facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غصيب : أعظم طريقة لتفاعل الذات مع أخرى هي الكتابة والقراءة


05-01-2008 02:00 AM

افكار الدولة الاستبدادية ساهمت في ظهور التجارة العالمية في وطننا العربي

عودتنا الى التاريخ تستلزم إعادة بناء العقل النظري

لا نعرف كيفية التعامل مع الإرث الحضاري العربي

ارادة الحياة جعلتني اتخطى الاطار الضيق صوب إطارٍ أرحب اجرى الحوار - إسلام سمحان

مفكر قل نظيره وباحث ما زال يكد في محراب القراءة, يعتبر الكتابة فعلا مقدسا فلا ينبغي كتابة اي شيء حول اي شيء لا قيمة له, اصدر مؤخرا "الاعمال الفكرية" الضخمة والتي اختصرت تاريخ الفلسفة الفكرية الحديثة في العالم العربي, تأثر بالعديد من قادة الفكر كما أثر بالعديد من المفكرين, هو ايضا اكاديمي بارز ويرأس جامعة الاميرة سمية.

التقينا المفكر هشام غصيب بمكتبه في الجامعة وكان هذا الحوار:

* اصدرت قبل فترة وجيزة اعمالك الفكرية الضخمة والتي تمتاز بأنها اختصرت التاريخ الفكري والفلسفي العربي الحديث, كيف تصف لنا تجربتك مع الكتابة.?

- الكتابة شيء رائع بالنسبة لأي انسان, وقد ابتكرها اجدادنا في العراق ومن ثم انتشرت بحيث كانت نقلة نوعية كبيرة في الحضارة البشرية, فتصور الحياة الان من دون كتابة ستتوقف الحضارة ولن يكون هناك علوم ولا أداء ولا فنون ولا شيء ستتوقف الحضارة التي مكنت البشرية من إنتاج علم وأدب, حتى إنتاج التكنولوجيا أساسه ابتكار الكتابة, والكتابة أصلاً اشعر بأنها قبس إلهي وهي ليست بالشيء البسيط وهي قوة ذهنية, أن تمكنت من التعبير عن نفسك وعن وضعك وعن حضارتك وان تجسد ذاتك وذاتا حضارية بكاملها, فالكتابة شيء مدهش عندما تتأملها وهذا ما يميز الانسان عن غيره من الكائنات, والانسان لا يدركها أحياناً لأنه إعتاد عليها بصفتها أساساً للحياة البشرية, لكن الكتابة سواء كانت نثرا او شعرا إبداع مكتسب أيضاً ونوع آخر من انواع العشق فالكتابة ليست مجرد تعبير فهي بالنسبة لي شيء مقدس ولذلك لا أستطيع أن أكتب عن أي شيء.

فهناك أشياء تزعجني أشعر أني أهدر قيمة الكتابة إذا كتبت عنها ينبغي أن يكون له بعد كوني وأن يكون على درجة عالية من النبل حتى يكون لائقاً بأن يكتب عنه فهذا شعوري, وبالنسبة الى تصوري للكتابة مثل تصور الناس للشعر يعني ان لا ننظر للشعر على أي شيء هناك موضوعات خاصة التي تجذب الشعر إليها أنا أشعر بنفس الشيء أن الكتابة شيء مقدس يجب أن لا تهدره على أي شيء على الأقل بالنسبة أليّ فكثير من الاشياء لا أكتب عنها ولا أستطيع ان أكتب عنها لأنني أشعر أنها لا تستحق هذا الفعل المقدس وهذا الشيء المقدس هو الذي يختار موضوعاته فيمكن أن أكتب بحماسة الموضوع, أن أجد مشقة بالغة بالكتابة عن موضوع آخر لأنني أشعر بقيمة الموضوع الاول وضعف قيمته فهذه نقطة في غاية الأهمية, ولذلك فإن مسألة الكتابة ليست مجرد تعبير وهي نوع من الخروج من قوقعة الذات وولوج الذوات الأخرى من دون ذوبان الذات الممارسة للكتابة وهي أعظم وسيلة للتفاعل بين الذوات وإقامة الصلة بين الذوات وأعظم طريقة لتفاعل الذات مع ذوات أخرى هي الكتابة والقراءة, في الواقع هذه وسيلة عميقة للتفاعل بين الذوات.

* أنت أحد الاقطاب الفكرية المعاصرة في الوطن العربي ولك تجربة طويلة مع ايديولوجيات عديدة, ماذا تقول عن تلك التجربة الطويلة حول النمط التفكيري والايديولوجي عند العرب الحاضرة?

- توجد مشكلة حضارية فمشكلاتنا تتميز عن مشكلات أمريكا اللاتينية, فعلى سبيل المثال في أمريكا اللاتينية ثقافتهم أوروبية في أساسها والثقافة الاوروبية تحدثت في أوروبا نفسها لذلك لم تبرز عندهم مشكلة ثقافية حادة كما برزت عندنا نحن لدينا ثقافة خاصة منذ الاف السنين, ثقافة طويلة وتراكمات رهيبة, وفي الواقع هذا الإرث الحضاري لا نعرف كيف نتعامل معه فهو ارث ضخم جداً لم يبدأ مع الاسلام فقط وإنما قبله ويمتد الى الاف السنين وهو موجود حتى في ممارساتنا وليس فقط في تفكيرنا والعرب اليوم لا يعرفون كيف يتعاملون مع أرثهم هذا أولاً, لكن بالنسبة لنا هذه قضية أساسية لأنها تعوق تقدمنا في كل مجال.

بمعنى أنه على سبيل المثال نحن أفلحنا في بناء عقل نظري مهم في مرحلة ما في القرون الهجرية السبعة الاولى, فهو عقل نظري متطور جداً في مثلثه المشهور العلم الطبيعي الرياضيات الفلسفة هذا العقل النظري حطم وتحطم لأن هناك العديد من افكار الدولة الاستبدادية ساهمت في ظهور التجارة العالمية في وطننا بغض النظر عن السبب صُفي هذا العقل وبكل بساطة قارن بين الكيفية التي كان يفكر بها المعتزلة بالكيفية التي كان يفكر بها الفقهاء فهناك فرق شاسع بين طريقة تفكير المعتزلة والفقهاء ولذلك حطم هذا العقل النظري وهمشنا وخرجنا من التاريخ, عودتنا الى التاريخ تستلزم إعادة بناء العقل النظري وبناء ارثنا الطويل هل نظل أسرى لهذا الأرث أم نجعله أداة في تقدمنا?.

* تأثرت في بداياتك بكارل ماركس ونيتشه وغيرهم من قادة الفكر والتغيير, في هذا الزمن هل تجد النظريات المنبثقة عن هؤلاء المفكرين تتعارض مع التطبيق اي هل هناك فرق بين النظرية والتطبيق?

نيتشه كان عدوا للشيوعية وأريد أن أوضح أنني تأثرت في فترة مبكرة بالفلسفة الغربية وبالذات الفيلسوف شوبنهاور ونيتشه تحديداً ولكن قاداني الى طريق مسدودة وفي فترة من الفترات تحمست كثيراً الى شوبنهاور ونيتشه الى حدٍ اصبحت فيه شوبنهاوريا ونيتشاوياً وصرت أتغنى بكتاباتهما ولكن في الوقت ذاته سببا لي اكتئاباً شديداً وقاداني الى طريق مسدودة هما وغيرهما من الفلاسفة الغربيين التقليديين هذا على خلفية انهيارأيدلوجيتي الدينية, وفي الحقيقة قادتني هذه الفلسفة التي نطلق عليها أحياناً الفلسفة البرجوازية الى طريق مسدودة ولكني وصلت الى هذه الطريق المسدودة لكن ارادة الحياة لدي جعلتني أتخطى هذا الاطار الضيق صوب إطارٍ أرحب وهو إطار هيجل وماركس وهذا لا يعني اني تأثرت بماركس مبكرا وتوصلت الى ما يسمى الفلسفة الجدلية ممثلة بهيجل وماركس بعد ان قطعت هذا الشوط في مجال الفلسفة البرجوازية وجدت منفذا لدى تراث هيجل ماركس بحل كثير من الاشكالات التي كانت تعوق تقدمي الوجداني والفكري وتخطيت نيتشه نحو ماركس وهذا لا يعني التساوي بينهما لأن تفكير نيتشه فيه نزعات نخبوية وحتى فاشية وكانت عندي هذه النزعات عندما كنت متأثرا بنيتشه, هذا ما تخطيته صوب ماركس صاحب الفكر الجدلي النابض الذي يدرك اهمية حركة الجماهير في التاريخ ويدرك تناقضات المجتمعات الفكرية ومع ذلك من الضروري جدا على العرب المحدثين استيعاب الحداثة الفكرية التي تمت في آخر 400 سنة, واخص بالذكر انه على العرب تحدي ثلاثة مفكرين اوروبيين وهم ماركس ونيتشه وفرويد وهؤلاء رغم معارضتي لأفكار نيتشه والكثير من افكار فرويد الا اني اظن ان اولئك المفكرين الثلاثة لا غنى عنهم, طبعا ماركس يختزل في قلبه الفلسفة في كاملها لأنها امتداد الفلسفة الالمانية ممثلة بهيجل وفيختة وكانّت وديكارت وماركس والعرب لم يجابهوا تماما فكر اولئك المفكرين الثلاثة وهم اهم من الصرعات الحديثة الفلسفة الوجودية وهايدجر وما بعد الحداثة.

واعتقد ان هذه صرعات على هامش المفكرين الثلاثة لأنهم كانت عندهم جرأة في طرح الافكار وكشف المستور وهناك اشياء كثيرة يمكن ان نتعلمها من ماركس تحديدا ولا نستطيع ان نتعامل مع العصر من دون ماركس ومع الرأسمالية الحديثة حتى, ولا اقول بانه ختم العلم واعتقد ان انهيار الاتحاد السوفييتي حدث كبير وجلل ولا يعني بأي شكل كان ان الماركسية انتهت وان فكر ماركس لم يعد ضروربا للعصر الحديث فانا لدي قناعة جازمة ان ماركس المفكر الاهم في آخر 200 سنة وقالها جاك ديريدا في كتابه اطياف ماركس بالرغم من انه لم يكن ماركسيا وقال " ان ماركس هو فيلسوف القرن الحادي والعشرين بامتياز" وانا اتفق تماما معه في ذلك اما فكر الاتحاد السوفييتي لم اعتبره يوما وهو فكر الالة الاعلامية السوفيتية, كان ضحلا وربما فكر بريجنسكي كان متأثرا بماركس اكثر من الدولة السوفيتية التي اصابها نوع من العفن والتحلل حتى وصلت لعهد بريجنيفا وغربوتشوف, فالدولة السوفيتية بدأت قوية في عهد لينين وبدأت تتراجع وتتراجع حتى فكريا حتى اصبحوا مثل الانظمة العربية في آخر عهدهم وهذا لا يعني ان ماركس المسؤول عن ذلك ولا يعني ان فكرهم كان تعبيرا عن فكر ماركس ففلسفة ماركس لها اهمية عملية وليست مجرد فلسفة فما زالت القيمة العملية لماركس موجودة وهذه قناعاتي بعد تجربة طويلة(العرب اليوم)..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :