facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ناقل البحرين نريده المشروع المصيري للأردن يا دولة الرئيس !!


يوسف ابو الشيح الزعبي
21-08-2013 03:16 PM

في المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور قرر إطلاق مشروع ناقل البحرين( نقل مياه البحر الأحمر الى البحر الميت)، معلناً أنه سيوفر تحلية لمياه البحر بكميات تزيد على 100 مليون متر مكعب وبكلفة تصل الى 980 مليون دولار، مؤكداً بأنه سيكون ثالث أكبر مشروع ينفذ في عهد الملك عبدالله الثاني بعد مشروعي المطار والديسة. وشارحاً بأنه سيتم جر المياه من خليج العقبة الى منطقة الريشة ، حيث سيتم فصل المياه، بحيث تذهب المالحة لتصب في البحر الميت وتسهم في المحافظة على منسوبة من التناقص الخطير، في حين سيتم ارسال المياه العذبة الى عدة محافظات من المملكة.

دولة رئيس الوزراء الذي أكن له كل إحترام وإعجاب، ولعلي اتفق معه بأغلب القرارات والإجراءات الإقتصادية المهمة والصعبة التي اتخذها منذ توليه زمام مسؤولية رئاسة الوزراء بما في ذلك غير الشعبية منها التي مست الطبقات الفقيرة والمتوسطة لكن كان هدفها نبيل بالحفاظ على الوطن والمركب سائر بأمان في ظل الامواج المتلاطمة من حولنا ، لكني هنا اجد نفسي منزعجاً وغير مرتاح من إختزال مشروع ناقل البحرين العظيم والمصيري لمستقبل الدولة الأردنية ، بسبب حجم الفائدة المحدودة العائدة على الوطن جراء تنفيذ المشروع بهذه الطريقة، وحتى بإعتراف دولة رئيس الوزراء نفسه بأن أهمية المشروع ستكون في المرتبة الثالثة بعد مشروعي المطار والديسة .

وعلى الرغم من اهمية هذين المشروعين إلا اني اعتقد بأن لا قيمة استراتيجية لهما من حيث توفير درجة الأمان الإقتصادي والمعيشي للمواطنين على المدى المتوسط والبعيد، بل أجزم بأن لا مشروعاً اقتصادياً استراتيجياً مصيرياً ومفيداً قد نفذ او سينفذ في الاردن كما هو الحال اذا تم تنفيذ مشروع ناقل البحرين وكما خطط له في البداية دون إختزاله.

فمشروع ناقل البحرين المكتمل وغير المختزل وحسب دراسات وآراء الخبراء والمراقبين سيزود الأردن بحاجته من المياه بنحو 850 مليون متر مكعب مع استكمال تنفيذ مراحله في الاراضي الاردنية خلال مدد زمنية لا تتجاوز عام 2025 وبنفقات مالية تقدر بـ 8 مليارات دولار يحصل الأردن على معظمها من المساعدات والمنح والتمويل الدولي، ذلك أن الأردن يعتبر من افقر دول العالم في مجال المياه وتقل حصة المواطن عن 145 متر مكعب في السنة وهو اقل من معدل الفقر العالمي للمياه بنحو سبع مرات والمقدر بنحو 1000 متر مكعب للفرد سنوياً، وقد جرب الاردن كافة الحلول والمحاولات لزيادة قدرته المائية من خلال انشاء السدود وشق القنوات والاستفادة من مياه الامطار ومخزون المياه الجوفي الذي اصبح يتناقص بشكل خطير ولم يجد الاردن ظالته ولن يجد حلا لمشكلته الى الآن.

يتلازم مع هذه الأهمية الإستراتيجية للمشروع في تزويد البلد بالمياه الكافية، حصوله على طاقة كهربائية كبيرة ستحد بشكل معقول من معظلة الطاقة في الاردن وبالتالي انزال الرحمة على جيوب المواطنين المهترية جراء ارتفاع الضرائب والتضخم الناتج عن تأثير الطاقة على ارتفاع اسعار السلع والخدمات .

لقد نبه الدكتور باسل برقان وهو أحد الخبراء المختصين خلال مشاركته بندوة جامعة البلقاء التطبيقية بتاريخ 5/10/2011 من خطورة الوضع المائي الأردني واستعرض قائلا بأنه بالرغم من أن مياه الديسة سوف توفر فائضاً حتى عام 2020 ولكن ستعود بعد ذلك الحاجة الى ضخ المياه الجوفية مرة اخرى والتي هي بتناقص شديد ، لذلك فإن الحاجة مساة الى مشروع ناقل البحرين بحيث يتم تنفيذه لسد حاجة الاردن من المياه ، وفي نفس الوقت " انتاج المئات وربما الألاف من الميغاواط من الطاقة الكهربائية" ويشرح ذلك من خلال نقل مياه البحر الاحمر عبر انابيت الى أعلى نقطة بالصعود وهي على ارتفاع 220 متر وبطاقة دفع عالية، ومن ثم تسال المياه وتهبط 640 متر بالانابيب وعند نهاية وصول المياه الى البحر الميت يمكن أن تتفرع على عدة خطوط ليتم تركيب على نهاية كل خط توربينات لتوليد الكهرباء. وبذلك يمكن انقاذ البحر الميت كما يمكن الاستفاده من مسار المياه في انشاء البحيرات والبرك والمنتجعات السياحية.

لا أعرف دولة الرئيس ما الاسباب وراء اختزال مشروع ناقل البحرين العظيم الى هذا الحد من الفائدة المحدودة!! لكني من خلال متابعتي عبر السنوات الماضية وجدت صراع قوي بين مسؤولي برامج الطاقة التقليدية والحديثة في الاردن وراء فرض مشاريعهم وأهميتها بشكل مضلل للرأي العام وصانع القرار معاً وبعيداً عن المصلحة الوطنية، وأجد نفسي متفق مع ما طرحه الخبير الدكتور باسل برقان بوجود لوبي نووي وراء إضعاف مشروع ناقل البحرين ومن عندي اختزاله وربطه بشكل تابع لبناء مفاعلات نووية اردنية وذلك لحاجته في مراحله المتقدمة الى الطاقة المتولدة عن طريق المفاعلات النووية وذلك لإعتماد طريقة القنوات المفتوحة لانشاء اللاجونات والمشاريع السياحية بدلا من طريقة الانابيب والتوربينات الكهربائية عند مدخل البحر الميت ، فكان المفترض ان يحدث العكس من حصول المفاعلات النووية على المياه اللازمة في اي مكان تقام فيه المفاعلات بالاردن من خلال مشروع ناقل البحرين.

لكن يبدو ان الجهة التي تروج الى الطاقة النووية ( ان كانت اردنية او ليست بذلك) استطاعت في عام 2007 ان تضع مخططها "النير!!" على مشروع ناقل البحرين وتخطف ذريعة عالمية لانقاذ ارث تاريخي وسياحي وبيئي وثقافي واقتصادي في البحر الميت.

لقد تحمل الوطن وابنائه الأبرياء بما لا يطاق، وانتفخت جيوب الفاسدين بالمال الكثير على حساب جيوب الفقراء الضعفاء ودون فائدة ، بل على العكس حمّل هؤلاء المضللين والفاسدين الوطن بالديون واتخموا موازنته بالعجز وأضحى المستقبل قاتم لا أفق فيه، وكلما تمسكنا ببصيصاً من الأمل قالوا لنا انه صعب المنال وغير ممكن ونصحونا بإستخدام نعمة النسيان.

هذا الوطن يا نشمي كأنه مركباً فارغاً من الامتعة والغذاء يسير طويلاً وسط المخاطر بحمد الله وبصبر أهله الصادقين ، يحاول أهله ان يعبروا به الى بر الامان فهو مبتغاهم وجل همهم ، فهل هذا ممكن مع وجود كل هؤلاء المنظرين والمتربصين الذين يدقون الاسافين لثقب المركب والاطاحة به؟! ليس لهم هماً به حيث تتنظرهم مراكب فارهة أخرى ستقلهم الى عالم على شاكلتهم.

لقد تحملنا ديوناً كثيرةً لا علاقة لنا بها ودون داعي ومبرر ، فآن الأون ان نستفيد من المنح الدولية والخليجية وحتى القروض الميسرة لتنفيذ مثل هذا المشروع المصيري غير المختزل، وعندها ستدخل الطمأنينة والراحة نفس كل مواطن شريف لأنه سيقول في قرار نفسه بأن سبب دَيني ووضعي الحالي المؤقت هو تدعيم وأعمار بيتي وتأمين أبنائي بحياة كريمة ومستقبل واعد ومشرق.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :