من المطار إلى "الدار" حيث "أم العيال" برفقة غريب
29-08-2013 03:09 PM
عمون - أنس علي – سنوات الغربة عادت بـ "س.ب" محملا بالأشواق القاتلة، فمن أرض المطار الى غرفة نوم الدار، التي وجد فيها أم العيال تنام قريرة برفقة غريب لا يعرفه، وابنته ذات الخمسة أعوام تنام قريرة الى جانب خيانة والدتها.
الطفلة ريناتا قتلت على يده، في لحظة ظن فيها انها ليست من صلبه، وأن الغربة وشقاء السنين لها ولإخوانها ولوالدتها قتلت على مقصلة الخيانة الزوجية التي صارت "موضة" عند الطرفين.
انشغال الزوج عن أبنائه وزوجته وغيابه عنهم لتحسين أوضاعهم الحياتية، أثار بحسب محللين مشكلات طعنت سكاكينها جسد الأسرة الواحدة لتشوه جمال ألفتهم وتقطع حبل وصالهم، فالزوج يعتبر صمام الأمان للأسرة يحميها ويخلق داخلها جو الأمان والسكينة والطمأنينة والألفة.
وعن مدى تأثير غياب الزوج على الأسرة بشكل عام وعلى الزوجة بشكل خاص ومن ثم على الأولاد بالترتيب أكد الدكتور محمود السرطاوي أستاذ الشريعة في الجامعة الأردنية وأخصائي في الأحوال الشخصية أن مسؤولية الرجل لا تكمن في توفير الطمأنينة للأسرة وإنما وجوده يوفر الرعاية للأبناء وللزوجة وأن الأصل أن تكون الأسرة ملتمة.
وقال السرطاوي لـ عمون "إذا انتقل عمل الرجل إلى مكان ما ينبغي على الزوجة أن تنتقل معه لاستكمال عوامل وجود المودة والسكينة بينهما"، وزاد "إذا وجدت ظروف حتمت على الزوج الابتعاد عن أسرته لا بد من اتخاذ وسائل تعمل على تحقيق الرعاية ووجود السكينة وأولى هذه الوسائل هو الأهل كأن تقوم الأسرة الممتدة من الطرفين (الزوج والزوجة ) بالاشراف على شؤون الأسرة.
وبين السرطاوي أن الوسيلة الثانية لتحقيق الرعاية هي الوازع الأخلاقي والديني، مؤكدا عدم جواز توجيه الاتهامات وأن المرء يجب أن يكون سليم الصدر أي أن الأصل في الانسان أن يكون سليماً وحسناً.
وأضاف السرطاوي "هناك الكثير من أبنائنا من يعمل في الخارج لتوافر فرص عمل تغير حاله للاحسن ولا يجوز أن نشكك أو نوجّه الاتهامات الأخلاقية للزوجة بحجة غياب الزوج ومع ذلك لا بد من الاشارة بأنه إذا غاب الزوج عن زوجته يجب أن تكون المدة محددة".
واستذكر السرطاوي قصة سيدنا عمر بن الخطاب عندما مر بإحدى الطرقات وسمع امرأة تنشد أبياتاً تصف بها لهفتها على زوجها الغائب فسأل عن زوجها فوجده بالغزو ثم سأل كم تصبر المرأة عن زوجها فقيل أربعة أشهر فأمر بإعادة الغزاة بعد كل أربعة أشهر.
وشدد السرطاوي في نهاية حديثه أن المحافظة على التواصل الاجتماعي والتربية الأخلاقية والدينية هي من تحافظ على ضبط الأسرة من جميع النواحي.
غير أن أخصائية العلاقات الأسرية الدكتورة نجوى عارف رأت ان غياب الاب والزوج عن ابنائه وزوجته له آثار سلبية على الصحة النفسية للأبناء وللزوجة وعلى سلوكيات الابناء والزوجة سواء كان غياباً نتيجة العمل لساعات طويلة أو غياباً نتيجة السفر.
وزادت "الأب له دور مهم وضروري في حياة الابناء فهو الذي يمثل عنصر الامان، وهو الذي يساعد في الهوية الجنسية للأبناء الذكور وغيابه يسبب فجوة في العلاقة بين الابناء والأب ولن يكون له تأثير عليهم سواء في سلوكياتهم او قراراتهم او قيمهم ومعتقداتهم".
وحول العلاقة بين الزوج بالأبناء قالت نجوى "قد ينظر للزوج على انه المورد المالي فقط وبالتالي تصبح العلاقة بينهما علاقة مادية وقد يستغل الابناء هذا الجانب اسوأ استغلال".
وزادت "نلاحظ في كثير من الحالات ان الاب "للأسف" يحاول ان يعوض عن غيابه وتقصيره في حق الابناء بصرف المبالغ المالية وهو ما لا يتفق مع اعمارهم احيانا وهذا بالتالي يسيء الى تربية الابناء، وقد يحاول التعويض عن غيابه وتقصيره أيضا خلال تواجده النادر بأن يسمح ببعض الامور او يكسر بعض قوانين الام التي وضعتها للابناء في غياب الزوج فيدلل الابناء بطريقة غير سليمة مما يعود على الابناء بالضرر.
وعن تأثير غياب الزوج على الزوجة بينت عارف أن الزوجة في هذه الحالة تتعود على غياب الزوج فتجدها تعودت على انها سيدة البيت كاملا وصاحبة القرارات ومسؤولة عن نفسها كليا وبالتالي وجوده يسبب لها اختلال في العلاقة واختلال في الادوار الزوجية، ومع الوقت والزمن يصبح غيابه افضل من حضوره، او لنقل " وجوده او غيابه سيان " وإحساس الزوج بأنه غير مهم وغير ضروري في حياة زوجته يخلق عنده الاحساس بعدم الاهمية، بل احيانا وجوده وتدخله الذي لم تتعود عليه يسبب لها الضيق وتنشا الكثير من المشاكل بينهما، كما أن غياب الزوج نتيجة انشغاله بالعمل يسبب برود وفتور في العلاقة الزوجية وأحياناً نتيجة هذا الفتور والبرود قد تؤدي إلى الخيانة الزوجية.
وعن حلول المشاكل التي قد تقع بين أفراد الأسرة نتيجة غياب الزوج ترى أخصائية العلاقات الأسرية أنه من الافضل والأصح ان يتم تنظيم وقت الوالدين والأزواج وأن يتم تخصيص وقت محدد للأسرة وآخر للزوجين.
وزادت "اذا اضطرت الاسرة لغياب الزوج فمع التقدم التكنولوجي لابد من ان يخصص وقت يوميا يتحدث به الزوج والأب مع زوجته ومع ابنائه وجها لوجه ليعرف ما يمر بهم من احداث ومشاكل ويعطي رأيه او قراره في امورهم الحياتية بحيث يشعر الجميع بتواجده ومتابعته للامورهم الحياتية، ولا يكون الغياب لفترات طويلة بل الافضل تواجد الاسرة معا اينما تواجد رب الاسرة وألا يكتفي بالتواصل من خلال الرسائل المكتوبة".