facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عيد الجيش عام 1957


أ.د. عصام سليمان الموسى
18-06-2013 01:11 PM

في عام 1957 كنت طالبا في مدرسة المفرق الإعدادية..لم يكن حتى ذلك التاريخ في تلك البلدة مدرسة ثانوية..التحقت بفرقة الكشافة وكان مدربنا الأستاذ عادل عوجان -ان لم تخني الذاكرة..كنا مرة في الأسبوع نتدرب بعد الدوام على المشي الكشفي بانضباط متناه ونحن نرتدي تلك البزة الجميلة..ابتاع لي والدي رحمه الله حطة وعقالا وخيطت لي الوالدة بدلة من الكاكي وكان البنطال قصيرا..وكانت ربطة العنق تربط بخيط ثخين نهايته صفارة معدنية توضع بجيب القميص..كان التدريب يبدأ ب»معتدل مارش» فنسير مرفوعي الهامة ازواجا بحسب الطول وراء قائد الفرقة الذي يرفع العلم الأردني بزهو وكبرياء..كانت فرقتنا صغيرة ربما لا يزيد عدد افرادها عن 30 طالبا من الصفوف العليا. بعد ان نبدأ السير المعتدل يأخذ المعلم بإصدار ايقاع بصفارته نتحرك بموجبه بانتظام الى ان يصدر أمرا نستدير بموجبه..في الأيام الماطرة كنا نبقى داخل المدرسة وننشد أناشيد وطنية: موطني موطني..ايها الشباب لنا الغد..عاش المليك..بلاد العرب أوطاني..كان الحماس يمزق الحناجر وهي تشدو بكلمات فيها عبق القومية العربية..

يوم عيد الجيش ذهبنا بالباص الى موقع (خو) العسكري حيث تجمعت فرق المملكة الكشفية. جلسنا على مدرج اسمنتي. ومع ان الصور في الذاكرة باهتة الا اني ما زلت أذكر عرض القوات المسلحة: تأتي في المقدمة فرقة الجمالة ثم فرقة الخيالة.. وجنود مشاة..ومصفحات ودبابات ومدافع.. تمر أمام المنصة بوقار .. كنا نشعر بالفخر والاعتزاز ونحن نشاهد العرض العسكري على ايقاع موسيقات القوات المسلحة..بعد الانتهاء كنا نصطف بانتظام ونتوجه الى الباص الذي يقلنا الى المفرق..

في مناسبة أخرى خيمت الفرق الكشفية في الملعب البلدي في اربد..نصبنا خيمتنا ونمنا ليلة أعقبها عرض كشفي وزعت الجوائز على أحسن الفرق..تمتعنا بليلة سمر وعزف البعض ودبك الآخرون..وقال غيرهم نكات أضحكتنا..
كانت المفرق بلدة جميلة تمتد بيوتها بين الشارع الرئيسي الذي يربط اربد بعمان ويمر من المفرق، وبين سكة الحديد، التي ركبت قطارها مرة في رحلة الى دمشق استغرقت يوما بطوله..حول المحطة زرعت اشجار كانت بمثابة الحديقة الوحيدة في المفرق..وكانت تقابل تلا (اصطناعيا) ينتصب عليه مدفع رمضان..

رغم انها ذكريات صغيرة محفورة في الذاكرة، لكنها كانت تمثل نشاطات ذات معنى كبير وقتها.. ما زرع في القلوب الصغيرة من حب للوطن ظل ينمو معنا.. ومع الأحلام الصغيرة نما الأردن وتمددت مدنه وقراه.. لكن من أجمل صور الطفولة تلك الصورة باللباس الكشفي التقطت من أجل هوية كشفية..ضاعت الهوية لكن الصورة بقيت.. الرأي





  • 1 نهاد 18-06-2013 | 01:21 PM

    يا ر يت لو كان الموضوع مصحوبا بالصور

  • 2 قاسم الدروع/الجامعة الاردنية 18-06-2013 | 04:29 PM

    كلام جميل ورائع يثري ذاكرتنا الوطنيةوحقا ضاعت الهوية لكن الصورة بقيت.. مابقي هذا الوطن منيعا

  • 3 أحمد حموري 18-06-2013 | 06:58 PM

    لازال البعض ممن شبّوا على الحياة في تلك الفترة يجتر عبق تلك الأيام وذاك التاريخ بكل مايحمله من أجواء البساطة والبراءة والنقاء, وبالتأكيد هناك الكثير من الصور والحكايات المضيئة والجميلة في أرشيف الذاكرة لدى الدكتور الموسى حبذا لو أطلق لها العنان, مع تمنياتنا لة بموفور الصحة والعافية.

  • 4 محمد التعمري 18-06-2013 | 10:25 PM

    كل الاحترام بس ممكن اعرف الطريقه التي تمت بها كتابة هذه المخطوطة النادره .
    معنى ذلك، على اي هرم من أساليب كتابة المقال اتبعت وكل الاحترام لك .

  • 5 خير 18-06-2013 | 10:26 PM

    عجبتني أن لم تخني الذاكره إبداع

  • 6 .. 18-06-2013 | 10:31 PM

    مبدع جداً بأسلوب الكتابه ..


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :