facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إطمئنوا فالأردنيون لا زالوا على قيد الحياة


فايز الفايز
14-01-2008 02:00 AM

يحاول المسؤولون في الأردن دائما التسويق لقراراتهم .. ومن باب درء ردات الفعل ، يقومون بمحاولات امتصاصية مسبقة لما سولت لهم أنفسهم فعله في حق هذا الشعب الصابر القابض على قلبه جرّاء الجلطات ، والعاضّ على الأرصفة جرّاء الفقر ، وهذه المحاولات هي من باب الإحتياط وعلى مبدأ لا تنام بين القبور .ومحاولة تنفيس " بابور الكاز " الذي أشك ان دولة الرئيس ومسؤوليه لا زالوا يذكرونه ، يظن رئيس الحكومة وأعضاء إدارة الحكم المحلي إن تنفيسه يأتي عبر الإجتماع مع كوكبة من الصحفيين والكتاب ، وهذا لعمري من المغالطات غير المفهومة ، فكيف يتحول القلم الذي ينزف حبرا مدافعا عن الوطن والقيادة والمواطن الذي هو أساس التشكيلة الوطنية وعبر جسده تشكلت الخارطة الوطنية ؟! كيف يتحول ذلك القلم فجأة الى سكين يقطر من دم ذلك المواطن المذبوح معنويا وماديا ونفسيا ، ولو كانت القرارات المقبلة على درجة من السعادة التي يفرح بها المواطن ، فهل احتاجت الحكومة الى " حملة ترويجية " للتخفيف من آثار الأزمة المقبلة ؟ لا يعتقد العاقل ذلك !

مصيبة كبرى عندما تتحول أقلام الى أحلام ، تدغدغ سرير السلطة ، وان تتحول عقول الى فحول يمتطيها المسؤول ، وان تتحول أيدي الى قبضات تسحق الأفواه الجائعة ، والمصيبة الأكبر أن تكون السلطة هي من تحولها الى ذلك ، وهي التي ترفع شعار الحرية للقول والفعل والكتابة ـ السلمية ـ متكئة عليه كعمود من أعمدة الحقيقة التي تهدي القرار وصاحبه في دجى التخبط وعدم المصداقية في تقارير قياس الرأي العام وحصر معدلات البطالة والفقر والجريمة الناتجة عن سوء الأحوال المعيشية .

قبل أيام تكثفت الاجتماعات التي عقدها الحكام الأداريون في المناطق ذات النفوذ الشعبي المؤثر ، وعندما استفسرت من أحد المسؤولين عن طبيعة الشخصيات التي دعيت لتلك الاجتماعات فجعت بل ضحكت ، خاصة إنهم من فئة المتقاعدين من محافظين ونواب وموظفين رسميين سابقين وبعض من " المخاتير " وهؤلاء استعاضت بهم الحكومات السابقة عن فئة " شيوخ العشائر " الذين مات أكثرهم ، وهرِم من بقي منهم ، وخرجت موضة " شيوخ المستشارية " الذين لا يرون ولا يسمعون ولا يتكلمون ، يأكلون فقط .. وما تلك الاجتماعات سوى حملة للتصفيق ، تشبه تصفيق المشاهدين لنتيجة فوز فريقهم الرياضي التي يشاهدونها عبر التلفزيونات ، ليس إلا ، وهم لا يستطيعون ان يعبروا ولا يترجموا رأي وتوجه الحكومة ، ولا يقررون شيئا ضد قيام " غضبة محروقات " ، ولا حول لهم ولا قوة .

اعتقد ان أول رئيس للوزراء ابتكر رفع الأسعار ونحن نيام فيما مضى من زمن ، قام بشعوذة ما ، واحرق بخوره على رصيف الدوار الرابع ، وكتب طلاسمه على جدران الرئاسة ، ودلق الماء على بلاطها ، ولأن السحر مرتبط بالأمكنة فإن أي وزارة ترتبط بالرابع هي بالضرورة مسحورة أيضا ، وهذا يستوجب إحضار شيخ جيد لفك السحر ، وليس شيخ مجيد للصلاة على أرواح المواطنين وتلقينهم ، فلا يزال المواطن الأردني على قيد الحياة رغم موته معنويا وماديا وانتمائيا ، ورغم توصيات أطباء الحكومات لتغيير صفائح الدم التي تكسرت في وجوه أبناء هذا الوطن ، خجلا وغيضا وكسلا .

المواطن الذي يسأل لماذا تستملك أذرعة الحكومة مئات الدونمات من أجل متنزهات وتجميل المدن بينما أهل المدينة لا يمتلكون الوقت للتنفس ولا ثمن حاجياتهم ليتنزهوا ، فلمصلحة من كل هذا الهدر ؟ وهل الحل أن نحول عمان مثلا الى نسخة غير مطابقة من لوس أنجلوس أو دبي .

أخيرا .. لا يظن أي مسؤول يمرر سياسة التعويض بهدف الترويض ، انه في مأمن من عضة القلم ، فالقلم يتحول الى الم عندما يتوحد مع المعاناة ، ولا ننسى إن العديد من أصحاب المعالي والعطوفة في وطن البدو والفلاحين ، يلفظون القلم بـ " الألم " غير مدركين للعبة الألفاظ .. إذا من يريد الخير لهذا الشعب يجب أن يبحث عن وسائل لرفعته لا لرفعه على خشبة المذبح ، وان يصافحه بحرارة لا ان يصفعه بشدة ، ولننظر حولنا كيف سقطت كثير من التماثيل رغم براعة كثير من الممثلين .
royal430@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :