facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




2008 عام المفاجآت


12-12-2007 02:00 AM

لم يَعُد اقتناء السيارة أو الحصول عليها كوسيلة نقل حضاريّة مطلباً أساسياً يلبّي طموحات المواطن الأردنيّ، أو يوضع على جدول أولوياته، في ظلّ المستجدّات الاقتصاديّة، التي طرأت، و التي سوف تطرأ على البلاد قريبا بعد رفع الدعم كاملاً عن المحروقات، و بشكل غير مسبوق، و بعد أن قفزت الأسعار قفزاً استفزازياً، اشرأبّت له رقاب الأغنياء قبل الفقراء.لقد تحوّلت بهذا التغيير طموحات المواطن البسيط الحالم بامتلاك شقّة سكنيّة تجنبه زيارات ثقيلة و غير مرغوب بها من مالك الشقة أو سيارة يتجنب ــــ باقتنائها ــــ الكثير من الحرج عندما تشتدّ الحاجة إليها في المناسبات الاجتماعيّة أو الطارئة التي تستوجب وجودها؛ فقد تحوّلت طموحات المواطن الحالم إلى طموح من نوع آخر و حلم من نوع آخر!

لقد بات طموح هذا الحالم أن يهتدي إلى وسيلة شريفة يستطيع من خلالها تأمين لقمة العيش الحلال لأسرته مع الإبقاء والحفاظ على قدسيّة هذه الوسيلة في طلب العيش دون الانزلاق في مستنقع الفساد و الوقوع في متاهات الفتن و الطرق المشبوهة، و لم يعد يفكّر بالشقة أو السيارة!

في ظل هذه المعطيات يترقب الناس وينتظرون مع حبس الأنفاس ما سيحمل لهم العام القادم من مفاجآت مفزعة، بعد الارتفاع المرتقب للمحروقات التي حُرِقت بها أعصابنا، و وضعتنا على قائمة الموت البطيء.

الأرجح أنّ أسعار المحروقات القادمة سوف تحرق معها الأخضر و اليابس, وتترك يصماتها على كل شيء حتى اللوالب و حبوب منع الحمل بأنواعها قد تشهد ارتفاعاً في الأسعار؛ ليس بسبب اعتماد تصنيعها على النفط، كلا، بل بسبب هرولة العرسان و اندفاع المتزوجين إلى وسائل تحديد النسل؛ للحيلولة دون الوصول إلى أيّة وسيلة تستنزف جيوبهم الخاوية ، حتى و لو كانت تتنافى مع أحلامهم الورديّة بالتناسل والفرحة بأطفال تملأ عليهم حياتهم السعيدة و تزيّنهم بزينة الحياة الدنيا!

الأغلب على الظنّ أنّ ارتفاع أسعار النفط سيدفع الكثيرين، بالمحصلة، إلى العودة إلى الوراء حقباً من الزمن و البحث عن وسائط النقل البديلة البعيدة عن رائحة النفط و لهيب أسعاره ومخلفاته البيئية, و في هذا الخضم، سيكون الحمار هو سيد الموقف، و هل هناك ما هو أفضل من الحمار الذي يسير بك المسافات ولا يقطعك بسبب عطل فني, ويخلصك من الأقساط البنكية المضنية , و تحمل عليه الأثقال بقليل من الحشائش أو الميسور من البرسيم المدعّم من خيرات السماء وليس من الحكومة أو منظمة الأوبك!

فهل سيأتي يومٌ تسير فيه الحمير رحلاتها الأرضية إلى الأسواق و مراكز الأعمال و عبر المدن و العودة على متنها أو متن "القديش" الخطوط البريّة الأردنيّة الميّسرة بعد أن يعاد للحمار اعتباره و تبرز هيبته أمام برميل النفط؟

وهل سنسمع عن اعلان المؤسسة الوطنية للجحش عن تسيير رحلاتها البرية المنتظمة من والى المدن والقرى المجاورة رافعةً شعار "باي" للنفط و عوادم السيارات والتلوث البيئي، و نعم للحمير في عام 2008، فهو عام المفاجآت بامتياز، و الحمير هي أوّل الحل فأوّل الغيث القطر!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :