facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ماذا حدث؟!


د. محمد أبو رمان
08-07-2013 03:10 AM

تفاصيل مهمة نشرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية عن الأيام الأخيرة التي سبقت تدخل الجيش في مصر. وإذا كان ما ورد في القصة صحيحاً، لأنّها مبنية غالباً على رواية قيادات إخوانية، فإنّ توصيف ما حدث هو أنّه يزاوج ما بين استثمار أخطاء الإخوان الكبيرة خلال فترة الحكم، مما عزّز القاعدة الشعبية العريضة المعادية لهم، وبين إرادة مسبقة لدى الجيش والمركز البيروقراطي الكبير في المعادلة المصرية للتخلص من حكم الرئيس محمد مرسي ومن ورائه جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة.

الحديث هنا ليس عن الشرعية، فهي بالتأكيد تتقرر في صناديق الاقتراع؛ إنما كلمة السر تتمثل في طبيعة المرحلة الانتقالية وتضاريسها. وربما الخطأ الفادح الذي وقع فيه الإسلاميون هو أنّهم لم يدركوا طبيعة المرحلة الانتقالية وتضاريسها السياسية، وكلمة السرّ في ذلك أنّ شرط عبورها والنجاح فيها هو التوافق بين القوى السياسية، وعدم استئثار حزب أو طرف في صياغة العقد الاجتماعي، والدستور، والقوانين، بخاصة إذا تزاوجت هذه المرحلة مع أزمات اقتصادية كبرى تمثّل خزّاناً لقنابل اجتماعية؛ من معدلات بطالة مرتفعة، وفقر، وحرمان، وتهميش.. إلخ.

يعود بنا ذلك إلى العقلية الإسلامية عموماً، والمسكونة بهاجس اختطاف "العلمانيين" لثمار الثورات. فكان الشعور العارم لدى القيادات التنظيمية الحديدية بأنّ عليهم عدم إضاعة هذه اللحظة التاريخية التي تتيح لهم الوصول إلى "الحلم التاريخي"- الأيديولوجي؛ أيّ "التمكين" السياسي.

الصراع بين "الإخوان" والمركز البيروقراطي كان متوقعاً، وكان يفترض أن يقرأه "الإخوان" جيداً قبل أن يقرروا الوصول إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع، كي لا يتورطوا في مواجهة غير متكافئة مع هذا الجهاز الأخطبوط؛ أولاً حماية للثورة نفسها من الوقوع في انقسام داخلي بين القوى المتصدّرة لها؛ وثانياً لبناء سد منيع ضد "الثورة المضادة"؛ وثالثاً لأنّ المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية لا تحسب بعدد أصوات صناديق الاقتراع، وإنّما بالتوافق والتفاهم بين الأطياف المختلفة.

من حق كل حزب سياسي أن يسعى إلى السلطة وأن يحوزها عبر صناديق الاقتراع، لكنها في حسابات اللحظة الراهنة، ومع عدم نضوج الحالة الديمقراطية، وفي ظل وجود تناقضات كبيرة، وتيار عريض ضد الجماعة ومشروعها، كان على الجماعة أن تكون أذكى من الوقوع في هذا الفخ، وأن "تطبخ" دورها السياسي على "نار هادئة".

الصدام بين الإخوان والمركز البيروقراطي (في عمقه الاجتماعي)، هو أيضاً صدام بين الطبقة الوسطى الدنيا في المدن والأرياف والأطراف، والتي تمثّل القاعدة العريضة التقليدية لجماعة الإخوان، وبين المؤسسات المختلفة البيروقراطية، التي كانت تعبئتها خلال العقود الماضية ضد الجماعة وخطابها.

وهو صدام بين الجماعة والطبقة المستفيدة من المرحلة السابقة، مثل رجال الأعمال الذين يقفون وراء الإعلام المصري المعادي بشدة لجماعة الإخوان المسلمين.

كما أنّه صدام بين التيارين الفكريين الكبيرين في المشهد المصري؛ الإسلامي والعلماني، اللذين بينهما ما صنع الحداد، من تاريخ طويل من الخصومات السياسية وأزمة الثقة والتضارب الأيديولوجي. وهو ما أسعرت ناره مرّة أخرى ما اعتبره الخصوم محاولة الاستئثار الإخوانية بالسلطة.

ما حدث أنّ الانتخابات التشريعية والرئاسية جاءت بحكم الإخوان ليركب على ماكينة بيروقراطية (إدارياً وسياسياً وأمنياً) متناقضة معه، بل وهنالك إرث من العداء المتبادل بينهما، مع وجود برنامج حكم هزيل لدى الجماعة؛ فعملت الماكينة البيروقراطية الضخمة ضدهم، وهو ما لم يكن ليحدث لو تنبّه الإخوان إلى طبيعة المرحلة الانتقالية!

الغد





  • 1 محلل 08-07-2013 | 03:35 AM

    ترى لو لم يحدث ما حدث أكان للدكتور أبو رمان أن يقول ما يقول الآن؟
    هل كان يمكنه أن يقدم النصح للإخوان، ويقول لهم مثلاً: عليكم أن تعطوا فرصة للآخرين للمشاركة؟ هل المشكلة أن نعطي فرصة للآخرين، أم آن الآخرين رفضوا مبدأ التعاون أصلاً، عندما عرض عليهم التعاون؟ ألم يحدث ذلك كذلك في فلسطين؟
    ماذا تريد من نائب إسلامي منتخب حتى لو لم يكن من الإخوان أن يقول وما الموقف الذي تريده أن يقفه إزاء أي قضية، تريده ينزع نفسه من مرجعيته الإسلامية ويمارس ما يمارسه غيره؟ أم أن الإسلامي لا يصلح أن يعمل في السياسة؟

  • 2 تشخيص 08-07-2013 | 06:39 AM

    أحسنت تحليلا وتشخيصا يا دكتور محمد

  • 3 منطقي ومتزن كالعادة 08-07-2013 | 03:08 PM

    مقالة جميلة تتسم بالمنطقية والموضوعية في التحليل, وفهم تام للحالة المصرية خصوصا وللمجتمعات الاسلامية عامة

  • 4 مرافب 09-07-2013 | 02:06 AM

    ان الخطاء الذي ارتكبه الإخوان هو روح التسامح النابع من الصفاء والتواضع الإسلامي مع الفلول والعملاء مثل البرادعي وعمر موسى الذي يفترض ان ينفذ فيهم وفي غيرهم حكم الإعدام دون تردد بتهمة الخيانة ؟؟ حيث ان الصراع في المنطقة على العموم مبني على الحق الذي تمثله التيارات الإسلامية والباطل الذي يمثله الحكام والمستفيدين ماديا منهم؟ حسبنا الله ونعم الوكيل؟؟


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :