facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مذكرات سياسية أم حكايات صيفية


عمر كلاب
04-10-2013 03:19 AM

فجأة اكتشفت شخصيات سياسية وعسكرية ان المكتبة العربية تخلو من كتابة المذكرات وفجأة انهمرت المذكرات على السوق وعلى المواقع الإلكترونية العربية , وكأن العرب عادت لهم الذاكرة من جديد بعد مرحلة زهايمر سياسي , والغريب ان معظم المُتذكرين ماتت اجيالهم ولا نقول انهم شباب قادتهم ارجلهم الى الغربة .

كتابة المذكرات ليست طقسا عربيا ولا يوجد في ذاكرة المكتبة العربية مثل هذه المؤلفات الا ما ندر , على افتراض ان كتب الرحلات او سيرة الرحّالة جزء من الذكريات , فالكثير من القادة العرب والسياسيين مضوا دون مذكرات , ومعظم القادة العرب رحلوا عن الدنيا إما بالبيولجيا أو بالاغتيال , ولا تحتفظ الذاكرة السياسية برئيس سابق واحد الى ما قبل الربيع العربي الذي انتج رئيسا مخلوعا او هاربا او اسيرا , ولمن سيقول عن سوار الذهب وتجربته نقول انه رئيس مؤقت قاد انقلابا وخرج ولكن يسجل له انه صادق الوعد بترك الرئاسة .

معظم المؤلفات العربية في هذا المضمار هي رواية لسيرة حياتية , لكن المذكرات بالمعنى الذي نراه في الغرب مفقودة , وحتى الجديد منها مشكوك في صحته للسبب السابق اي وفاة المشاركين او شهود العيان , فمثلا ما زالت اسرار حرب اكتوبر التي نحن بصدد ذكراها الأربعين غائبة وتُروى كسيرة ابي زيد الهلالي دون تحليل مضمونها بوصفها حرب تحريكية للوصول الى كامب ديفد او بطولات خارقة كما ترويها كتب السيرة المتأخرة رغم انها لم تثمر عن تحرير شبر واحد من الاراضي المحتلة .

ثمة محاولة في هذا المجال تقارب العقل العربي الذي يميل الى المُشافهة قادتها قناة الجزيرة عبر برنامج شاهد على العصر حيث يروي الشاهد تجربته ويحاكمها هو هو ويحكم عليها بنفسه , دون استماع لاقوال باقي الشهود اما للوفاة او لسبب لا نعلمه وتعلمه القناة , وربما كان البرنامج اكثر انتاجية لو تمت محاكمة الشهادة على العصر من مراقبين كانوا في تلك الفترة او من مؤرخين لتلك الفترة فثمة روايات تفتقر الى المعقولية يرويها الشهود دون محاكمة او تمحيص , مثل ما يرويه احد الشهود عن امساكه بكتف الاستاذ ميشيل عفلق وزجره بقسوة , ولو تم هذا الفعل لما كان الشاهد على قيد الحياة .

وهذا اخرج البرنامج عن سياقه بدل ان يكون شهادة على العصر الى سياق حديث الرواة وهو فن اتقنه العرب لاحقا , حيث يقوم الراوي بتأليف قصائد وينسبها الى شعراء مشهورين, ووصل الامر الى حد وضع الاحاديث على لسان النبي -عليه افضل الصلوات- , بل ويتحول بعض الشهود على العصر والمُتذكرين الى حكائين اكثر منهم شهودا , فيرفعون هذا ويغفلون عن ذاك او ينسبون لأنفسهم ادوارا لم يلعبوها او تمنوا لعبها .

في العالم الغربي يكتب الساسة مذكراتهم عقب خروجهم من المنصب مباشرة , فيكون الزمان حاضرا بشخوصه وشهوده , اما الاسهال الذي اصاب بعض العسكر والساسة في دول الربيع العربي لإحياء المذكرات بعد رحيل كل الشهود فهو مؤشر سلبي اكثر منه مؤشر ايجابي , لأن من يكتب يأمن من الرواية البديلة او النقيضة فيكتب براحته , بحيث اصبحت المذكرات تزويرا للتاريخ بدل ان تكون محاكمة عادلة لمرحلة تاريخية .

لا ينقص الحالة العربية مزيدا من التشويه والاحاديث الموضوعة بقدر ما ينقصهم معرفة التاريخ بتفاصيله للوصول الى مستقبل اكثر امنا , وحاجتنا الى مذكرات محكمة بدل حاجتنا الى روايات يتناقلها الحكاؤون في ليالي السمر الصيفية .
(الدستور)





  • 1 محمد 04-10-2013 | 10:05 PM

    نعتذر...


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :