facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل هو الانحسار؟


د. محمد أبو رمان
19-07-2013 03:37 AM

في مقاله المميّز في مجلة "السياسة الخارجية" (Foreign Policy)، يجادل فوّاز جرجس ضد الفرضيات التي قفزت إلى السطح سريعاً في تحليلات سياسية عربية وغربية -هي أقرب إلى الأمنيات والرغبات- وتقول بنهاية الإسلام السياسي، وبدء العد العكسي له!

تتمركز رؤية جرجس على اعتبار أنّ ما حدث هو تقويض "المسار الديمقراطي"، ما سيعيدنا إلى "المربع الأول"؛ أي أن تتأسس عملية سياسية بدون إسلاميين. وهي طريق خطرة، لن تنجح في إيجاد حلٍّ للأزمات السياسية التي تعاني منها المجتمعات العربية، بخاصة أنّ التيار الإسلامي العريض يتمتع بشعبية سياسية كبيرة ونفوذ واسع في الشارع العربي.
لن تكون ردّة الفعل عند الإسلاميين هي بالقيام بالمراجعة الذاتية-النقدية لأخطائهم الفادحة التي ارتكبوها خلال فترة حكم الرئيس محمد مرسي، وفقاً لجرجس؛ إذ يرى أنّهم مؤمنون بـ"حتمية النصر الإلهي". وبالتالي، سيدفن الإسلاميون رأسهم في الرمال، ويحمّلون في خطابهم الجيش والعالم مسؤولية هذا الانقلاب العسكري الكبير، ويعودون إلى صفوف المعارضة واللعبة التي يتقنونها جيّداً.

يخشى جرجس من انتقال عدوى ما حدث في مصر إلى الدول العربية الأخرى التي تتمتع بحضور إسلامي في الحكومات الجديدة، مثل تونس والمغرب، ويتم تقويض التجارب الجديدة على القاعدة نفسها.

يعزّز هذا السيناريو ما يحدث من إقصاء واعتقالات بحق قيادات "الإخوان". فالإسلاميون يتقنون تماماً التعامل مع هذه الشروط والظروف؛ فهي ليست جديدة عليهم، لكنّها تسمح اليوم بعودة التيار المحافظ المتشدّد الذي يشكّك في الشراكة مع الأطراف الأخرى والقوى السياسية العلمانية، ويبرهن على رؤيته بالعداء التام مع الولايات المتحدة والغرب بما حدث من تواطئهم مع الانقلاب العسكري!

يضيف إلى النتيجتين السابقتين القيادي الإسلامي د. نبيل الكوفحي، هاجسا ثالثا، يتمثّل في الخوف من أن يفتح ما يحدث في مصر الباب واسعاً أمام الخطاب الراديكالي الإسلامي المتطرف، ليتمكن من تجنيد أعداد جديدة من الشباب الإسلامي الغاضب، الذي يرى أنّ ما حدث يدفع إلى إعادة التفكير في الموقف من الديمقراطية وصناديق الاقتراع التي يتم وأد نتائجها إذا جاءت بإسلاميين.

هذه الخلاصات المهمة يرسمها بوضوح وعمق الصديق الباحث د. خليل العناني، في مقاله في مجلة "السياسة الخارجية" أيضاً. إذ يرى أنّ "الإخوان" ما بعد الانقلاب "أعادوا إحياء رواية المحنة"، وهو المناخ الذي تعرف "الجماعة" تماماً كيف تتعامل معه!

بيت القصيد هو أنّ الوقت ما يزال مبكّراً للذين يطلقون صيحات الانتصار على "الإخوان" والظفر بالإسلاميين. بل ما تبع الانقلاب العسكري من إقصاء للجماعة، واعتقال لقياداتها، واستعداء للإسلاميين عموماً من قبل العسكر والتيارات الليبرالية واليسارية القريبة المؤيّدة، كل ذلك لن يعجّل في نهاية الإسلام السياسي، بل على العكس من ذلك، ربما يمنح الإسلاميين استراحة ومخرجاً من مأزق الحكم القاسي الذي وقعوا فيه، ولم يستطيعوا التعامل معه!
الحل العسكري أو الأمني، أو فرملة المسار الديمقراطي الانتخابي، ليسا المسار الصحيح للمواجهة مع الإسلام السياسي والتقدّم خطوات إلى الأمام، وليسا الدرب الذي سارت عليه أوروبا حتى وصلت إلى القبول الحقيقي العميق بالديمقراطية، والتمييز بين حقلي الدين والسياسة.

المعركة الحقيقية تأتي من داخل الديمقراطية نفسها، وعبر الانتخابات وصناديق الاقتراع، ومن خلال التنوير والأدب والثقافة. كل ذلك هو الذي سيؤدّي إلى تطوير حركات الإسلام السياسي نفسها، بل ويخلق إدراكا جديدا لدى المجتمعات بشأن العلاقة بين الدين والدولة والمجتمع.

m.aburumman@alghad.jo
الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :