عرف الوطن من خلال المواقع الالكترونية مؤخرا و متأخرا، و عاد مسلحا بكل وسائل الاتصال و التكنولوجيا ، و بدأ يجوب الوطن بطائرة مروحية من مكان الى مكان. عله يجد فرصة ليقدم خدماته الاستشارية .في احدى الجولات، و اثناء استطلاعه من الجو شاهد احد رعاة الغنم ، فهبط بطائرته قريبا من ذلك الراعي، و خرج من الطائرة مستلا كل ما أوتي من أدوات و حواسيب و وسائل اتصال ليقدم خبراته.
تحدث المستشار الرقمي الى الراعي عارضا عليه خدماته ، طالبا الاتفاق على اجره مسبقا ، و الخدمة هي اي يحصي قطيع الغنم للراعي مقابل رأس من الغنم يأخذها (سعادة) المستشار.
وافق الراعي على العرض السخي ، و بدأ المستشار باجراء حساباته مسلحا بالعلم و التكنولوجيا !!! و الراعي ينتظر ، الى ان خلص الى نتيجة حدد بها عدد رؤوس القطيع. و حصل على اجره رأسا من الغنم.
و هنا خاطب الراعي المستشار، قائلا: اذا اخبرتك ما هي مهنتك ، هل سترد لي رأس الغنم ؟ وافق المستشار متحديا ، و اذ بالراعي يقول له انه مستشار ديجيتال ، فرضخ المستشار و اعاد رأس الغنم الى الراعي ، مشترطا ان يعرف كيف عرف الراعي مهنته ؟ فاجابه الراعي انه من الطبيعي ان المستشار يقول لصاحب العلاقة ما يعرفه .
و انني اتساءل عن دور المستشارين الذين ما انفكوا يقولون لنا ما نعرف عن بلدنا و ارضنا ؟؟