facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




النخب السياسية والافلاس المعرفي


د. بلال السكارنه العبادي
30-03-2013 08:51 PM

إن المتابع للمشهد السياسي الاردني في السنوات السابقة ، خاصة مع ظهور فكرة الربيع العربي وما رافقها من تداعيات على الدول التي حدثت بها ، يرى مقدار انخفاض مستوى المعرفة السياسية بكثير من القضايا السياسية العامة والاقتصادية والحياة الحزبية وكيفية تداول السلطات ، والية استشعار هموم الوطن والمواطن بصورة تلبي طموحات الشعب وحاجاته.

وعندما ترى مكونات الحياة السياسية لدينا في السلطات الثلاث ( التشريعية والقضائية والتنفيذية ) بالاضافة الى التنظيمات الحزبية ومؤسسات المجتمع المدني ، وحتى التكتلات النقابية وغيرها من الجمعيات ذات البعد السياسي ، ان الجميع يلهث وراء منصب سياسي بالحكومة او الاستفادة من ان يصبح عضو في اي من الهيئات الثلاث السالفة الذكر وليس من اجل تقديم الخدمة للوطن واهله.

وان المشاهد لاداء مجلس النيابي السابع عشر وما رافقه من تصريحات او سلوكيات لبعض اعضائه يلحظ مدى تدني اداء هذا المجلس ، وان الكثير من شخوصه يدلون بتصريحات لا يعرفون مقدار تاثيرها على الاقتصاد الوطني والعلاقات الخارجية للدولة او حتى على تكوين المجتمع وشرائحه ، وكيف ان بعضهم يدعو الى الشرذمة والتناحر بين افراد الشعب الواحد.

هذا من جانب بالاضافة الى ما رافق اداء الحكومة السابقة او التي تم تشكيلها اليوم ، من ارهاصات وتشوهات شاب اداءها لكثير من القضايا المحلية والوطنية والاقليمية والاحراجات التي ساهمت في زيادة التوتر في العلاقات الدولية والعربية والاقليمية، وعدم قدرة بعض وزرائها على التعامل مع كثير من القضايا المحلية عبر الاعلام والوسائل المتاحة المناسبة لمعالجة مثل الازمات ، وان دل هذا يظهر مقدار نقص الخبرة والدراية عند الغالبية العظمى من طاقم الحكومة ، وهذا يعود الى سياسة اختيار الوزراء التي تتم بطريقة عشوائية دون خطط وبرامج حزبية تساهم في الرقابة على اداء الحكومات المتعاقبة .

وهذا بدوره قد ساهم في ايجاد نخب سياسية من خارج اطار الرحم الحقيقي للعمل السياسي والحزبي والتنظيمي الذي يشكل جوهر اساسي لبناء مؤسسات صحيحة وسليمة قادرة على اداء دورها بالشكل الصحيح والمناسب.

ومن هنا فان الهندره السياسية اصبحت مطلباً حقيقياً ، لما تنطوي عليه في فكرة الاصلاح بكافة حيثياته ؛ ومتعلقه بالمنطلقات والمبادئ الحاكمة للإصلاح؛ فالإصلاح لغة ضد الإفساد، والصلاح ضد الفساد؛ حيث يقال أصلح الشيء: أزال عنه الفساد، وصلح الشيء زال عنه الفساد ، فالإصلاح ترقية وتحسين وتطوير إلى الأفضل والأرقى. ولكنني أقول بشكل مبسط أن الهندره السياسية هي تطوير، تغيير، تحسين في عناصر المنظومة الاقتصادية، والسياسية، والفكرية، والثقافية، والاجتماعية، لأنه لو لم يتحقق الإصلاح في كل هذه المجالات بطبيعة الحال؛ فسوف يكون حصاد الإصلاح و ثماره متواضعة للغاية؛فهل يُتَصوّر أن يتحقّق إصلاح اقتصادي دون إصلاح اجتماعي، ودون إصلاح في نظام التعليم؟ نحن نعلم أن إصلاح نظام التعليم هو مفتاح تكوين رأس المال البشري؛ فتنمية الموارد البشرية شرط لازم لإنجاح النشاط الاقتصادي؛ فلا يمكن أن يتحقق نشاط اقتصادي بغير بشر، أحسن تعليمهم وتأهيلهم، وبالتالي الإصلاح الاقتصادي نجاحه يتوقف ضمن ما يتوقف على إصلاح منظومة التعليم، أيضاً الإصلاح الاقتصادي يحتاج إلى قدر من الإصلاح السياسي.

و لكي تنجح في بناء نخب سياسية قادرة على اداء ادوارها ، لا بد من اعادة هيكلة كافة الانشطة السياسية والحزبية بطريق تساهم في رفع كفاءة العمل السياسي والارتقاء بكافة مؤسسات الوطن لتحقيق اهدافها.

bsakarneh@yahoo.com





  • 1 متابع 30-03-2013 | 11:43 PM

    شكرا يا دكتور على هذه المعلومات الجيدة وخاصة عن الهندرة السياسية التي تعني التطور والتحسين للأفضل ، وهل كلمة الهندرة عربية الأصل ؟ ،
    أما ما تطرقت اليه لتحقيق الهندرة السياسية لا بد من تحقيق الاصلاح التعليمي ثم الاقتصادي ثم السياسي ، فما رأيك بمطلب الاصلاح التربوي والذي يجب ان يسبق جميع هذه المتطلبات لأن التربية هي العنصر الاساسي لنشأة الفرد ثم المجتمع ثم الوطن إن كانت مبنية على القيم والاخلاق الحميدة والاسس البناءة فإنها توفر كثير من الأخطاء السياسية والاقتصادية والاجتماعية وإرساء العدل والمساواة والانتماء والولاء وعندها لا نجد الفساد وما يتبعه من المحسوبية وغياب المساءلة وغيرها .

  • 2 احمد العياصره 30-03-2013 | 11:44 PM

    تحياتي دكتورنا العزيز مقال رائع يظهر مقدار الوعي السياسي لحضرتك

  • 3 سمير السحيمات 30-03-2013 | 11:45 PM

    كل الاحترام دكتوري العزيز للموضوع الجديد والممتع والذي ينم عن فكر متطور

  • 4 شاكر العبادي 30-03-2013 | 11:45 PM

    نشكر الكاتب المبدع على اضافتة القيمة وتحليلة الدقيق لموضوع الهندرة الادارية والهندرة السياسية أو مايسمى باعادة هندسة العمليات الادارية بغية التحسين والتطوير المستمر والوصول الى حالة التميز والابداع فى العمل الادارى ،ونحن احوج مانكون الية فى الوصول الى حالة الخلق والابتكار فى عالمنا المعاصر حيث لامكان لغير المبدعين والمبادرين دوما فى عملية الاصلاح الشامل التى يقودها سيد البلاد وبطل الاردن والعالم ابو الحسين المفدى.والشكر موصول لعمون الغراء للسماح لنا بالمشاركة والتواصل والتفاعل عبر فضائها الرقمى الحر.واللة الموفق.

  • 5 صديق وفي 30-03-2013 | 11:46 PM

    ليس بجديد عليك يا ابو عمر ادامك الله وان تكتب ما هو جميل لوطنك وانت بالغربه اعادك الله الا الاردن الغالي

  • 6 ثائر المحاسنه 30-03-2013 | 11:47 PM

    تحياتي دكتورنا الغالي وشكرا على مقالاتك المبدعه

  • 7 صدام الدعجه 30-03-2013 | 11:48 PM

    السلام عليكم:كم انا سعيد لان اقرأ لاستاذي العسكري والمدني,مقالا من صميم عمله وفكره.والمتمعن في الموضوع يجد ان الدكتور بلال قد اوجز ,ايجازا لايخل بالمعنى,واوضح مفهوما هاما في علم الادارة وهو الهندرة,اي التغيير بابسط صوره-كما اوضح وبين الدكتور-.وقد قطعت جهيزة قول كل خطيب,فقد احسنت وابدعت يادكتور,ولايستغرب الشئ من موطنه كما يقولون.فانت صاحب هذا النوع من الابحاث والكتابات.جزاكم الله خيرا.وتحياتي لكم دكتور

  • 8 خطيب 30-03-2013 | 11:49 PM

    مقالك جاء متزامنا مع الحكومة الجديدة التي اقسمت اليمين اليوم..واضم صوتي الى كل من اصابه خيبة الامل في هذه الحكومة خاصة قطاع التعليم...لا حول ولا قوة الا بالله

  • 9 خطيب 30-03-2013 | 11:49 PM

    مقالك جاء متزامنا مع الحكومة الجديدة التي اقسمت اليمين اليوم..واضم صوتي الى كل من اصابه خيبة الامل في هذه الحكومة خاصة قطاع التعليم...لا حول ولا قوة الا بالله

  • 10 سلامه هايل 30-03-2013 | 11:50 PM

    ابدعت ابو عمر وشكرا لك على هذا المقال الرائع

  • 11 زياد الحرايزه 30-03-2013 | 11:51 PM

    مقال رائع ومصطلح الهندره ممتاز نحتاج الى فكرك دائما

  • 12 ناصر الحمايده 30-03-2013 | 11:52 PM

    مساء الخير دكتور مقال رائع وايظا يجب ان يكون هنالك هندرة الضمير المفقود

  • 13 صبري العمرو 30-03-2013 | 11:55 PM

    دكتوري ...باختصارر نحن في عصر ..

  • 14 جميله عبادي 31-03-2013 | 01:19 AM

    مهم بناء قاعده سياسيه متكامله بها تواصل وتجديد بالفكر لا التغيير الى الا مفهوم فقط من اجل التغيير مهم التواصل مع الاتجاهات السياسيه كتواصل تراكمي به تحديث وتنظيم وتغير بتفوات حسب ما يتطلبه الاوضاع المتغيره بالساحه المحليه والساحه الدوليه .. جميل ان نضيف وننظم لا ان نلغي ونهمش ما قام به اخرون سبقوا واعطوا فلابد ان لا يستهان بتجارب سابقه سياسيه اعتقد بانها اضافة وحسنت ولم تسيء مهم التواصل والاضافه لا التجديد على حساب التهميش لما فات من فكر سياسي اعتبره واعي ولم يكن من فراغ ...

  • 15 فايز الجرايره 31-03-2013 | 01:37 AM

    تتكلم يا دكتور من الصميم الواقع ومين يفهم

  • 16 هيا المفلح 31-03-2013 | 02:26 AM

    كلام رائع دكتور
    يارب احمي الأردن شعباً وارضاً وملكاً

  • 17 هيا المفلح 31-03-2013 | 02:26 AM

    كلام رائع دكتور
    يارب احمي الأردن شعباً وارضاً وملكاً

  • 18 عموني 31-03-2013 | 02:41 PM

    صدقت دكتور فعلا الثقافة السياسية معدومة للنخب لدينا


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :