facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ضريبة .. " الشارع " .. !!!


حمزة المحيسن
23-05-2013 08:30 PM

أكثر شيء في حياتنا نسلكه هي " الشوارع " بل وهي الكلمة التي تعطي صفة وجنسا لكل شخص يسيء الأدب ويخرج عن الخلق العام ليكون " إبن شوارع " ، فالشوارع بنظر أصحاب الخلق والأدب النبيل هي مدرسة بحد ذاتها تلاميذها وخريجيها نهلوا وتعلموا أسوأ العادات والسلوكيات ممن سبقهم وصادفهم في الشوارع نتيجة سكنهم ورميهم فيها ليدفع المجتمع بأكمله ضريبة فساد سلوكهم ...!!!

ومن باب الإنصاف لأولئك الذين تربوا في الشوارع نتيجة لسياسات حكومية ومشاكل إجتماعية ترتبط بالأسرة والدين والأخلاق فان هنالك أزمات أخرى ترتبط بالشوارع ، في محور الأسرة هنالك من لا يدرك معنى الرعاية لأبناءه ورقابة سلوكهم وذهابهم وإيابهم ولعبهم وغيابهم عن المنزل ليكون الشارع هو المربي الأول فيغيب الخلق والعلم والتعليم فيدفع المجتمع ثمن ذلك بجيل جاهل وعاطل عن العمل ومعطل عن الإدراك لقيمة الأسرة في كيان الدولة فلا وعظ ولا إرشاد ديني وإعلامي لهؤلاء يتلقفهم قبل إنحدارهم .

وفي محور التعليم هنالك تسرب مدرسي ( للطلبة الذكور ) في أغلب مدراس المملكة يقضي فيه المتسربين جل أوقاتهم في الشوارع فلا اولياء أمور يسألون ولا سياسات وإجراءات تعليمية وتربوية صارمة ورادعة ليكون مصير هؤلاء بداية تعاطي السجائر وتنتهي بتعاطي المخدرات والحشيش وهنا تدفع الدولة والمجتمع ضريبة تسربهم إلى الشوارع بالترويج للمخدرات وعلاج إدمان ما امكن إدراكه منهم .

وفي البيئة حدث ولا حرج عن النفايات التي نرميها في الشوارع من البيوت والسيارات ولتستنزف موازنات البلديات في المدن لتنظيف الشوارع وكلما زادت النسمة السكانية لها زاد الصرف عليها فقط لنعالج ما لوتثه أيادينا ورميناه في الشوارع .

ونتيجة لغياب الخطط الإكتوارية لمدننا وحصر سعة الشوارع من السيارات في زمننا الحاضر دون النظر والتخطيط للمستقبل وبان عدد السكان ومستخدمي السيارات يتزايد من عام إلى عام فان المجتمع والإقتصاد والبيئة تدفع ثمن ذلك بالإزدحام وتعطيل الوقت وتلوث المكان والمصيبة الأكثر إيلاما ان التخطيط العمراني في المدن ذات التربة الخصبة والأحراش الكثيفة بدأ الزحف العمراني إليها وحشدها بوحدات أسمنتية وشوارع سوداء شوهت الطبيعة وحلت مكان تربتها الحمراء الغنية والخصبة للزراعة واحدثت خللا باهضا في بيئتنا الجميلة .

إن الحديث عن الضريبة بل الضرائب التي ندفعها نتيجة عدم الإدراك من قبل المسؤولين في كافة المجالات بالدولة هي باهضة وكبيرة ومكلفة إقتصاديا وإجتماعيا وصحيا واخلاقيا وامنيا فقط أنظر وا لشوارعنا وشاهدوا بام اعينكم في شوارعنا ..." بسطات تعيق الشوارع " و متسولين ومتسولات على الإشارات الضوئية وتحرشات لا أخلاقية في من يسير عليها من فتيات ...!!!

ومصيبتنا الأكبر في ان جزءا كبيرا مما نعانيه من كلفة لإهمال قضايا الشارع ان أغلب مسؤولينا في الدولة لا يتنازلون للنزول إلى الشوارع ...أتمنى أن نصل لمرحلة يكونوا فيها هؤلاء في الشوارع ، فها نحن ما زلنا ندفع ضريبة اناقتهم وجلوسهم في المكاتب الأنيقة ...والشارع ما زال سيد الموقف ...!!!
hamaqaba@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :