facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رأس الدولة الإيراني نووي


د.حسام العتوم
20-06-2013 03:05 PM

جرت الانتخابات الإيرانية الرئاسية يوم الجمعة تاريخ 14 حزيران الجاري وفاز بها المفاوض النووي المحترف والإصلاحي غير المعروف للعرب حسن روحاني الشيخ في منتصف الستينيات من العمر والمناهض سياسياً لتوجهات وأفكار سلفه الرئيس أحمدي نجاد والمتفق معه دينياً، حيث يختلف معه على تشنيج العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية المرتبطة بعلاقة استراتيجية وشيجة مع إسرائيل خاصة في موضوع بلاده النووي السلمي المشكوك بخطط عسكرته، ويتفق معه على إبقاء إيران جمهورية إسلامية تلتزم بالمرجعيات الدينية في (قم)، وفي الوقت الذي هو فيه الآن علي خامنئي قائد للثورة الإسلامية ومرشد أعلى، وأكبر الآيات، أي شيوخ الدين الذين تخرجوا من الحوزة العلمية صاحبة الاسم رفيع المستوى، والذي هو أيضاً من تلاميذ الأمام الخميني، ورغم أن السيد مجتبى صفوي هو المشعل الحقيقي للثورة ضد الشاه محمد رضا بهلوي من وسط مدرسة (سليمان خان)، إلا أن رجالات السياسة في إيران انتفضوا على أسلافهم تباعاً وهو ما ألاحظه شخصياً كمراقب إعلامي.

في استطلاع حديث لمركز أبحاث (بيو) في إيران تبين وجود تعارض بين الاتجاهين الجمهوري والديني، وبأن 40% من العينة الاجتماعية التي تم استفتاءها تقف مع إعطاء دور سياسي للشخصيات الدينية، و26% منها مع أعطاء بعض النفوذ السياسي لهم، و83% مع تطبيق الشريعة الإسلامية، وكان هذا في الفترة الواقعة بين 24/2- إلى 3/3 /2013 ، وفي استطلاع آخر لنفس المركز تاريخ 2/3- إلى 1/5/2013 تبين أن 59% من الآراء الخارجية معادية لإيران، و61% تقر بأن إيران لا تحترم الحريات الشخصية، وما يهمنا الآن من بوصلة إيران الجديدة هو علاقتها مع بلادنا العربية وسط الشرق الأوسط التي لا زالت عاجزة عن التوحد بوجود الجامعة العربية ورغم ندائي ثورة العرب الكبرى 1916 والربيع العربي المعاصر 2011 اللذان تم التآمر عليهما وتحويلهما لبرامج تنسجم مع معاهدة سايكس- بيكو 1916 المتجددة، ويهمنا نظرتها الجديدة إن سمح لها أن تظهر حول مصير امتداد الهلال الشيعي وسطنا كعرب، فعلاقة إيران بالأردن مثلاً دبلوماسياً مستقرة رغم الاختلاف سياسياً معها حول احتلالها لجزر الإمارات، ولتدخلها في شؤون العرب في العراق وسوريا ولبنان والخليج العربي والسعودية واليمن، واقتصادياً ورغم عجز موازنة الدولة الأردنية والذي وصل إلى 17 مليار دولار(22) مليار دولار حسب تصريح رئيس وزرائنا الدكتور عبد الله النسور البرلماني الأخير، فإن الأردن رفض ولا زال العرض الإيراني لتزويده بالنفط مجاناُ ولمدة ثلاثين عاماً قادمة مقابل أكثر تطبيعاً وانفتاحاً للعلاقات السياسية والدينية، وإيران تعرف أن سياسية الأردن الخارجية ثابتة ومتوازنة مع كافة أنحاء العالم وتتمتع بصداقة زائدة ربما مع أمريكا، وفي الموضوع الديني فعين إيران على ضريح الصحابي جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه - الذي منحه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعد حادثة مقتله في مؤتة 8هـ ، وبعد اصطدام المسلمين بالروم لتحويله لمزار مليوني تمرر من خلاله جزء من هلالها الشيعي، بينما نحن في الأردن نحتكم للآل البيت من آل هاشم، ولا سنة لدينا ولا شيعة، وإسلامنا الحنيف هو واحد، و دولتنا عربية مستقلة.

إن ترطيب علاقة إيران بأمريكا من شأنها أن تساهم في تعزيز علاقتها الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية مع الأردن، ولا قناعة لدينا كعرب وحسب اعتقادي بمماحكة إسرائيل والتهديد بسحقها إعلامياُ وعسكرياُ عن الوجود ما دامت إيران تخضع نفسها لعلاقة تشاركيه معها في موضوع احتلال أراضي العرب إلى جانب اسبانيا التي تحتل أيضاً مدناً مغربية عربية، ومن حقنا هنا أن نتساءل عن جدوى دعم إيران سياسياً وماليا لحركات التحرر العربية مثل (حزب الله) و(حماس) وغيرهم ، بينما نحن نريد من إيران الجديدة بصعود رئيسها الجديد حسن روحاني إعادة بناء العلاقة مع العرب على أسس طيبة تغلق كافة أنماط التدخل في شؤونهم الداخلية، ومثلما نحن العرب غير راضين عن سلوك إسرائيل ألاحتلالي والاستيطاني والانعزالي والعدواني في وقت السلام والبحث عنه عربياً، نريد من إيران أن تطور علاقتها الخارجية مع جيرانها العرب باتجاه إيجابي؛ يقول سكوت ريتر في كتابة (استهداف إيران) ص33 والذي ترجمه أمين الأيوبي : ( لكي تفهم الموقف الإسرائيلي الحالي من إيران ربما يكون متحف ياد فاشيم ، وهو المتحف الرئيسي في إسرائيل الذي يروي قصة الإبادة الجماعية – المكان الأمثل لكي تبدأ منه، ففي هذا المتحف يستعيد الاسرائيلون السبب الذي أدى إلى قيام دولتهم الحديثة ، وهو يتمثل بالقوى المجرمة التي سببت هذا المقدار الكبير من المعاناة للشعب اليهودي في القرن الماضي، وفي هذا المتحف يجري تذكير اليهود بالقوى السياسية التي تواصل مساعيها ليس لتخلص من إسرائيل وحسب بل من اليهود بحد ذاتهم، وقرأت كتاباً آخر بعنوان( أسرار مكشوفة) للكاتب إسرائيل شاحاك البولندي الأصل( ص144 ) ، يقول فيه بأن إيران تشكل أكبر خطر واجهته إسرائيل في تاريخها، وأنها عامل تهديد رئيسي للاستقرار في الشرق الأوسط كله، وليس سبب ذلك فقط دعمها للإرهاب والتخريب ومحاولتها أن تصبح دوله نووية، بل لكونها قد أصبحت مثالاً ليس للتطرف الإسلامي وحسب، بل ولحركات مقاومة أخرى في البلاد العربية.

ما نريده أردنياً وعربياً من إيران الآن هو أن تلتزم بأسس الوكالة الدولية للطاقة الذرية في موضوعها النووي السلمي، كما نريد من إسرائيل أن تفكك مشروعها النووي العسكري وتتجه للنووي السلمي، وأن تعمل على حماية وجودها على حدود الـ 48 وحسب قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة ، ورغم عدم قناعتنا به شعبياً بقوة السلام العادل والشامل المقر بكافة حقوق العرب في الأرض وحق العودة والتعويض وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية بعد إخلاء مستوطناتها من سكانها اليهود، وبعد إعادة كل شبر عربي محتل.
علاقة إيران بروسيا حتى الساعة جيدة، خاصةً بعد تنفيذ الروس لمحطة بوشهر (الكهرذرية) لأغراض سلمية وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2011، وبقدرة طاقة ستصل إلى 1000 ميغا واط، وتنسجم إيران مع روسيا في المسألة السورية ليس دفاعاُ عن نظام الأسد فقط، ولكن منعاً لصعود الحركات الردكالية الدينية المتطرفة بقيادة القاعدة وجبهة النصرة الى السلطة في دمشق وبيروت، ودفاعاً من جانب إيران أيضاً عن سلاح حزب الله رغم اصطدام الهلالين الشيعي والسني ولبس عباءة الطائفية المرفوضة شرعاً واخلاقاً وهو ما سجل عليها في واقعة (القصير) وتجدده في (حلب)، وفي المقابل لا زالت الدول العملاقة مثل روسيا وأمريكا وإيران تخلط بين المقاومة الوطنية الخالصة في سوريا وجيشها الحر، وبين الطابور الخامس القادم من الخارج لأسباب جهادية وأخرى مادية وثالثة سادية، ومع هذا فالكل مقتنع بضرورة تطبيق السلام في سوريه الشقيقة رغم اختلاف الاجتهادات بين الشرق الروسي والإيراني والصيني وبين الغرب الأمريكي وتركيا ومن يسانده من العرب ، والآن أما جنيف 2 بعد توحيد صفوف المقاومة الوطنية في الداخل والخارج والقبول بصندوق الاقتراع الرئاسي المقبل عام 2014 في دمشق أو مواجهة خيار ليبيا 2 ، وهو الأقسى والأصعب والأشرس، وهو الذي يعني عراق جديد غير مستقر ومنفجر، وأفغانستان جديدة عنيفة بقيادة تنظيم القاعدة الإرهابي الأخطر في التاريخ المعاصر على وجه الأرض وفي شرقنا خاصةً، وهو الذي يحارب بالوكالة باسم العدديين وضد الجميع.





  • 1 حسن محاسنه / ابو نهار 20-06-2013 | 05:47 PM

    سلمت دكتور على هذا التوضيح وهذه المعلومات القيمه وتحياتي لكم

  • 2 د حسام العتوم عمان 20-06-2013 | 09:12 PM

    شكرا عزيزي حسن محسانة , وتحياتي لك و للأهل في كفرخل

  • 3 م.بادي عضيبات 20-06-2013 | 10:57 PM

    تحليل عميق وجميل دكتور حسام ...هذا ما نريده من ايران وقد يكون هناك انفتاح على العالم من ناحية برنامج اران الننوي ولكن لا اعتقد ان يكون هناك تغيير في مسار ايران الطائفي وفي علاقة ايران بالخليج العربي لانها تاخذ منحى ديني اكثر من سياسي والرئيس الجديد لن يملك صلاحيات في هذا الشأن بوجود المرجعيه الدينيه في طهران .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :