عمون - بعد قرنٍ من الزمن جدّدت قبيلة بني صخر وتجمع عشائر الشركس مساء السبت الوثيقة التاريخية بينهما وذلك في منطقة الموقر جنوبي العاصمة عمان وبحضور المئات من أبناء القبيلة والعشيرة.

وتواجدت "عمون" بمراسم توقيع تجديد الوثيقة بحضور زعامات قبلية من عشائر بني صخر ورموز وقيادات الشركس.

وحضر توقيع الوثيقة كل من رئيس الوزراء الأسبق فيصل عاكف الفايز ونواف حديثة الخريشا وبركات محمد الزهير ومحمد ضبعان المور وعويذر عضوب الزبن ، كما حضر نواب البادية الوسطى سليمان حويلة الزبن وثامر ملوح الفايز وجمال الخريشا ، وحضر من قيادات الشركس رئيس المجلس الشركسي عدنان مولود كلمات شكاخوا ومحمود حسين دهشان وحسن داود خورما ومنير صوبر والنائب خير الدين هاكوز وعمران امين خمش وسمير قردن.

ويأتي تجديد الوثيقة بمبادرة من الوزير والنائب الاسبق مجحم الخريشا الذي أكد أن تجديد الوثيقة بعقد مكتوب جاء برغبة الطرفين وبإصرار من الأخوة الشركس ما يدل على نبلهم واصالاتهم واعترافهم بالجميل ، وبين امام حشد كبير أموا مرزعته في منطقة الموقر التي قال عنها انها من معاقل بني صخر واختار المكان للدلالات التاريخية للمكان بيّن " أن الوثيقة لها ما قبلها وبعدها وان تكون نموذجا للحاضر والمستقبل ونموذجاً للآخرين من ابناء الاردن".

واشاد بالجهود التي سعت للحفاظ على الوطن منذ تأسيسه وقال عن بني صخر والشركس " لا زلنا نؤمن ان الاردن وطننا وشعبنا ولن نتخلى عنه ، وقال نواف أن بني صخر والشركس يضرب فيهما المثل بالوفاء الثابت والولاء المطلق.

من جهته استعرض رئيس الوزراء الأسبق فيصل الفايز قدوم الشركس وتاريخهم في بناء الوطن ، وقال "كانوا من أوائل من استقبل الملك المؤسس عبد الله بن الحسين ، وهم دعامة للعرش المفدى وخدموا باخلاص الوطن وساهموا في بناء اردننا الحديث" ، وتحدث عن النسب الذي وثق العلاقة بين الشركس والعشائر الاردنية وتطرق الى جدته التي تنتمي للشركس وقال " ان يسري الدم الشركسي في عروقي فهو فخر " .

من جهته قال بركات الزهير أن تجديد الوثيقة يسجل في تاريخ المملكة ، وقال أن بني صخر استقبلوا الكثيرين ممن هاجروا الى المملكة وقال " قبل الشركس رحبت بني صخر بالهاشميين واستقبلوهم" ، وعبر عن اعتزازه بالشركس وقال"سنبقى على العهد اخوة وعلى العهد مع الهاشميين وها هم بلباسهم القومي بالديوان الذي يفتخرون به".

من جهته قال رئيس مجلس عشائر الشركس عدنان مولود شيكاخوا "يأتي تجديد الوثيقة لإرساء عهد التحالف الأول وتأكيد التآخي بين العشيرتين ليعيدوا التاريخ الأول "، وشدد أن هذه العلاقة لم تمسحها السنين والحوادث وقال" هذه الوثيقة منارة للأبناء والاحفاد في بلد الاتفاق والوفاق بلد الأمن والأمن في بلد أبي الحسين".

من جهته قال سمير قردن رئيس الجمعية الخيرية الشركسية "لم تكن هذه العلاقة او الوثيقة جديدة بل منذ الأزل فنحن ومن حولنا كل شيوخ البلد فنحن نعمل معا ضمن الفريق الواحد ، نسال الله ان يديم المحبة خاصة في ظل ظروف صعبة اذا قسنا ما يجري من حولنا، ومطلوب ان نكون أكثر تحاببا وتماسكا".

من ناحيته قال عويذر عضوب الزبن " عهدنا بكم عهد الرجال وحنا على العهد باقين"، وانتقد من اسماهم يخونون الوطن وقال " والخاين والرزيل ما له مقعد عنا هذا الاردن اردننا" – ما لقي تصفيق حار من الحضور-.

من جهته قال محمد المور " البلاد تشهد احداث متسارعة والأيام تمر ولا بد ان نورث ما بيننا لأجيالنا ، ويجب المحافظة على الوطن والتآلف وكبح جماح من يخرج عن الصف" ، وشدد على اهمية التمسك ومتابعة البند الثامن في الوثيقة وعلى اللجنة ان نتابع في كل المشاكل العشائرية بالمملكة ، وحذر مما اسماه "الخطر من الداخل" ، وقال" لا خطر من الخارج واذا تماسكنا نقف أمام العالم "، وزاد " اذا لم تتكاتف سيطالنا الخطر" ، وذكر بمواقف بني صخر والشركس في الدفاع عن الاراضي المحتلة من خلال اجتماعهم بالجيش العربي.

النائب خير الدين هاكوز قال " من يقرا تاريخ الاردن يعلم التشابك ووحدة الالام والامال وان المجتمعات تحتمي بمجموعة تقاليد وعادات تجعله اكثر ترابطا وتراحما وتضامنا والتزاما ، والتمسك بالثوابت الدينية ووجهة نظر العشائر".

وقال " إن هذه الوثائق تساعدهم كلما قست الظروف وتساعد الدولة في توحيد مواطنيها" ، وتابع "ان عشائر الشركس وبني صخر سعت منذ البداية لحماية الوطن والمحافظة عليه، نحن اليوم نجدد وثيقة دونها الاجداد في سالف الزمان".

اما حسن خورما فقال : باسم المجلس العشائري الشركسي الاردني احيي الجميع؛ وهذه القاءات توحد العشائر، وهذه الاتفاقيات درع الوطن الذي تحافظ عليه وعلى شعبه ونظامه، وهي التي تساعد على الوصول للقيم الديموقراطية والمثل المتقدمة التي ارادها جلالة الملك".

عقب القاء الكلمات وزعت الوثائق للتوقيع عليها والتي كانت ذات مقاييس كبيرة.