facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دبلوماسية ركيكة .. و"لا تعرف" أيضا


باسل الرفايعة
27-02-2007 02:00 AM

ماتت جدتي قبل أكثر من 20 عاما، قبل أن تسمع بشبكة "الانترنت"، ولم تكن تعرف شيئا عن الحرب الباردة، ولا عن اتفاقية "كامب ديفيد"، ولكنها كانت تعرف، وبكل ثقة، أن هناك خلافات أردنية – سورية عميقة، وأن توحيد المناهج، واللقاءات الرسمية الحميمة في مطالع ثمانينات القرن الماضي، ليست أكثر من قشرة، ستسقط بعد سنوات قليلة، لتتكشف مؤامرات ومحاولات اغتيال، وتتسع حفرة الانهدام بين البلدين "الشقيقين"!كذلك، فإن الرعاة في أعالي جبال الأردن، وفي سهوله، ومعهم الفلاحون يعرفون أن الأردن وسورية على خلاف عميق، حتى أن كثيرا منهم يعرف اسماء سورية على صلة بالحذر المتبادل، مثل علي دوبا، ومن بعده آصف شوكت، واسماء اردنية ايضا في المؤسسة الأمنية المقابلة، ويعرف كلّ بقّال أن المراقب العام للإخوان المسلمين السوريين علي صدر الدين البيانوني أقام في عمان سنوات طويلة، وأن ذلك لم يكن مفرحا لدمشق، إن لم يكن سببا رئيسيا للنقمة والحنق المسكوت عنه في اللقاءات البروتوكولية!
ويعرف كثير من المارة الذين يتوقفون قليلا عند كشك حسن ابو علي في وسط عمّأن، لمطالعة عناوين الصحف المحلية والعربية أن العلاقات بين الجارين "الشقيقين" يشوبها توتر متزايد منذ مؤتمر مدريد، إذ أن دمشق اعتبرت ان توقيع معاهدة وادي عربة بعد ذلك مع اسرائيل، أضرّ كثيرا بمسارها التفاوضي، لتكن بعدئذ حرب مستترة، يتصاعد دخانها عبر شحنات أسلحة، وتراشق سياسي وإعلامي موسمي، وحديث أردني متلعثم في الحقوق المائية، يقابله استعلاء سوري متواصل!!
لكن الناطق الرسمي باسم الحكومة، لا يعرف بذلك، وينفي بقطعية يُحسد على اتقانها "عدم وجود خلافات بين الأردن وسورية، تتطلب المصالحة بينهما" ويؤكد في إطلالته الأسبوعية السعيدة على الصحافيين أن الأمر يتعلق بقضايا "يتم التشاور حولها".

العلاقات بين الأردن وسورية تتطلب مصالحة تاريخية، تسبقها مصارحة سياسية شاملة، ومن مصلحة البلدين أن يحدث ذلك، والمسؤلون في المطبخ السياسي السوري لا ينكرون أن العلاقات سطحية تماما، وأن اجتماعات اللجنة العليا المشتركة السنوية تهدف الى متابعة قضايا فنية، وتصريف أمور لا بدّ منها بين الجارين، لكنّ هناك "مشكلة حقيقية".
انكار الناطق الرسمي وجود خلافات يتصل بدبلوماسية ركيكة، ويعكس أداء سياسيا ضعيفا، يساهم في إحساس الأردنيين بأن الحكومة غير قادرة على الدفاع عن مكانة بلادهم الخارجية، مثلما هي تخفق يوما إثر آخر في إدارة شؤونهم الداخلية!

ومن المثير للحزن الشديد أن الناطق الرسمي أقرّ ايضا بأنه "لا يعرف" شيئا عن اجتماع عقد قبل اسبوع في السعودية، ذكر فيه وزير الخارجية الماليزي سيد حامد أن منظمة المؤتمر الاسلامي وافقت على اقتراح بقطع أو تجميد العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل، ردا على انتهاكاتها لحرمة المسجد الأقصى؟!

baselraf@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :