facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عيد العرب بلون الدم


سمير حجاوي
16-10-2013 12:45 AM

في عيد الاضحى ينتظر المسلمون الفرح، ويتطلعون إلى ساعات من الحبور والسرور، فهذا العيد مرتبط بشعائر تربط الدنيا بالأخرة، وتربط الانسان بخالقه، فهو عيد للتضحية في سبيل، عيد تراق فيه دماء الاضاحي تقربا إلى الله تعالى، كما فعل ابراهيم عليه السلام، وكما فعل رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.. عيد تتقارب فيه الافئدة وتبتعد ولو لهنيهات عن الكد والكدح والتعب والشقاء، وتتجه الانظار إلى بيت الله الحرام وإلى جبل عرفات حيث يتضرع الحجاج إلى المولى عز وجل بطلب الخير والمغفرة والجنة، وان يعود كل واحد كما ولدته امه بلا خطايا او اخطاء، ليفتح صفحة جديدة في الحياة عنوانها الامل والرجاء بما هو افضل واجمل واكثر سعادة.
ولكن للأسف فان واقع العرب والمسلمين يغرق في وحول الدماء والدموع، وبدل ان تصطبغ الارض بدماء الأضاحي تقربا إلى العزيز القدير، تسيل في دماء المسلمين في الشوارع والميادين كالأنهار في سوريا والعراق ومصر وفلسطين والصومال وافغانستان وباكستان واليمن وميانمار "بورما"..
يحل عيد الاضحى بينما يعاني الشعب السوري من القتل والارهاب على يد نظام مجرم بلا اخلاق ولا قيم.. نظام قتل حتى الان ما يزيد عن 120 الف سوري وجرح ما يزيد عن نصف مليون اخرين، وعاث في الارض فساد، واهلك الحرث والنسل، وحرق البيوت والمزارع، وقصف الابرياء بالأسلحة الكيميائية، وارتكب 500 مجزرة دامية لم تشهد لها البشرية مثيلا من حيث الكثافة في فترة زمنية قصيرة قتل الاطفال والنساء دون ان يحاسبه احد على جرائمه.
وفي مصر صبغ الجنرالات الانقلابيون وحلفاؤهم العلمانيون الليبراليون واليساريون والقوميون الميادين بدماء المصريين المدافعين عن الحرية والكرامة والعدالة والشرعية، الرافضين لحكم العسكر والفلول واذناب الغرب والاموال القذرة.. هؤلاء الانقلابيون الدمويون ارتكبوا مجازر ارهابية عند الحرس الجمهوري والاسكندرية وميدان رابعة العدوية والنهضة وجرفوا الجثث بالجرافات وحرقوا جثث الشهداء ونقلوها إلى اماكن مجهولة، واعتقلوا اكثر من 15 الف انسان من معارضيهم.
يحل العيد ولا تزال فلسطين تحت الاحتلال، وقطاع غزة تحت الحصار الخانق من قبل اليهود الاسرائيليين والانقلابيين المصريين، حصار حول غزة إلى قفص او إلى اكبر سجن في الهواء الطلق دون ان يحرك العرب او العالم ساكنا من اجل رفع هذا الحصار الظالم..
فلسطين لا تعاني من الاحتلال اليهودي الاسرائيلي الصهيوني فحسب، بل تعاني من سلطة تسلطت عليها، سلطة لا تمثل ارادة الشعب الفلسطيني وتطلعاته، سلطة يتباهى رئيسها محمود عباس ميرزا بانه ينسق مع الكيان الاسرائيلي بنسبة 100 في المائة و يتنازل عن حق العودة ويعزي بالحاخام اليهودي المتطرف المتطرف عوفاديا يوسف الذي لا يرى "العرب اكثر من صراصير يجب ان تسحق او توضع في قنينة"، يقدم التعازي به ولا ادري ما الذي يربط بين عباس ميرزا وهذا الحاخام البغيض.
يأتي العيد والعراق يرزح تحت حكم طائفي بغيض، يحكم فيه الشيعة الخناق على بلاد الرافدين، التي تحولت إلى مسلخ مفتوح، فلا تكاد تمر ساعة ان انفجارات وقتلى وجرحى واعدامات.. طائفيون خربوا العراق واحالوه إلى رماد وخرب ويباب..
لا نذكر العراق في عيد الاضحى الا ونتذكر اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين يوم العيد.. رئيس مسلم يعدم صبيحة يوم العيد من قبل اناس قالوا ان هذا العيد ليس عيدنا، انه عيدكم، ولا يعنينا في شيء .. انهم يقولون "لكم رب ولنا رب ..فربكم غير ربنا" .. هل يمكن ان يمحو التاريخ هذه الذكرى، وهل يمكن ان ينسى المسلمون دماء رجل اعدم في يوم كان يفترض ان يكون يوم فرح .. التاريخ لن ينسى ذلك.
كثيرة هي الهموم في عالمنا العربي، ونكذب على انفسنا وعلى الاخرين اذا اغفلنا النظر عما يجري حولنا وعما تعرض له، فالعالم العربي يعيش تحت وطأة الفقر والفاقة والبطالة والحرمان والاستعباد والطغيان والقتل، دماء تجري في الصومال دون ان تثير انتباه احد، وطائرات امريكية بلا طيار تقنص الرؤوس في اليمن، وقتل بلا معنى في ليبيا واحتراب حتى الاختناق في لبنان.
يحل علينا العيد واعلامنا سادر في غيه، مستمر في ضلاله وكذبه، تنفق عليه الملايين من اجل التزوير والكذب والتلفيق، يستخدم ضد الامة بدل ان يستخدم لصالحها، وهذا لعمري في القياس عجيب.. الامم تستخدم اموالها واعلامها من اجل مصالحها وخير ابنائها، وحكوماتنا تستخدم اموالنا من اجل تمويل الانقلابات وعرقلة سعي الشعوب العربية نحو الاستقلال والحرية.
هذا هو الواقع المر الذي نعيشه، وهو واقع نامل ان يتغير وان تنجح العرب بتخطيه إلى الافضل، رغم الصعوبات الكثيرة ..
لكن وعلى اية حال نفرح بالعيد ونفرح بالتقرب إلى الله .. وكل عام وانتم بخير، وتقبل الله طاعتكم ونصر الامة العربية الاسلاميين على اعدائها من الداخل والخارج.
hijjawis@yahoo.com





  • 1 مملكة ... 16-10-2013 | 03:06 AM

    نعتذر...


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :