"أوهم الشعب انه يحكم ... فيصبح محكوما" ... وليم بن

أُوهم النسور انه يحكم ويقرر ويناور السلطة التشريعيه... "فيعيش الجو" انه يحكم... وأوهم البرلمان أنه يرفض ويساوم ويفاوض السلطه التنفيذيه ... "فيعيش الجو" ايضا انه يحكم ... حتى يشبعوا من الحكم "ويتدشقوه" ويملهم ويملوه ... طالما بقوا داخل اسوار وأدوار "المسرحيه ... ولكن من يحكم حقا هو ... من يعيش خارج هذه الاسوار ... في داخل اسوار الحياة الواقعية!!

في سياسة "الجيليت جي تو" ... عن اي شارب ستحلف عليه الحكومة بعد اليوم؟!

كيف لنا ان نحلم بعودة هيبة الدولة بعد اليوم؟ كيف لنا أن نطمع بفصل السلطات يوما ما؟ وكيف ستثق السلطة التشريعيه بالسلطة التنفيذيه بعد اللحظه؟ والأهم من ذلك كيف سيثق أي رئيس وزراء قادم في نفسه وقراراته واجتهاداته وقناعاته وهو يعلم أن "الجيليت جي 2013 أقرب اليه من حبل الوريد؟ كيف سيستطيع رئيس وزرائنا أن "يمون" على عهد قطعه على نفسه بالأمس القريب مرارا وتكرارا أمام الخلق وفي وضح النهار؟ يجب على الاردنيين أن لا يرضوا قطعا أن يحدث هذا للنسور أو لأي رئيس وزراء قادم, ولا حتى لأي رجل مسؤول أردني أن يجرد من كلمته وقناعاته, ليصبح مسلوب الارادة, لا يستطيع أن يفي بوعده أو يتخذ قرار بما ينسجم مع قناعاته واجتهاداته!!

صحيح أننا انتقدنا بعض سياسات النسور وتوجهاته وانتقدنا كذلك السابقون من رؤساء الوزراء, ومن أهمها سياسة توزير النواب, ولكن هذا لا يعني أن لا ننتقد ايضا الية سحب القرار من بين أيديهم, لأن الهدف من الانتقاد لم يكن يوما بالشخصي ولا بالمزاجي. اذا أردنا أن يكون لنا اردن أجمل واقوى, يجب ان نعزز وندعم صلاحات موقع المسؤول حتى لو لم يرق لنا صاحب الموقع هذا او ذاك لاننا في المحصله نذود عن الاستقلاليه والحريه لهذا الموقع , لا عن صاحب الموقع ... اذا ما اردنا اصلاحا حقيقي. ومن هنا اذا ما أُريد أن تسقط الحكومة, فلتسقط من نتائج أفعالها وسياساتها وبارادة الشعب ". مع انتقادي لسياسات الحكوميه ونهجها, اتمنى ان لا تسقط بهذه الطريقة ... حتى لا يسمى عليها "حكومة الثور الابيض"!! فاذا اراد البعض اسقاطها, فلتسقط بعدما اجتهدت وعملت باستقلاليه وبقناعة وباريحيه.

الخلاصة: النسور يُريد ... والبرلمان يُريد ...

في علوم العلاقات الدوليه, البحث عن من يملك القوة وأي نوع من القوة وكيف يملكها ومتى يملكها, عادة ما أهلكت علماء السياسة وخذلتهم وأرهقتهم. التوقيت في مسألة "توزير النواب" كشفت لنا الكثير وبيذنت لنا مستقبل السياسة والاصلاح في الاردن. وكأنها أيضا لتذكر السلطتين .... بأننا نحن هنا ... واياكم!! عندما يُجرد النسور من وعوده ومن سلاحه ومن كلامه, ماذا بقي للنسور ليقول بعد اليوم؟ ماذا بقي لأي رئيس وزراء قادم أن يقول ؟ ماذا بقي لأي رئيس وزراء قادم أن يقول للبرلمان؟ ماذا بقي لأي رئيس وزراء قادم أن يقول والشعب يعلم أنه لا يملك القرار؟

Dr_waleedd@yahoo.com