facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مشكلتنا الحقيقية فى الإدارة ..


سليمان الطعاني
17-07-2013 01:27 AM

لماذا يتخيل المسئول أو المدير أو رئيس المؤسسة عندنا، أن العيب دائما فى مرءوسيه، العيب فى الناس، وأن حالات الفشل المتواصلة التي تمر فيها مؤسسته او ادارته، ما هي إلا مؤامرة عليه من مرؤسيه او قد تكون مؤامرة خارجية، بسبب تميزه ونجاحاته، وأنه لا يأتيه الباطل ولا تعوزه الفطنة !!!

لماذا يبين المسؤول أو المدير أو رئيس المؤسسة، انه لو تعثرت بغلة في المؤسسة، لكان المسؤول عن ذلك ليس هو، ويبين ان الطريق كان معبدا لها، ويفتش عن الحلقة الأضعف ليعلق عليها المسؤولية،

مسؤولونا الفاشلون لديهم الاستعداد الكافي للتستر والتخفي على أخطائهم وعدم الاعتراف بها وعدم التعلم منها مما يجعل من تكرارها والاستمراء عليها أمرا عاديا، وهذا ما نحن واقعون به، مبتلون بعقلية التبرير، اعتادوا على تبرير كل إخفاق أو تقصير لهم، الظروف المادية، الإدارية.....، ضالعون في زلاتهم وأخطائهم التي جعلت من الفساد جبالاً وألوانا، يشيرون دائما بإصبع الاتهام إلى الموظفين ومستعدون للوم العالم بأسره ولا يفكرون يوما بلوم أنفسهم. لأنهم يعتبرون الاعتراف بالخطأ فضيحة وليس فضيلة.

نماذج من مسؤولينا، تمر بهم بلا عداد، تكتشف بأنهم محصنون ضد عوامل التعرية والصدأ، غريزتهم الإدارية جاهزة للدفاع عن أنفسهم ومناصبهم ومستعدون لفعل كل شيء. لإثبات أنهم قادرون على أداء وفهم وعمل ورقابة كل شئ، وكل شخص، وكل موقف، فى أى زمان أو مكان. وإلى أن يثبت العكس يكون الفأس قد وقع في الرأس، وبدا الخراب والفساد في كل شيء،

مصادر متعة مسؤولينا الفاشلين، إصرارهم على معرفة كل ما يدور حولهم من تفاصيل، وتعمد الغوص فى متاهات دقائق الأمور والإصرار طول الوقت على أن يكون هو البطل المتوج وراء كل عمل تافه صغير أو كبير وإنشراحه وغروره وكبريائه الوظيفى بأن يوقع على جميع الأوراق، ويستقبل كل المكالمات ويشارك فى كافة الاجتماعات.
إدمان التوقيع، على كل معاملة، بنى لديهم آلية ذاتية داخلية مدمرة هدفها المزيد من التواقيع..
وكم تكون أحياناً سعادة أحدهم وهو يرى سكرتيرته الخاصة وقد وقفت أمامه وهو يقلب صفحات البريد الروتيني البيروقراطى،

كثير من الفرص تضيع وسط اهتمامات هؤلاء بماضيهم التليد، وبطولاتهم المجيدة، وكثير من مجالات النمو والتطوير والإبداع تُقتل لاهتماماتهم ببناء سواتر ترابية إدارية لمنع مرور الأفكار الجديدة. وعدم تقبلها،

إنّ تعود عيونهم الإدارية على رؤية المسافات القصيرة افقدها إمكانية تجاوز الماضي الغابر، إلى المستقبل المشرق. انصاعوا للماضى و يحاولون جاهدين لإثبات صحته وسلامته وبيروقراطيته ويحمونه ويكررونه يوميا من خلال إدارة بائسة متشبثة بماضويتها،

مأساتنا أنه منذ عقود طويلة ابتلينا بمجموعة من الإدارات الفاشلة لا تريد أن تعترف بعجزها عن الإدارة ويتخيلون أن العيب فى المرؤوسين.. لا يوجد مسئول عندنا يقف أمام المرآة ليقول أنا مدير فاشل، لا يوجد مسؤول واحد على استعداد ان يقدم استقالتة، دائما يتخيل أو أن العيب فى موظفيه، بينما غباءه وعدم كفاءته وعدم قدرته هى السبب فى الفشل .

مشكلتنا الحقيقية فى الإدارة.. الإدارة الفاشلة ترى دائما أن المرؤوسين هم الفاشلون ولا تعترف أبدا بأنها إدارة فاشلة!

لاندري متى يأتي اليوم الذي يعترف فيه المسؤول انه مخطئ، متى سيأتي ذلك المسئول ويقول انا اسف لا استطيع ان اواصل في موقعي .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :