بعدما هضم "الكثير" و"العسير"... يسهل عليه أكل الجراد!

بفتوى أو بدون فتوى ,الأردنيون جاهزون اليوم قبل أي وقت مضى, لأكل الجراد ومشتقاته ومشتقات مشتقاته, فقد سال لعابهم عند سماع الخبر, فما بالكم لو تحقق الخبر؟ لكن أين الخوف, فمن مبدأ "ما في شي نخسرة أو يتاكل", الخوف كل الخوف أن لا يأتي الجراد عندنا بعدما سمع بالفتوى الأخيرة... ستكون هنالك الفاجعة ليست لهم ... بل علينا!! بالطبع, أطيط معدة الأردنيون وقرقرة معدتهم كافية لجذب الجراد وشفطهم من السماء بأميال. الاردنيون الان افترشوا الأرض استقبالا للضيف الكريم بالسجاد المرقع الأحمر, بطونهم قبل عيونهم مرقوعة الى السماء تهلل وتغرد... ويرددون... الفرج الفر ج ... "رزقكم في السماء وما توعدون" ... والعبد في التفكير والرب في التدبير ... وغيره من آيات الايمان واليقين! بالتأكيد سير الأردنيون جميعا, الأغنياء مثل الفقراء, فللأغنياء يرون فيه " مودرن دايت", وللفقراء يرون فيه "منسفهم" و"كبشهم".
في وقت المنسف بمرقة الدجاج, اذا استطاع الأردني هضم عسرة رفع الا إسعار وخفض الانفاق وقانون الصوت الواحد ومسلسل عبلة وحازم ومسرحية نزاهة ونزيهة و فوز النائب "الفاسد" وخطابات "المعارض" المتلون وانبطاح "الموالي" المقزز ... لا يستطيع هضم شقفة جراد؟!! ومن هنا نقول, اذا أخطأ وجاء الجراد الى بلادنا, بدون فيزا, ستكون هذه بمثابة اخر زيارة لهم ولأحفادهم للأردن الى يوم الدين! ليش جاي مش عارف ... ما ضل شي عنا يا جراد يتاكل ... فالعكس هو الصحيح... انتا فين و"الاخضر" فين ... جئتم متأخرين!!

الخاتمة: الفقر شيء ... والجوع شيء اخر!

هناك شيء من المبالغة في التوصيف ولكن هناك أيضا شيء من الموضوعية في التنبيه. قد يصبر الانسان وحتى الدول على اّفة الفقر, ولكن لا يصبر اي منهما على الجوع! الفقر ليس سببا رئيسا بالضروري دائما دافعا للجريمة او الثورة او الهجرة ... ولكن الجوع كان للأسف سببا رئيسا لهم جميعا. اعتمدت كثير من الدول الاستعمارية على اتباع سياسة تفقير الامم المستعمرة, لا تجويعهم, لان في الفقر كافيه لجعل الناس يتنفسون ومنشغلون فقط لنيل حاجاتهم ومنها الطعام... فقط للبقاء ولا شيء أعلى منه... ولكن اذا فقدوا هذا ا الطعام وجاعوا ... ثاروا وقتلوا وهاجروا! ومن هنا كان للطبقة الوسطى وتعظيمها مكانة دائمة في النظريات الاقتصادية ونظريات الاقتصاد السياسي نحو السلم والاستقرار الاهلي والمحلي, ناهيك عن دورها في ارساء الديموقراطية والتنمية والازدهار.

وقد قيل في الجوع من احكام وامثال اكثر بكثير مما قيل في الفقر, فقال علي بن ابي طالب كرم الله وجهه, لو كان الجوع رجلا لقتلته, والمثل العربي, الجوع كافر, والمثل الانجليزي, البطون الجائعة ليس لها اذان, وتولستوي حيث قال, اذا غنيت للجائع سمعك بمعدته, واخيرا وليس اخرا يقول رابليه, حيث يسود الجوع ليس للقوة مكان!

ومن هنا ليس بالبعيد, أن يترقب الأردنيون موج الجراد وعيونهم شاخصة الى السماء, ترقبهم هلال رمضان وهلال العيد ... وأكفهم تقول ... يا رب ... يا رب... أهلا وسهلا بكم ... أحياء كنتم أو أموات!

Dr_waleedd@yahoo.com