facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أما آن للجامعات إن تقود المجتمع؟


د.حسام العتوم
04-05-2013 07:30 PM

تصاعدت في الآونة الأخيرة في بلدنا الأردن الغالي وتيرة العنف الجامعي وانتشرت بسرعة ملتهمة صروحنا العلمية من الشمال إلى الجنوب كما لهيب النار الذي يصيب غابات حرجية، وتحول إلى ثقافة سلبية وسط ربيع عربي هائج، وإلى حالة جامعية ومجتمعية مؤسفة مشتركة بسبب العلاقة الوشيجة الرابطة بينهما وغاب حب الوطن، وتحول العنف هذا إلى تقليد أعمى أصاب جامعات لم تتوقع هي أن تصلها ألسنة نيرانه يوما، وللعنف أسبابه وفيه تكمن الفوضى والخراب ولابد من البحث عن حلول ناجعة دائمة له وفق مؤتمر وطني وإستراتيجية وطنية هادفة وبجهد مؤسسي جماعي تأخذ بالأسباب وتجمع في أوراقه كافة الأطراف، فمن يقود من؟ الجامعة المجتمع أم العكس؟ .

يصنف الأردن وسط العالم العربي بأنه دولة فقيرة الموارد أو غير قادر ماديا على استخراج الثمين من ثرواته مثل البترول والغاز واليورانيوم وغيره، وهو خالي من الصناعات الثقيلة، ووحدتنا العربية على الأرض غير فاعلة، وبدأ الأردن يحارب آفة الفساد المالي بشكل ملاحظ بعد تعالي أمواج الربيع العربي، بينما الشارع الأردني المعارض والمنظم للمسيرات يطالب بالمزيد، وبقيت جامعاتنا هي مصانعه الوحيدة التي تتميز بكثرة عددها وبنوع آدائها العلمي المتميز، وفتحت ابوابها للأردنيين والعرب والأجانب، وتحولت إلى رافد أساسي للأسواق الأردنية والعربية والاجنبية، وفي المقابل وحسب ما سمعته مباشرة من وزير التعليم العالي السابق د. وجيه عويس أثناء محاضرة له في جامعة البتراء في الفصل الدراسي الأول من هذا العام عن (اصلاح التعليم العالي)، فإن ثمة مشكلة موجودة لدينا تلوح في الأفق اسمها مدخلات ومخرجات هذا النوع من التعليم، وهي تهدد السوق الأردني وقد تساهم في نقل العنف والفوضى إليه إن لم نحسن البرمجة والتخطيط على مستوى إعادة النظر (بالتوجيهي الأردني) والعمل على تقييمه من جديد، وعلى مستوى اعتماد معدلات قبول جديدة وامتحانات المستوى في كافة الاختصاصات أيضا، وعلى مستوى النافعة من المواد التدريسية وتحسين وضع عضو هيئة التدريس المادي بعد اختياره بكفاءه والسماح له بتأسيس نقابته (وليس جمعيته) المشروعة من دون اعتصامات ، فمن يقرع جرس الإصلاح هذا من جديد؟ وهنا كلي أمل بأن يدخل الاصلاح الاستراتيجية الوطنية سابقة الذكر ولا ينتهي برحيل وزارة أو بسكون رياح ربيع اردني، ووزيرنا القدير الدكتور امين محمود له باع طويل في الإصلاح والتغيير الأكاديمي، والأصل وكما أعتقد جازما هو أن تقود جامعاتنا الأردنية مجتمعنا وليس العكس فما هي حكمتي هنا؟

لقد اصبح مطلوبا منا الآن أن نضع الخطوط تحت الحروف ونتأكد من سلامة المسار التربوي لبيوتنا الحاضنة لأسرنا الاجتماعية، وكذلك الأمر بالنسبة لمدارسنا التي أصابها العنف أيضا، وان نتريث عند اقترابنا من السلوك التربوي لمعاهدنا وجامعاتنا، ونتسائل عن الخلل الذي اصابه وبتسارع في هذا المجال مؤخرا رغم أن العمر الجامعي التأسيسي في بلدنا يزيد عن الخمسين عاما، وما لدينا من ترسانات أكاديمية تمتلك جيشا من العلماء من صفوة أبناء البلد، ولدينا مناهج اكاديمية متنوعة هادفة، ونمتلك برامجا ناجحة لعمادات شؤون الطلبة فأين هو نبع المشكلة؟.

إن الاستاذ الجامعي هو الركن الأساس القادر على تشكيل شخصية طالبه، والمطلوب نقله من التلقين إلى الاستنتاج، وعمادات شؤون الطلبة مطلوب تفعيل دورها أكثر لدمج الطالب في مجتمع جامعته بواسطة تحديث البرامج وتطويرها لتصبح فنية ورياضية وفكرية واجتماعية بإمتياز، وعلى مستوى الرحلات والاختلاط بالآخر مع الصروح الجامعية العربية والعالمية بسبب أن عصرنا هذا يحمل عنوان " حوار الحضارات والثقافات والشعوب والمعارف والعلوم"، ولا مفر من اغلاق طريق تأثير المجتمع السلبي على العمل الجامعي والتمسك بأن تكون قيادة المجتمع من طرف الجامعة التي تشكل منارة تنوير حقيقية له، وهذا التوجه لا يعفي دولتنا الأردنية من أن تختط لنفسها مسارا تربويا وقياديا جديدا بواسطة تعليم مواطننا الأردني الصيد والابتعاد تدريجيا عن منحه السمكة، وهذا يمكن تحقيقه عندما ينتشر الإنتاج بدلا من الاستهلاك بواسطة نشر المصانع والمؤسسات في المدن الصغيرة والأرياف والبوادي إلى جانب المدن الكبيرة والعاصمة، وعندما تسود المدنية بدلا من القبلية ومع خالص احترامنا لها، وعندما نشاهد الحزبية المنظمة مكان العنصرية، وعندما يسود القانون المدني وليس العشائري فقط مع خالص محبتي واحترامي لنسيجنا العشائري المتماسك، وعندها سنقفز بإتجاه الملكية الدستورية المنشودة، وآن الأوان لنختصر الخصام بين اثنين ونحوله بجهد جميعي إلى وئام سريع، وتستطيع الجامعة إن تستقطب إلى داخلها قيادات وزعامات مجتمعها الخارجي بشكل دائم ومنظم وتوقع معهم مواثيق شرف وتكافئهم على حسن أدائهم لتعاونهم معها، ففي نهاية المطاف كلنا من الوطن وإليه، ولابد من توحيد الجهود لضبط الداخل وتوجيه الشباب الجامعي وغيرهم الذين يمثلون أكثر من سبعين بالمئة من مجتمعنا نحو الإنتاج والمعسكرات الصيفية الهادفة، واعطاء دور ريادي لإعلامنا الوطني اللامركزي بواسطة إنتاج برامج شبابية دائمة لتعليم المرح والذكاء والالتقاء بالمسؤولين وزراء ونوابا وأعيانا وعاملين في الديوان الملكي وغيرهم، وتعلم حب الوطن وحب العلم، وهو الذي يبدأ بإحترام مواعيد المحاضرات والامتحانات وبجلب الدفتر والقلم والـ IPAD أن أمكن، وبحسن كتابة اهم وقائع المحاضرات، والاهتمام بإجادة الحوار البناء الايجابي، وبتعلم التفكير والابتعاد عن البصم وحرفية المحاضرة التي أصبحت تبدأ عندما تنتهي بمواصلتها عبر المكتبة والانترنت والفضائيات والمواقع الإلكترونية الجادة والناجحة، وأجد نفسي هنا بأنني اقف مع دمج وتطوير مساقي (التربية الوطنية والعلوم العسكرية)، وضد إلغائهما خاصة وطننا الأردني يقع بين فكي النيران (الطائفية ) في سوريا والعراق، وانسداد افق حل القضية الفلسطينية الأكثر تعقيدا وسط حالات الاحتلال العربية، بينما نحن في الأردن بأمس الحاجة لكي نحافظ على إندماج الديني الإسلامي والمسيحي في مؤسسة آل البيت العريقة، وأن نحافظ على وحدتنا الوطنية التي ندعو لها أن تبقى مقدسة، وندعو لربيعنا الأردني أن يتحول إلى اخضر منتج، وان نسير بخطى ثابتة خلف قيادتنا الهاشمية الحكيمة بقيادة مليكنا المفدى عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله وأدام حكمه.





  • 1 مملكة .. 04-05-2013 | 09:18 PM

    الأردن ليس ..

  • 2 مدارس وجامعات .. 04-05-2013 | 09:29 PM

    مدارس وجامعات ..

  • 3 د. سعيد شاهين 05-05-2013 | 08:08 PM

    تشخيص لواقع الجامعات ليس في الاردن الشقيق بل في الكثير من جامعات دول الجوار العربي ومقترحات لحلول جديره بالدراسه والتوقف عندها واستلهامها حتى نصنع شخصيه جديده قادره على قيادة المجتمع وان نفض الغبار عن انفسنا و ونزيح ورقة التوت والاقنعه حتى نستطيع ان نلحق بشعوب العالم . سلمت عزيزي حسام

  • 4 د.محمد سالم العتوم 05-05-2013 | 09:48 PM

    ما شاء الله مقاله رائعة في تحليل للواقع بدون مجاملات اشكر الدكتور الفاضل على الطرح الرائع

  • 5 د.نسرين عبدالله 06-05-2013 | 08:19 PM

    نتمنى ان تصبح الجامعات في وطننا الغالي منارات حقيقية للإبداع والتميز فالعلم يجب أن يكون الأساس في البناء،ومواكبة التطور أمر حتمي.

  • 6 يزن الطيب 10-05-2013 | 02:27 AM

    كلام جميل وواقعي جدا وادعو من الله ابتعاد جامعاتنا وطلابنا من الفتن والايدي الخارجيه التي تمس امن بلدنا الغالي .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :