ساتجاوز عن اسماء وزارت في حكومة الدكتور النسور الثانية ليقيني ان الرجل لن يقدر على اختراع اسماء ووجوه لا نعرفها جميعنا (!)..فهذا "الميدان يا حميدان".. و"الجود من الموجود" .. ولن ازايد على اي احد ..

وساتجاوز عن "مشاورات" كان يتوقع البعض ان تخرج لنا بـ"الحكومة الفاضلة" ليقيني ايضاً ان الكمال لله وحده..!

وساتجاوز عن وزارات دمجت بشكل غير مفهوم تماما (!)، وعن مسميات اضافية لوزارات اخرى، وساتفاءل قليلا، متكلا بعد الله على "نوايا" حكومية موعودة، تؤكد انها ستغير الحال نحو الافضل.

لكنني، واعذروني.. أعود لاجد نفسي غير مقتنع بشكل كاف ببعض ما احاول اقناع نفسي به..فهناك اسئلة تراود عقلي المتعب ويستعصي علي اجابتها ؟؟

فكيف يتم تكليف وزير بحقيبتين متناقضتين شكلا ومضمونا، واتوقع ان يبدع هذا الوزير الفطحل..؟

وكيف يمكن لوزير اخر بتولي 3 حقائب وزارية دفعة واحدة، مع يقيني التام انه ليس الفرد اينشتاين..؟

هل يعقل ان يتولى وزير الداخلية حقيبة الشؤون البلدية مثلا؟ مع ان وزراء فرادى، ومختصون بالشأن "البلدي" ان جاز التعبير، استعصت عليهم معضلات الوزارة المذكورة، لما فيها من مصائب وازمات لا يعلم بها الا الله، والراسخون في العلم..؟!

واخر تولى وزارتين لو دمجت اسميها مع بعضها البعض لارتعبت !.. وربما تذكرت ليبيا ابان حكم الراحل القذافي!.. (..الصناعة والتجارة والتموين والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات).. لن اعقب !

اضافة "التموين" مع جيوب فارغة لم يعد بامكانها "التموين" ساتغاضى عنه على مضض..

ولو اقتنعت بتولي حازم الناصر لحقيبتي المياه والزراعة لقربهما بحكم "الماء والتراب" مثلا (!).. او الماء والخضراء والوجه الحسن بما ان معاليه وسيم الشكل..ربما ساقتنع ايضا..!

وكذلك نضال القطامين بوزارتي النقل والعمل..فكلا الوزارتين تتشابهان في المسمى على الاقل؟ .. وتتكونان من 3 احرف اخرهم حرف اللام ..! "نقل"..و"عمل" قد يقنعني الامر خاصة ان كان مقصودا هكذا..! ويزيد من قناعتي ان الرجل قد يقدر على توفير فرص "عمل" للعاطلين عنه في وزارته الاخرى (النقل)..!!

قد اقتنع بشكل غير مقنع تماما (!) ..ولكن.. كيف استطيع ان اقنع نفسي ان وزير التخطيط سيتولى وزارة السياحة؟؟ فيما وزير الثقافة -لو كان الهدف "رشاقة الحكومة"- كان الاقرب والاولى بتولي تلك الحقيبة مثلا..!

فبما ان عمل وزارة الثقافة لدينا منذ عقود كان يقتضى ان تكون بلا عمل..! فنحن بحمد الله اصبحنا شعبا فيسبوكيا خالصا، وثقافتنا باتت محصورة بمفاتيح الكي بورد، ووزارتنا بعد "شطب" مهرجان جرش لم يعد لها دور حقيقي سوى اننا نخجل من شطبها برمتها ..!

ومع ذلك، الم يكن الاولى بان يتسلم وزير الثقافة، حقيبة السياحة مثلا ؟ لما بين الوزارتين من "تناغم" على الاقل..!! ولعدم انشغال وزير الثقافة مستقبلا ، بحل معضلة الثقافة والمثقف الاردني، ام ان وزير التخطيط لن يكون له خطط مستقبلية لا قدر الله، وانه سيقضى على فراغه، بزيارة البترا وعراق الامير..؟؟

اما اذا كانت الغاية من تولي وزير التخطيط لوزارة السياحة مقصدها توفير اماكن سياحية كوادي رم مثلا لمعاليه ، ليقدر على التامل والتفكر والتدبر والتخطيط لمستقبلنا ومستقبل اولادنا (!).. ستكون حركة "ملعوبة" جدا.. وتقنعني رغما عن انفي..!

اما تكليف وزير...بالاعلام والشؤون السياسية والشؤون البرلمانية،اضافة الى انه "الناطق الرسمي باسم الحكومة" وبالتالي سيكون تلقائيا رئيسا لمجلس ادارة وكالة الانباء الاردنية- بترا ، التي اعمل بها ليلا بالمناسبة، وربما رئيسا لمجلسي ادارتي التلفزيون والاذاعة، والمطبوعات والنشر ايضا، .. فهي ان لم تكن بقصد ادخال مسمى الرجل في موسوعة "جينس" .. فالهدف منها اصابته بامراض مزمنة لاحقاً..!

واكثر ما امتعني مساء أمس عقب اصابتي بمغص كلوي فور سماعي نشرة اخبار الساعة الرابعة (!!)..تذكري تسمية ذات الوزير (الاعلام) بوزير الشؤون البرلمانية.. فالبرلمان والسادة النواب لوحدهم بحاجة الى 5 حقائب وزارية تتفرغ لمناكفتهم، والرد على مذكراتهم، واسئلتهم اللاهبة الخارقة الحارقة..!

عموما، انا سعيد جدا بتولي وزير الصحة، حقيبة البيئة، لان موضوع البيئة لدينا بروبوغاندا اعلامية فقط ..وهي لن تثقل كاهل معاليه باي شيء مطلقاً..!

وعموما ايضا، فانني اقترح تزويد السادة الوزراء حبوبا تعالج الهلوسة و "الشيزوفرينيا" سلفاً.. كي لا يصابوا بها لاحقا لا قدر الله، عندما يضطروا للجلوس على كرسي واحد..بوزارتين مختلفتين.. او 3 احيانا.. (والله راسي انقلب)..!؟

الاجمل من كل هذا، ان رئيس الوزراء، وانا مقتنع تماما بحنكته السياسية، قد رمى كلمة عقب تشكيل الحكومة، وولى، تاركا السادة النواب يتسلون بها منتظرين التعديل الحكومي الاول (!!) على امل توزيرهم، وعلى امل ان ينال ثقتهم هو الاخر..!!

عاد المغص الكلوي لي..اعذروني !!