facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الغوطة – رابعة، وحدة المنطلق والمصير


عادل حواتمة
25-08-2013 09:48 PM

كانوا يوما ما شعباً واحداً للجمهورية العربية المتحدة يتبعون لنظام واحد ما لبث أن انشطر لنظامين، استقرت فيهما العقلية العسكرية المتحجرة إلى أن اصطدمت بمن آمن بربيع المرحوم " البوعزيزي" الذين حملوا على عاتقهم ضرورة التحول عن تقليدية الحياة وكلاسيكيتها إلى التنعم بنسائم الكرامة الإنسانية الحقة. كانوا سلميي الحراك ومحليي الدافع، لم يعتقدوا للحظة أن السلطة تمثل كل شيء في حياة حاكميهم حتى لو تكلف الأمر إبادتهم.

يجمع بين مجزرتي الغوطة السورية ورابعة المصرية أكثر ما يفرق بينهما، فالبداية من هناك من تونس فكان الهوى مغاربياً في إطار ما يسمى بالربيع العربي، فأعداد ضحايا المجزرتين تكاد يكون واحدة في حدود 1300- 1400 قتيل وبأيدي الجيش في كلا البلدين، وتم اختيار اليوم ذاته الأربعاء صباحاً من بين أيام الأسبوع في تسلسل زمني متقارب، كما أن ضحايا المجزرتين تمت شيطنتهم وعملنتهم بالخارج كمبرر تمهيدي للقضاء عليهم. ومما يقرب المجزرتين أكثر تلك المواقف العربية والدولية الخجولة والمخزية والتي تساهم بشكل أو بآخر في زيادة المناعة لدى المشاهد العربي ضد أي نوع من الدهشة أو التأثر في إطار تدريب مشاعره على الفتور والإستكانة.

الكل يعاقب بإطار ما يسمى الربيع العربي - القبليون والبعديون - من حققوا ربيعاً ثم اصفّر، ومن كانوا يتوقون لتحقيقه. وهنا نجد أنفسنا أمام حدثين متشابهين لمسبب واحد في ظل وجود اختلاف مرحلي، وبيئة متشابهة. والسؤال هنا ما دامت النتيجة هي واحدة قبل الربيع العربي وبعده؛ المزيد من القتل والدمار فأين يكمن الخلل ؟ وما جدوى الربيع العربي اذاً ؟.

للإجابة على هذا السؤال لابد بداية من التأشير على حالة رابعة المصرية، سيما ونحن نركز أكثر على مفارقات الربيع العربي وإفرازاته بإعتباره مرحلة تحققت مصرياً في ثورة 25 يناير المتآكلة شكلا لا مضموناً . ولعلّ النقاط التالية تلخّص الخلل الذي أصاب تركيبة مرحلة ما بعد مبارك ممثلة بفترة الرئيس مرسي دون المرحلة الإنتقالية التي أدارها الجيش بزعامة المشير طنطاوي.

أولاً :- هناك رغبة بعدم الإستقرار الثوري المصري داخلياً وخارجياً، القصد منها إرهاق الدولة المصرية سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً؛ وإقناع العامة بأن الأوضاع أفضل قبل الثورة المصرية منها بعدها، تجلّى هذا واضحاً في سياقات نخبوية وإعلامية بعد الإفراج عن مبارك.

ثانياً:- غياب واضح لمبادئ الديمقراطية - إيماناً وممارسةً - ورفض الآخر، في ظل أجواء مليئة بالتشدق الديمقراطي، وهذا يدلل على عدم عراقة ورسوخ الديمقراطية في مصر بل يؤكد عدم تأثر البيئة المصرية بالتداعيات الديمقراطية للربيع العربي.

ثالثاً:- عدم الكفاية السياسية اللازمة للاعبين الجدد؛ فثمة بون شاسع بين خبث السياسة وطهارة الدين، فالثقة والطيبة لا مكان لهما في مجتمع لوّنته السياسة رمادياً ووجهته مصلحياً و حولته انتهازياً.
رابعاً:- غياب القوة المادية التي تحمي الحق والديمقراطية، وتكريسها للإنقضاض على كل من يحاول سرقة الأضواء منها، عن طريق خلق واقع وهمي يحفّز على المقاومة المبررة والمشروعة.

من الواضح إذن أن الخلل لا يكمن في ذات الربيع العربي كمحتوى و أثر ، بل في التكييفات المتصلة بتشكيله، وطبعه باللون الأخضر أو الأحمر تسلسلاً قيادياً وشعبياً ونخبوياً. وعدم القدرة على التفاعل مع حيثياته نتيجة الغباء السياسي والإنغلاق الفكري . ومدى تفاعل العامل الخارجي التوظيفي اقتراباً وابتعاداً من مستقبليات افرازات الربيع العربي.

adel.hawatmeh@gju.edu.jo





  • 1 زياد الشخانبة / وكالة الانباء(بترا) 26-08-2013 | 02:11 PM

    ابدعت استاذ عادل وتحليلك واقعي


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :