facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قراءة في سرايا الباشا


محمود الزيودي
20-02-2007 02:00 AM

انا زائر مستمر لمكتبة مدبولي في ميدان سليمان باشا بالقاهرة كلما زرت مصر .. اصبح وجهي مألوفا للحاج مدبولي وعمّاله ... من باب المكتبه يواجهني تمثال طلعت حرب مؤسس بنك مصر وممول السينما المصرية في بداياتها .. قبل ايام ذهبت الى كوخ حسن ابو علي لاهنئه على ميدالية الابداع والتقدير التي شرفه بها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين .. ذكرته بالكرتونة المستطيلة التي كان يفرشها مقابل مكان الكوخ الحالي ويضع فوقها جرائد الرأي والدستور وعمان المساء والاردن وغيرها ... قلت له ولمحطة تلفزيونية اصر مندوبها ان اتحدث عن ابو علي : هذه قصة نجاح . وانا اعتبره مدبولي الاردن ولكنه لم يفرخ بعد .. فيما بعد وانا اشرب الشاي واقفا امام كشك الثقافة العربية اطالع عشرات عناوين الكتب سالني حسن ماذا فرخ مدبولي ؟ قلت له انه ابنه فتح مكتبه جديدة باسم مدبولي الصغير وعلى راي المثل بارك الله ببيت يخرج منه بيت .. كما هو الزحام امام كشك ابو علي كان الزحام في مكتبة مدبولي دائما . - مرحبا يا حج .. كيف حالك
- اهلا يا استاز .. تفضل
- شو فيه اخبار ؟
- حاجة تسم البدن والله .. الكتاب بتاع احمد رائف كان هنا .. شلته اكراما ليكم ورجعته للناشر بتاعه
- انا وانت يا حج نعرف تاريخ احمد رائف .. بدي السرايا والقرايا لنذير رشيد .
- ياه ... نسخه وحده اللي فاضله من شحنة بيروت .. انت محظوظ يا استاز

* * *
للحاج مدبولي ذاكرة تشبه ذاكرة الهندي مع السائح الامريكي في بلاده .. والحكاية ان الامريكان ابعدوا الهنود الحمر الى مستوطنات شبه مقفلة وبعيدة عن المدن الكبرى .. بعد حرب الابادة الشهيرة التي تعرضوا لها في وطنهم الاصلي .. وربما جاءتهم الفكرة من اسلافهم الاوروبيين الذين اقفلوا الغيتو على اليهود في اوروبا ذات حين .. والقصة معروفة تاريخيا .. اصبحت مستوطنات الهنود على خارطة شركات السياحة الامريكية .. فقد استغلتها كمرفق سياحي تشحن الزوار اليه مقابل الثمن .. في احدى تلك المستوطنات يعيش رجل هندي اشتهر بذاكرته التي لا تخطئ ... وصار علما من معالم السياحة .. ساله احد الزوار
- ماذا كان افطارك في اليوم الفلاني قبل عشر سنوات
- بيضه واحده
بعد عام عاد السائح الى نفس المستوطنة والتقى الهندي وساله
- كيف اكلتها ؟
- مشويه بالنار
- هل تحب البيض مشويا ؟
- لا . ولكني لم اكن املك السمنه ولا ادوات القلي
بين قصة الهندي وذاكرة الحاج مدبولي الذي اخرج لي كتابا طلبته منه قبل ستة اشهر خلال زيارة من زياراتي للقاهرة .. كنت غارقا في تصفح مذكرات الباشا نذير رشيد الواقعه في 255 صفحة بمقدمة كتبها د.خالد الكركي .. ويعتقد د. عبد الفتاح طوقان واخرين ان الكركي ساهم في صياغة المذكرات بلغته الجميلة التي يلاحظها القارئ بين السطور .. واذا كان الظن في مكانه فان د . الكركي يتحمل جزءا من المسؤولية الادبية في ايراد بعض المغالطات التي وردت في سرايا الباشا ... والكركي قارئ متابع ومطلع رغم انه لم يعش بعض الاحداث التي غطتها المذكرات مثلي ومثل جيلي الذي لم يزل شغوفا بازاحة الستار عن كثير من اسرار تاريخنا ... ومصيبتنا الكبرى ان المصادر الاجنبية مع مراسلات السفارات السرية هي بعض من تلك المصادر .. والذين كتبوا مذكراتهم من السياسين العرب والاردنيين .. تحاشوا اغضاب الفروع والاصول من العائلات والعشائر واركان الحكم .. والحالة اياها شابت تدوين المؤرخين الاوائل في صدر الدولة الاسلامية وما بعدها .. فالمؤرخ كان يسير عبر حقل الغام من الشخصيات المقدسة والتزلف الى الخليفة الذي جرت كتابة التاريخ في زمن حكمه .. ليس الخليفة وحده بل بعض الوزراء والولاه وحملة السيوف والرماح واصحاب خزائن الاموال في ذلك الزمن ...
اعود الى سرايا الباشا وحديثه الى محطة الجزيرة الذي كان محط اهتمام الكثيرين ولعل الاستماع اليه افضل من قراءته كما دونته الجزيرة على موقعها ..
يقول الباشا ( انه سرق وثائق من قيادة اللواء عن خطة كلوب باشا _ قائد الجيش في ذلك الزمن – للانسحاب من الضفة الغربية الى مرتفعات الضفة الشرقية اذا وقعت الحرب بين اسرائيل والاردن .. ويضيف الباشا انه سلم هذه الوثائق الى المغفور له باذن الله الملك حسين بن طلال ) والباشا لا يعرف اسباب عدم اطلاع الملك على هذه الوثائق التي زوده بها نذير رشيد عام 1955 أي قبل عام واحد من انهاء خدمات كلوب وطرده من المملكة .. ولان الحسين في دار البقاء .. ولان جميع رجالات تلك الفترة باحداثها في دار البقاء ايضا فنحن لا نملك الا الوثائق التي دونوها عن تلك الفترة .. وهذه المدونات مدعومة باجراءات على الارض ثابتة تاريخيا ولا يمكن تجاهلها باي حال من الاحوال .. والى الجزء الثاني من قراءتي المتواضعة لسرايا الباشا





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :