facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سميح القاسم:القصيدة المباشرة تتعبني أكثر من الرمزية


27-12-2007 02:00 AM

الحوار مع شاعر مثل سميح القاسم له أبعاد كثيرة كونه يحمل كل المعاني، الإنسانية فى شعره، والنضالية فى جذوره الفلسطينية، التي لم ينقطع عنها أبداً مهما كانت جولاته ورحلاته فى شتى بقاع الأرض، وعندما زار مؤخراً مصر ليشارك فى احتفالية 75 عاماً على وفاة شوقي وحافظ، استوقفني كلامه الذي أكد فيه أنه لو كان هرب هو وأهله من وحشية العصابات الإرهابية الإسرائيلية عام 1948 لاختلفت حياته تماماً، وربما لو حدث ذلك لما تفجرت أحاسيسه وأشعاره التي صالت وجالت فى قلوب وعقول الناس ومحبي شعره فى العالم.كيف تصف حال الأمة العربية حالياً؟

الأمة العربية تمر حالياً بأشد وأسوأ هجمة فى تاريخها تستهدف الثقافة العربية، واصفاً هذه الهجمة بـ «تسونامي» معادٍ لثقافتنا وهويتنا العربية من أقطار تحارب الحلم العربي الإنساني، وانا مثلي مثل كل عربي غيور أحاول وضع «كيس رمل» أمام التسونامي الذي يستهدف العرب، والكل يعرف أن بلادي ليست فلسطين ولا مصر ولا لبنان ولا العراق، بل بلادي هي الأمة العربية كلها».

وهل تعتقد أن الكلمة لا تزال سلاحاً فعّالاً؟

نعم، لا تزال الكلمة سلاحي ضد كل ما يستهدف عروبتنا وفلسطيننا، فقد حبانا الله لغتنا الثرية، وما تتمتع به من خصائص، فيما كان العمود الشعريّ والوزن والقافية تعد من أجنحة الحرية التى نعبّر بها عمّا فى أعماقنا، وهي كنوع من الموسيقى وثروة ايقاعية لم تتوافر لشعب سوانا»، «وعلينا أولاً أن نتعلمها ونحفظها لتكون جزءاً أساسياً من ذاكرتنا، بالاضافة للحفاظ على العروض العربية وتراثنا، فنتعلم العروض والقافية، التي تبنى منبر حريتنا، لذا عندما حضرت الى القاهرة للاحتفاء بأمير الشعراء أحمد شوقي، خاطبته فى القصيدة التي كتبتها بهذه اللغة، حيث كان سيغضب مني شوقي لو خاطبته بلغة مختلفة عن ذلك».

مرت القصيدة الفلسطينية بمتغيرات كثيرة كيف ترى قصيدتك في هذا الإطار؟

انا شاعر أحاول التجاوب مع المستجدات، خاصة أن الحياة تحمل كل يوم مستجدات عبر تطور إيقاعاتها والتكنولوجيا التى تتطور كل دقيقة عبرها، وعليه فقصيدتي يجب أن تتطور مع تطور الحياة، ولا أجد تناقضاً في ذلك، فالجمع بين فخامة الثقافة الكلاسيكية، وحيوية الثقافة الحالية أمر جيد، خاصة أن الثقافة الحالية مع الزمن ستتحول بطبيعتها الى كلاسيكية، والدنيا على هذا الحال، وأنا بطبعي ملول، وهذا ينعكس على تجربتي. لا أحب التكرار، أحب المغامرة الفنية وأمارسها على مزاجي وبكامل حريتي وأحترم حس الآخرين بالمغامرة الفنية، لذلك من الطبيعي أن يلتقي في تجربتي المناخ الكلاسيكي بالمناخ الحديث، السوريالية بالواقعية الاشتراكية. هذه شخصيتي في الحياة.

وماذا عن جمهور الشعر وهل بات في انحسار؟

لجمهور الشعر مستوى ثقافي معين والشاعر يتعامل مع هذا المستوى، ولو كان الشاعر يكتب لنخبة من النقاد ومحترفي الشعر لانسلخ تلقائياً عن الجمهور الذي هو جزء منه ويعيش معركته، فالشاعر لا يكتب لجمهور بعينه لأنه أصلا جزء منهم، والحس الجماهيري جزء من تكوين الشاعر النفسي والفكري والسياسي، فالشاعر يعبر عن نفسه بشكل مباشر لأن الجماهير جزء منه.

كما أن القضية الأساسية هي الشعب ومأساته، أما إذا بدأ الشاعر الفلسطيني يفكر من الآن ماذا سيبقى منه بعد الثورة ونجاحها وعودة الشعب الفلسطيني، فأعتقد أنه يسقط في مأساة.

هل تعتقد أن زمن القصيدة المباشرة ولّى إلى غير رجعة؟

لا أعتقد أن المباشرة عيب، فهناك نوعان من المباشرة (النثرية) والتي تفتقد إلى حرارة الشعر للصورة الشعرية وللزخم الشعري وفي الوقت نفسه فيه المباشرة الفنية، وأعتقد أن القصيدة المباشرة فنياً والتي أتعامل معها من خلال كتابتي هي أصعب وأخطر بكثير من القصيدة التي يغلب عليها التوغل في الذات، أي القصيدة الذاتية. ليس صدفة، مثلاً، أنني بدأت قصيدة الأندلس وهي قصيدة لا أستطيع نعتها بالمباشرة ولا أعتبرها أفضل من القصيدة التي توجد فيها المقاطع العامية المصرية إلى درجة أريد أن أقول «إنها أتعبتني أكثر» وتتعبني «القصيدة المباشرة الموزونة المقفاة التي على أوزان الخليل بن أحمد أكثر من القصيدة الغارقة في الرموز التي يستر الشاعر فيها عيوباً كثيرة. لذلك فقصيدة أدونيس فنياً صعبة على القراء وسهلة جدّاً على الشاعر. أسهل على الشاعر كتابة قصيدة من طراز قصائد أدونيس من أن يكتب قصيدة مباشرة وتكون ناجحة فنياً وتفرض احترامها.ولا مرة أرهبني النقاد حيث كُتبت عني أشياء تبلغ حد التأليه وأخرى بلغت حد الشتيمة. فلا التأليه ولا الشتيمة أثرت فيّ، ورغم ذلك دور الناقد خطير جدا، وعليه أن يكون حلقة وصل بين الشاعر والجمهور، وبرأيي حتى الآن وبشكل عام مازال دور النقاد في النقد العربي سلبياً، فالنقد العربي بحاجة إلى ثورة تصحيحية.

ما هي أهم قصائدك؟

قصيدة «الانتفاضة» كانت أول عمل شعري متكامل كتب في قلب الانتفاضة، وبدأت إيقاعاته على إيقاع قنابل الغاز والرصاص المطّاطي والشظايا التي كانت تتطاير من حولي في القدس حيث بدأت إيقاعاتها هناك، وأخذت إيقاع الشارع وإيقاع المظاهرة ورائحة الغاز المسيل للدموع التي دخلت رئتي، كأنما كل هذه الأمور كتبت نفسها في هذه القصيدة، فهي من نوع الشعر الذي نطلق عليه تسمية السهل الممتنع، بحيث يعتقد كل قارئ أنه يستطيع أن يكتبها، ولكن اكتشفت أنا شخصياً أنني لا أستطيع أن أكتبها مرة أخرى، ولا أستطيع أن أكتب مثلها مرة أخرى، فهي قصيدة لم تكن من خارج الانتفاضة، بل كانت من داخلها وكانت إيقاعها وكانت لحمها وكانت دمها. وفي كل أمسية شعرية أطالب بقراءتها، فأشعر أحياناً بضيق وأدّعي أنها ليست معي لرغبتي في أن أقرأ شيئاً جديداً مختلفاً.

نبذة


القاسم واحد من أبرز شعراء فلسطين، وقد ولد في عائلة درزية فلسطينية في مدينة الزرقاء الأردنية عام 1929، وتعلم في مدارس الرامة والناصرة، وعلَّم في إحدى المدارس، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب ويتفرغ لعمله الأدبي، حيث يتناول في شعره الكفاح والمعاناة الفلسطينية، وما إن بلغ الثلاثين حتى كان قد نشر ست مجموعات شعرية حازت على شهرة واسعة في العالم العربي، كما كتب عدداً من الروايات، ومن بين أحلامه إنشاء مسرح فلسطيني يحمل رسالة فنية وثقافية عالية كما يحمل في الوقت نفسه رسالة سياسية قادرة على التأثير في الرأي العام العالمي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
عن الجريدة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :