارض اخري مهمة في نظرها، لتصبح ذراعها التي تمتد وتسحق وتمحق متي شاءت وحيثما ارادت بلا رحمة؟ هل سمعت بدولة عظمي تعاقب دولة مستقلة وتفكك اوصالها خلال ساعات لا تتجاوز بضعة ايام؟
هل يجوز للعالم ان يخرس امام دولة معتدية بلا حق فتنقض علي دولة مسالمة اخري.. بطائراتها، بأساطيلها، بصواريخها الخارقة الحارقة المدمرة جواً وبراً وبحراً من اجل جنديين اسيرين ؟ من يصدّق هذا القول السخيف الجبان، حتي الطفل لا يصدق، كذلك البسطاء لا يصدّقون.
حقاً ما يجري في لبنان الان مخطط رهيب، ابتدأ بتدمير العراق واحتلاله وهو أقوي وأكبر دولة عربية، تؤازره فئة ضالة مضللة، وتساعده علي الانقلاب، فانقلب علي رؤوسها واصبحت كالعبيد في يد النخّاسين، هل تصدّق ان هذا كان اول الغيث الوحشي ربما التسونامي الذي ما زال يعمل في العراق، وأهلها يتصرفون بغباء الجهل والانكسار من دون ان يدروا ،هل تصدّق ان القوة العظمي المغولية الجديدة العاتية مدّت الضوء الاخضر للصهاينة ان يقتلعوا سكان فلسطين من ارض اجدادهم وبلادهم كما اقتلعوا هم سكان امريكا الشمالية الهنود الحمر؟ معززين قوتهم الدمارية وقوتهم اليومي؟
وهل نستحق ذلك العقاب لاحتضاننا اليهود الذين جاؤوا هاربين من وحشية الاوروبي هتلر النازي؟ واسأل اليوم اين القوة النازية المعتدية الظالمة التي دمرت اوروبا وقصفت واحتلت؟ اين هم الان؟ بل اين الامبراطوريات الماضيات العاتيات؟ بل اين الفراعنة والرومان والمغول التتار؟
شطرت فلسطين، تألم سكانها، تمردوا.. ثاروا تحوّلوا الي فدائيين مقاومين، يدافعون عن حقهم وحق كل المظلومين المقهورين، يدافعون عن ارضهم المحروقة المسلوبة المدمرة، وفي ذاكرتي قصة سليمان الحكيم مع امرأتين تنازعتا امامه من اجل طفل، كل واحدة ادعت انه ولدها، ففكر سليمان الحكيم بدهاء وحكمة (وقد اصبحت رمزاً لكل معتد كذّاب، يخرج من وطنه او حدوده مدّعياً ان له الحق في ذلك زوراً وبهتانا)،
فنادي سليمان الحكيم سيّافه، وقال له امام الامرأتين: احكم بينكما بعد ان سمعت خبركما ومخاصمتكما.. أشطر ايها السيّاف هذا الطفل الي قسمين: قسم لكل امرأة. فرضيت الام المزيفة بحكمه، اما الام الحقيقية فصرخت مستغيثة بسليمان الحكيم.. ربما ارادت ان تتنازل عن طفلها كله للام الكاذبة المزيفة، حينذاك عرف سليمان الحكيم لمن يعطي الطفل، وعرف امه الحقيقية، هذا ما حدث ويحدث في فلسطين المنكوبة، لكن الارض هي مقدّسة، وللارض رب يحميها يدافع عنها، فأفرزت مجاهدين، مناضلين، فدائيين مغامرين في سبيل شطريهما المسلوبين، اما المعتدي فصمم علي حرق الزرع والضرع ودك المباني والعمار، وانما يحيرني السؤال الذي اريده دوياً في رؤوس اعضاء حكومة فلسطين، المزيفة، لماذا رضيتم ان تكونوا لهّاية (اي مصاصة بالدارج)، في يد الصهاينة والامريكان والدول الاوروبية كمان ؟ بل الامم المتحدة مدّعين بأنكم دولة و حكومة ؟ ما هي مقومات دولتكم الدون كيشوتية ؟ فالأحري ان ترفضوا ما انتم عليه وتتابعوا المقاومة مرة والحوار مرة في سبيل احقاق الحق وتطبيق قرارات الامم المتحدة، لدولة مستقلة ارضا وشعباً، وربما باقناع العالم بعودة فلسطين كلها موحدة لكل من شاء ان يعيش فيها بسلام، يحكمها العرب المسلمون والمسيحيون واليهود، مهما كانت منابتهم وأصولهم، اما العراق فقضية اخري لا ارغب حتي في مخاطبة اهلها، فهم ادري بشعابها، لعلهم يجهلون خبث الامبراطورية الامريكية الصهيونية.
اما لبنان فأصبح من اعجب عجائب الدنيا التي يعيا الانسان استيعابها، واستيعاب ما يجري وما يري، وما يسمع، امام عيون اوروبا العمياء المتعامية، وامام الضمير الامريكي المتحجر المستكبر، الذي لا يرمش له جفن امام رؤية الدمار والخراب وتفكيك البنيان وما أحدثه الصهاينة، دمروا العمار، حرقوا الارض، لوثوا السماء جالوا في البحر.. قتلوا الاحياء فيه، بكل وقاحة، بكل تجرؤ، بكل قسوة، بكل جمود القلوب والعيون، انقضوا علي وطن مستقل ذي سيادة.. وراءهم الامبراطورية الامريكية تنير لهم طريق الدمار والخراب، تستعمل الذراع الصهيونية لحل قضية من أعقد قضايا العصر، وهي قضية الشرق الاوسط ، وبها ايضا تطبق قرارات الامم المتحدة نيابة عن الامم المتحدة، وهي لم تحترم جميع قرارات الامم المتحدة الصادرة عليها بل تسخر منها، هذا لعمري مضحك مبك.

ما ذنب لبنان؟

فما ذنب لبنان؟ لقد استعانت امريكا من قبل بتلك الذراع السيئة لطرد المنظمة الفلسطينية من لبنان.. وهذا امر لا اخوض فيه، فالفلسطينيون خارج بلادهم.. وهو شيء آخر.. اما في لبنان فالرواية عادت وعادت الذراع الصهيونية لخدمة سيّدتها الامبراطورية الامريكية، مع فئة ضالة مضللة من اللبنانيين ربما ساعدت علي الاختراق وهي لا تدري، فالهجمة الصهيونية في الثمانينات أفرزت المقاومة وبالتالي حزب الله، ولكن هذه المرّة هي مقاومة لبنانية مئة بالمئة، كبرت هذه المقاومة وحرّرت ارضاً، وبنت قوة بحكمة وصمود ومثابرة.
ومن اجل أمن اسرائيل، في منطق امريكا والعالم المضلل، اعطت امريكا الضوء الاخضر لذراعها الغادرة لتقوم بتطبيق قرار الغاء المقاومة وسلاحها، وقد اخطأت التقدير، فالمقاومة اللبنانية اصبحت ناضجة، ماردة، لا تأبه لشيء سوي الدفاع عن كل شبر من ارض لبنان لاعادة الكرامة للبنانيين جميعاً بلا فرق بين فرد وآخر، حتي من خالفها رأيها، ان كان للبناني ان يقول شيئا مخالفاً فليصمت الان، ولو عتاباً او مأخذاً، لم ترتكب المقاومة اللبنانية خطأ وانما الخطأ جاء من فئة ضالة مضللة غبية، راح عن بالها، من دون ان تدري، انها لوّحت بالضوء الاخضر لعلّها تتخلص ممن يناضل من اجل كرامتها.
فيا ويل الصهاينة والامريكان من التاريخ، ويا ويلهم من الحق الاعلي ،ويا ويلهم من النفط حين يلوّح به العقلاء.
ويا ويلهم من حضارتنا العظيمة.. وعزّتنا وكرامتنا.
ويا ويلهم من الله، فيا حزب الله ويا نصر الله، نصركم الله علي الظالمين المعتدين المغول الجدد، أرأيت كيف اري الوحدة العربية تجري في عروقنا؟ ارأيت الشوارع العربية من المحيط الي الخليج كيف تهدر بحكامها؟ أرأيت كيـــف سالت نهراً واحداً.. وكيف توحدت تحت راية المقاومة اللبنانية؟ مرة اخري؟
ارأيت ان حلمي تجسد في تلك الوحدة العربية الشارعية؟ فيا حكامنا ولو مرة ردوا لنا كرامتنا، ردوا لنا قوتنا وحقنا، بنفطكم الذي لا يُقهر، واني لأبكي وأبكي بلا حول
وأبكي
بلا قوة،
واني لأصلي وأدعو
دعائي لرب سميع
وأبكي..
ونصر من الله
قريب.. قريب.





  • 1 عشائر الديار النابلسية في الاردن 24-02-2013 | 10:23 PM

    رحمة الله عليها ، إنا لله و إنا إليه راجعون

  • 2 الشيخ قاسم الضمور 24-02-2013 | 11:26 PM

    عظم الله اجركم واحسن عزائكم ..
    الشيخ قاسم الضمور - اربد

  • 3 النائب الدكتور عبدالكريم الدرايسة - الرمثا 25-02-2013 | 02:09 AM

    ندعوا الله العلي العظيم أن يتغمد الفقيدة بواسع مغفرته وأن يلهم ذويها الصبر والسلوان.إنا لله وإنا إليه راجعون

  • 4 بهجت منكو 25-02-2013 | 02:23 AM

    آل ملحس الكرام
    أحر التعازي بفقيدتكم . المرحومة ثريا عبدالفتاح ملحس
    لها الرحمة ولكم من بعدها طول البقاء ,,
    إنا لله وإنا اليه راجعون

  • 5 كاتب سطر 25-02-2013 | 02:55 AM

    الف رحمه عليها جارتنا

  • 6 الخليل - الخليل الصامدة - غسان 25-02-2013 | 03:26 AM

    - رحمها الله و جعل مثواها في الجنة - اللهم أمين - إنها من عائلة أصيلة و أخلاقها أصيلة- وخدمت العالم العربي في شعرها و أدبها الراقي

  • 7 السفير عبدالله سليمان ارتيمة 25-02-2013 | 03:32 AM

    إنا لله وإنا اليه راجعون
    آل ملحس الكرام
    نسأل الله لها وللمسلمين الرحمة واذ نستذكر من سبقها من هذة العائلة الطيبة وتاريخها المشرف قوميا ووطنيا ومشاركتها الفاعلة ببناء الوطن وتاريخ والدها عبدالفتاح ملحس ورفاقة رحمهم الله
    ولاننسى من رفاقة ايويامين طيب الله ثراهم

  • 8 السفير عبدالله سليمان ارتيمة 25-02-2013 | 03:32 AM

    إنا لله وإنا اليه راجعون
    آل ملحس الكرام
    نسأل الله لها وللمسلمين الرحمة واذ نستذكر من سبقها من هذة العائلة الطيبة وتاريخها المشرف قوميا ووطنيا ومشاركتها الفاعلة ببناء الوطن وتاريخ والدها عبدالفتاح ملحس ورفاقة رحمهم الله
    ولاننسى من رفاقة ايويامين طيب الله ثراهم

  • 9 عبدالمهدي / العقبة 25-02-2013 | 01:05 PM

    آل ملحس الكرام
    ألأخ ابو خلدون
    نعزكم بوفاة الفقيدة ونسأل الله العلي القدير أن يتغمدها بواسع رحمته (( إنا لله وإنا إليه راجعون ))

  • 10 منى سليم بسيسو 25-02-2013 | 10:59 PM

    القت الاستاذة الدكتورة ثريا ملحس خالتي الحبيبة قلمها الذي كانت لا تفارقه القته ومضت وانهت معركتها الدائمة لاحقاق الحق وازهاق الباطل المتمثل في الجهل والكذب والرياء الذي لا فائدة منه.قضت خالتي المبدعة حياة حافلة بالعطاء الانساني الاكاديمي البحثي العلمي المتميز.شعرها كل من كان حولها سواء في دائرة الاهل او الاصدقاء او طلابها او زملائها او وطنها العربي من خليجه لمحيطه الذي كان قلبها ينبض بحبه ويفتخر بزخمه الحضاري الذي افقر وسفه على ايدي المنتفعين. وكانت وفاة أخوها الدكتور زهير ملحس قد اثر بها كثيرا


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :