facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الصديق وقت الضيق


جهاد المنسي
07-04-2013 06:19 AM

قالوا "الصديق وقت الضيق"، وهي عبارة طالما رددناها وسمعناها تتكرر من أكثر من شخص، وفي مناسبات مختلفة، ولطالما وجدنا للعبارة الآنفة مؤيدين ومشككين أيضا، ولكنها مع ذلك بقيت رائجة على الألسن.

ما يظهر في الحالة الأردنية، وخاصة بعد تشكيل الحكومة، أن الرئيس عبد الله النسور عليه اختبار صدق العبارة وما تحمله من مؤشرات، وخاصة في ظل ما ظهر من استعصاء نيابي ظاهر تجاه حكومته.

الاستعصاء النيابي ظهر فور الإعلان عن التشكيل، وظهرت ردود فعل نيابية غاضبة حينا، ومنتقدة أحيانا أخرى، وهو ما يزيد من حجم التوقعات بصعوبة حصول الحكومة على ثقة النواب أن بقيت الأمور كما تظهر حاليا.
ولأنهم قالوا قديما "سبحان مغير الأحوال"، وقالوا "الخيّر بقول وبغير"، فان الباب ما يزال مفتوحا أمام احتمالات مختلفة، وأمام تقلبات قد تحدث في اللحظات الأخيرة، لذا فانه ليس من المستغرب أن نجد لاحقا لينا نيابيا تجاه الحكومة وتشكيلتها، خاصة إنْ أخذ الرئيس وقته في تقديم برنامج حكومته، واستعان بخبرته المتراكمة لتليين جبل الجليد الذي تشكل فور إعلان التشكيل.

ربما يفكر الرجل في استخدام كل وسائل الليونة حينا، والاستعانة بالأصدقاء لتليين هذا الطرف أو ذاك إن استدعى الأمر، وخاصة أن الإشارات التي أرسلها النسور للنواب المتعلقة بالتوزير اللاحق، والخروج بحكومة رشيقة تفتح الباب لاحقا أمام تعديل سريع لم تؤتِ نفعا، ويمكن أن يقال إنها عادت نقدا على الحكومة أكثر مما جنت ربحا.
الرئيس لا شك ذكي وخبير ولا تنقصه الكياسة، وربما يراهن على قدراته السياسية لتحقيق اختراقات مفصلية في المزاج العام، وخاصة مزاج النواب من حكومته إن أراد الخروج وحكومته من بحر الرفض النيابي الواضح سالما معافى، بيد أن ذاك ربما سيكون ناقصا.

الحكومة ورئيسها عليهما تقديم رؤيتهما للرأي العام من الإصلاح دون الاختباء وراء البناء على ما تحقق، باعتبار أن ما تحقق كافِ، فما تحقق حتى الآن بحاجة لمداميك كثيرة للنهوض به، فما نزال في حجر الأساس، ولذا نريد أن نسمع رأي الحكومة وفريقها صراحة بقانون الانتخاب، وهل تفكر بإجراء تعديلات عليه، وما تحمله الحكومة من رؤى في هذا الجانب، ورأيها في الملف الاقتصادي وهل ستبقى تعتمد على جيوب الناس، والمساعدات، ومدى تقدمها في ملف الفساد، والابتعاد عن الشعارات البراقة والوعيد والتهديد الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، فالشعب بحاجة لإجراءات عملية حقيقية سريعة، ومقنعة.

إن كانت الحكومة كما قالت في أكثر من مناسبة تريد الاعتماد على قدرتها الذاتية وعدم تفعيل مقولة الصديق وقت الضيق، ولا ترغب في الاستعانة بأي صديق للحصول على الثقة فإنه يتوجب عليها أن تقدم نفسها للرأي العام بثوب إصلاحي حقيقي مبني على إرساء دولة القانون والمؤسسات والحقوق والواجبات، وتكريس مبدأ الشفافية وتعزيز دولة المواطنة، بعيدا عن الشعارات، وتقديم حلول للتعليم والفقر والبطالة، والصناعة والزراعة، وأن تتعامل ليس من منطلق إحضار نواب في الفريق أو عدم إحضارهم، أو تمثيل هذه المنطقة وترك تلك، وإنما من باب قدرتها على إحداث الإصلاح المنشود.

إن فعلت الحكومة ذلك، وأقنعت جمهور المراقبين بنيتها في الإصلاح المنشود وقدرتها على إكمال طريقه، يكون قد أسقط بيد الجميع واستطاعت كسب الرأي العام، والمواطنين، وسيتعين وقت ذاك على النواب تعديل موقفهم من الحكومة ومحاسبتها على مدى التزامها ببرنامج الإصلاح روحا وفكرا وعملا، والابتعاد عن محاسبات ضيقة، ورؤى محدودة لا تقدم ولا تؤخر في الدفع باتجاه إصلاحنا المنشود الذي نبحث عنه.

الغريب أن الجميع عندما يتحدثون يبدأون من الإصلاح كبداية الطريق، ثم ينهي سواد المتحدثين كلامهم في زوايا جهوية وفئوية وإقليمية وعشائرية ضيقة بعيدة كل البعد عن طريق الإصلاح، وتتنافر معه فكرا ومنطلقا. إن استطاعت الحكومة أن تغير تلك المعادلة وأن تتعامل مع الإصلاح بوتيرة واحدة بعيدة عن الكسب والخسارة، يمكن أن يحدث ذلك خرقا في المزاج العام دون الاستعانة بصديق، وبخلاف ذلك فإنه يتعين عليها منذ اليوم التفكير بالصديق.

Jihad.mansi@alghad.jo
الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :