facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صورة العرب بين ثورتهم وربيعهم


د.حسام العتوم
17-07-2013 04:20 PM

العرب بطبيعتهم لا يقبلون الظلم والاستبداد والاحتلال الاستعمار ويرفضونه ويثورون بوجهه وثورتهم العربية الكبرى (1916) التي قادها الشريف حسين بن علي حاكم مكة ضد الدولة العثمانية التي أسسها عثمان الأول بن أرطغرل واستمرت أكثر من 400 عام خير شاهد، وكان لسياسة التتريك الدور الأساسي في اشتعال الثورة وشكل القومي (الطوراني) مصطفى كمال أتاتورك سبباً رئيسياً في ذلك لانتهاجه سياسة تتريك العربية بواسطة محاربة لغة العرب وفرض التركية مكانها، وتحولت مكة المكرمة ثم المدينة والطائف وجدة إلى أفرورا الثورة التي تاعبت مسيرتها وواصلت السنة نيرانها إلى ينبع والعقبة ومعان ودمشق وحلب، واحتاجت الثورة للتحالف البريطاني معها فظهر دور للورد كيتشنز وهنري مكماهون، وأصر الشريف حسين على توقيع بروتوكول دمشق لتأكيد عرى التعاون مع بريطانيا واشترط أن تكون الخلافة والاستقلال للعرب المسلمين، لكن عين بريطانيا كانت ترمش تجاه حليفتها فرنسا بهدف إدخال أول مشروع يقسم البلاد الشامية وبلاد العرب فجاءت اتفاقية سايكس بيكو (1916) وتم زج اليهودية تجاه فلسطين تحت حماية بريطانية وواصلوا العلاقة مع العرب عبر لورانس.

بعد احتلال فرنسا لدمشق في أعقاب معركة ميسلون 1920 بين قوات يوسف العظمة والجيش الفرنسي بقيادة الجنرال هنري غورو، تعاونت بريطانيا عبر ونستون تشرشل مع الأمير عبد الله بن الحسين لتخفيف ضغط ثورة العرب عليها فقبلت به حاكماً للأردن كما قبلت بالأمير فيصل ملكاً على العراق، وتم رفع علم الثورة ذو الألوان السوداء (العباسية) والخضراء (الفاطمية ) والبيضاء (الأموية) ومثلث أحمر عنى تضحيات الثورة والاستقلال وجبروت التاريخ العربي وعظمة الأمة العربية، وفي المقابل وهو المؤسف حقاً لا زلنا نحن العرب نغلق آذاننا لنداء ثورتنا العربية الكبرى المجيدة التي ارتحلت من وسطنا إلينا كي نوحد بلاد الشام والعرب من جديد، ولا زال نداءها ساري المفعول ولم يمت وما نراه اليوم في واقعنا العروبي مزري للغاية، فالعراق دمر ولا يزال كذلك، وسوريا دمرت ولا زالت كذلك، وليبا تحوص بلا قائد، وتونس لم تستقر بعد، ومصر تتموج تجاه العنف، وإسرائيل بكامل جسمها الغريب وسط العرب تتمسك بالاحتلال لفلسطين والجولان السورية ولتلال ومزارع شبعا اللبنانية وبنشر المستوطنات وبسجن أبناء فلسطين وتتدخل بشؤون العرب وتراهن على نشر الصداقة معهم بنفس الوقت وعلى الدفاع عن بعضهم إذا ما اندلع القتال بينهم لا سمح الله وقدر، والسودان انقسم على نفسه، وتحالف سعودي خليجي لمواجهة مد الهلالين الشيعي والأخواني، وغطرسة بترولية غازية عربية ثرية على بلاد العرب الفقيرة، ومخالب إيرانية – إسبانية في جزء الإمارات ومدن المغرب سبتة ومليلة، وطرد لحماس من دمشق ومؤامرة مستمرة على سلاح حزب الله.

يوجد أكثر من تفسير للربيع العربي المعاصر 2011 الذي تأثر بالثورة التونسية بعد حادثة محمد البوعزيزي المأساوية والتي انتهت بالإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي وكان من أسبابها الاساسية انتشار الفساد والركود الاقتصادي وسوء الأحوال المعيشية والتضييق السياسي والأمني وعدم نزاهة الانتخابات في معظم بلاد العرب، ولو بحثنا في عمق أسباب الربيع العربي هذا لوجدنا له تربة خصبة وسط العرب، من دون أن نحتاج لانطلاقة تأريخية تبدأ في دولة عربية دون أخرى فحسب منظمة الشفافية الدولية فإن حجم الفساد في الدول العربية يبلغ 300 مليار دولار أي ما نسبته 30% من نسبة الفساد العالمي، وعدد العاطلين عن العمل في العالم العربي سيصل إلى 60 مليون عاطل عام 2016 ونسبة البطالة العربية بلغت 20% وهي في ارتفاع طردي، وقابل هذه المعادة ظهور وجه جديد لسايكس –بيكو بدأنا نقرأ ملامحه على شكل شرق أوسط جديد هناك في العراق عام 2003 وهنا في سوريا 2011 وقبل ذلك وفي باقي الدول العربية التي تموجت على انغامه فيما هي دول عربية محدودة لم تتأثر بع.
لم يعد الربيع العربي يتكلم عربياً فقط، وانحرف عن مساره القومي وبدأنا نصغي لصدى أصوات تتحدث بالروسية والإنجليزية (بلهجة أمريكية) والإيرانية والصينية والفرنسية والتركية والعبرية، ولم يعد الربيع السوري يتكلم اللهجة السورية الوطنية فقط فهناك أصوات بلهجات سعودية وقطرية وسلفية ولم يعد الربيع مصر ينطق بلهجة أهل الصعيد والمينا وغيرهم فظهرت لهجات خليجية مختلفة، وربيعنا العربي الذي أصعد الإخوان إلى السلطة عاد وانقلب عليهم بعدما اكتشف عدم قدرتهم على الإصلاح من موقع الحكم بينما هم أنفسهم من أجادوا التنظير وملئوا شوارع العرب صراخاً في وجه الفساد والاستبداد، فمصل مثلاً ازدادت في عهدهم القصير غرقاً في الديون واحتاجت لـ 12 مليار سعودي وخليجي لوقف نزيف خزينة الدولة ولمنع الإخوان من الاستمرار قي قيادة ربان سفينة العرب إلى المجهول وهم الذين خرجوا من السجون وعادوا إليها، ولدعم جنرالات الجيش في تحديد مستقبل بلدهم السياسي بواسطة حكومة مؤقتة ومن ثم الدعوة لانتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة، ومصر دولة عربية عملاقة في الجغرافية والديمغرافيا ولا يمكن توقيف عقارب حاضرها ومستقبلها لدقيقة واجدة، وأكثر ما يؤرق العرب اليوم هو اندلاع قضاياهم مرة واحدة، وأخطرها هي السورية العلنية والفلسطينية التي تم الدفع بها إلى الخلف تجاه الجمود والعتمة عن قصد وعن غير قصد، والصهيونية الماكرة لا تنام وهي تعيش وتزدهر على قسمة وتشرذم العرب.
لدى روسياً قناعة أكيدة بأن بشار الأسد هو خيار سوريا الوحيد، وبأن نظامه البعثي يقع في موقع الدفاع عن النفس، وبأنه غير مسؤول عن ما يرتكب داخل أزمته الدموية من جرائم حرب وإنما المعارضة هي المدانة لدرجة اتهامها باستخدام السلاح الكيماوي محملي الصنع ولديهم تخوف من صعود بديل متطرف راديكالي. وفي المقابل روسيا غير معنية بالطريقة التي وصل فيها الأسد إلى الحكم بعد تعديل الدستور وتجميد دور حزب البعث القيادي وإقصاء نائبه الأول فاروق الشرع أخيراً لضمان الوصول لصناديق الاقتراع عام 2014 وحيداً، ولترسيخ اعمدة نظامه الملكي الجمهوري أو ما يسمى بالملكوري أي ملكي سراً وجمهوري علناً، والمعارضة في سوريا اليوم ذات ألوان ثلاثة منقسمة ومتصارعة وطنية علمانية وإسلامية تدعو لتطبيق شرع الله مثل جبهتي النصرة والشورى وثالثة تنضوي تحت لواء تنظيم القاعدة الإرهابي وهي سادية، وأمريكا تنادي برحيل الأسد سلماً أو على طريقة (ليبيا 2) وهي متخوفة من صعود بديل راديكالي أيضاً للسلطة في دمشق، وإيران قلقة على جدارها الدفاعي الأول الممثل بسوريا الدولة وحزب الله، وفي الموضوع الفلسطيني تكمن العقدة الكبرى بسبب غطرسة إسرائيل وتعاليها على حقوق الشعب الفلسطيني المناضل البطل بحكم غياب التوازن العسكري خاصة غير التقليدي بينها وبين العرب وإيران ولصالحها لذلك تجدها تتمادى في نشر المستوطنات وفي مواصلة الاحتلال واعتقال أهل فلسطين في سجونها وفي اعتبار القدس عاصمة أبدية لها وترفض حق العودة، وبسبب علاقتها المثلية والجيوبولوتيكية غير الطبيعية مع أمريكا, وبسبب تفرق العرب ومواصلتهم الاحتراب والانقسام إلى دويلات ومناطق وأقاليم، ولعجزهم عن فرض توازنهم السياسي والاقتصادي مع اكبر دول العالم المحيطة بهم والبعيدة، فإلى متى ستبقى صورة العرب لا تشبه طموحهم، وتواصل أن تكون مزرية تخجل ليس جيل اليوم منهم فقط ولكن جيل المستقبل القادم من السماء، ولا خيار ولا مخرج لإنقاذ صورة العرب من الوحل والتمزق والتشرذم غير الوحدة، ونريد لخيرات العرب البترولية والغازية وغيرها أن تنعكس إيجاباً على حياتهم وتحاصر فقرتهم (13%) وبطالتهم (28%) وأميّتهم (27%) في ظل تزايد عدد السكان إلى نحو 300 مليون نسمة، ومن التشرد جراء الأزمات السياسية المتكررة والله من وراء القصد، وهو ولي التوفيق.





  • 1 علي علاءالدين ارسلان 28-07-2013 | 12:02 PM

    تحليل رائع مع السرد الوافي لمآل الحال.لكن البخل النفطي للضغط السياسي هو المسيطر سيدي حسام .المقاله رائعه.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :