facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الكتابة .. إلى الأمام


جورج حواتمه
11-12-2007 02:00 AM

يكون للكتابة ضرورة أو قيمة فقط إذا كان من يمارسها يمتلك واحداً من عدة أسباب نعرفها ونجهلها في آن معاً. لا نتحدث عن الكتابة كهواية أو كوسيلة للتعبير عن النفس، في بعض الاحيان، وإنما كمهنة او على الاقل كقناة تواصل واتصال بين الناس، في المجالات السياسية والعلمية والثقافية والاجتماعية وغيرها.

من جملة الاسباب التي تدعو للكتابة ان يكون للكاتب رأي يثري النقاش والحوار حول موضوع مطروح للبحث ان كان ذلك يتم عبر كتاب او مقال. وقد يكون هذا الرأي متميزاً او مخالفاً، او حتى منشقّا عما يكتب أو ما يفكر فيه الآخرون وهذا مفيد، اذ يشكل اضافة نوعية في محاولات الاشخاص والجماعات المستمرة على مر العصور اثراء الجدل والحوار فيما بينهم.

ومن الاسباب ايضاً ان يكون هناك حاجة او ضرورة لدى الكاتب ان يتخذ موقفاً ما ازاء قضية معينة، وغالباً ما يحدد نجاح الكاتب وضوحه ولربما حدته في اتخاذ المواقف او قدرته على دعمها بالحجج المنطقية والقانونية، بعكس ان يكون الحال في اتخاذ المواقف المترددة التي يطغى عليها اللغو والتكرار.

هناك طبعاً اسباب اخرى كثيرة تحدد للكتابة وقد يكون اهمها في الغرب ما جاء على لسان احد الفلاسفة الذي اتم خلال حياته الطويلة اعمالاً كتابية كبيرة وشهيرة.

الكاتب الفيلسوف عرف الكتابة بأنها محاولة دائبة ومستمرة لإزالة الفوضى الموجودة في عقل كل إنسان ولإعادة ترتيب افكاره أو افكارها، لكي يفهمها الآخرون. قرأت كثيرا عما نقوله، نحن الشرقيين، في تحديد اسباب الكتابة لدينا، ولكن لم اجد بينها سببا افضل للشروع بها من حقيقة ان لدى البعض منا خبرة في التفاعل مع الكتاب والكتابة وفي مراقبة حراك المجتمعات والعلاقات بين الامم نريد ترجمتها الى افكار في كلمات ونشارك من يقرأ حصاد هذه التجارب والخبرات والمعلومات وأبعاد ومعاني تراكماتها.

لست عقائديا او سياسيا او فيلسوفا أو واعظا, لكي أجاهر برأي معين او اتخذ موقفا حادا في هذا الاتجاه. فخلال ربع قرن أمضيتها في مهنة الصحافة والاعلام اخترت ان اكتب او اتفاعل مع الافتتاحيات او التحليلات او التقارير الصحافية او الاخبار التي تتطلب التوازن والموضوعية اكثر من الزّج بالاراء والحدة في التعامل مع المضامين.

بعبارة اخرى تعاملت مع إعادة الصحيفة بالطريقة اياها التي تتطلب البدء بـ "من ناحية" وتنتهي بـ "من ناحية اخرى".

امّا المقالات والتعليقات التي تجاهر برأي معين او يتخذ اصحابها مواقف حادة، فقد تركتها لاصحابها وهم في الغالب زملاء متميزون، كل حسب اعتقاداته واجتهاداته الفكرية، ولكن ضمن المتاح من ظروف عملنا. وللحقيقة كان بعضها قاسيا الى درجة ان كل شيء يقال وقتها لم يتح كتاباته بمفرده او بمجموعه، وكل شيء يكتب يتاح نشره كاملا ليس بأصعب من الولوج في كتابة موضوع يناقش ويحلّل واقع الامة بخمسمائة كلمة او ينتقد ويفند السياسة الأميركية في الشرق الاوسط مثلا بمثل هذا العدد "اليسير نسبيا" من الكلمات، اللهم الا الكتابة عن الكتابة نفسها.

اما وقد فعلت ذلك الان، ولا ادري ان كنت وفيت، فان المجال يبدو مفتوحا امامنا للبدء بمشوار ثقافي ومعرفي وتفاعلي، نسترجع فيه الماضي ونناقش فيه الحاضر ونستشرف معا المستقبل، نستهله ونسير فيه بأكبر قدر ممكن من المصارحة الهادفة والنضج والمودة واحترام عقول بعضنا بعضا مع الحرص الدائم على مصلحة المجتمع والناس والتقدم الى الامام.

george@alghad.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :