facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خطاب الحناجر .. وخطاب الخناجر .. !!


حسين الرواشدة
06-12-2013 03:57 AM

لم استطع أن أهرب من المقارنة بين خطابين واظبت على متابعتهما على مدى السنوات الماضبة لإخواننا الاسلاميين في بلادنا وفي عالمنا الاسلامي ايضا: احدهما خطاب تردد على ألسنة الكثيرين منهم ممن أتيح لهم فرصة الخطابة في وسائل الاعلام او على المنابر او القاء الدروس والمحاضرات في المساجد والندوات وغيرها، ومضمونه يبعث على الاحترام والاعجاب فعلا، كانوا يتحدثون عن قيم الاسلام وفضائل الاخوة والوحدة، وأولويات الاصلاح والمراجعة، ومعاني الصبر والحكمة وأدب الاختلاف، وكان الجمهور - بالطبع - يتلقى هذه الدروس من اخوانه الدعاة و الخطباء بمزيد من القبول والاحترام.. وكنت اعتقد ان رسائلها وصلت وأثرت في النفوس، والعقول ايضا.

اما الخطاب الآخر، فكان ميدانيا وعمليا بامتياز، ولانه من النوع الذي يبث على الهواء مباشرة فقد وصل سريعا الى اكبر قاعدة ممكنة من الناس، اما مضامينه فكانت مفجعة ومخيبة للآمال: تراشقات بين اخوان الدعوة الواحدة، وصراعات داخلية غالبا ما تنتهي الى ازمات غير مسبوقة، واتهامات متبادلة بين الاجنحة والتيارات وتلويح بالاستقالات والانشقاقات، ومحاولات للاستئصال والالغاء ...، انها باختصار تمرين عملي لخطاب معكوس، يدعو الى التشرذم والاختلاف المذموم ويحض على الفتنة ويتعارض مع قيم الصبر والحكمة والدعوة بالتي هي أحسن، ويتناقض تماما مع خطاب المنابر الذي اشرنا سلفا إليه.

الناس في العادة ليس لديهم وقت لقراءة الافكار المكتوبة والادبيات وسير التاريخ، ولا يملكون القدرة للحكم على ما يقال،فكل ذلك يبقى ناقصا ومجروحا ومشكوكا فيه، ما لم يكتمل بالفعل والممارسة، الناس يتفاعلون مع الحدث الذي يتحرك امامهم اكثر مما يتفاعلون مع الخطب التي يسمعونها، أوليس الاقتناع بحاجة الى برهان قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين، وهذا ما حدث فعلا لمن شاء مضطرا ان يقارن بين افعال الدعاة في الميادين العملية، وبين خطابهم على المنابر او على صفحات الجرائد، واعتقد انها كانت مقارنة مشروعة، خسر فيها الدعاة اكثر مما ربحوا، وخسرت فيها الدعوة وحركاتها أكثر مما ظن اخواننا الحريصون عليهما.

كنت أتمني ان تكون عودة الاسلاميين الى مشهدنا العام مناسبة للقاء القلوب، وصيام الألسن عن التصريحات والتسريبات التي تفرق ولا تجمع، وكنت اقول في نفسي: ألم يجنهد اخواننا - في كل مناسبة - باعطائنا ما يلزم من دروس ومواعظ عن مقاصد الاسلام، وما يفعله في نفوسنا من محبة واطمئنان وحكمة وايثار، ومن انسة وألفه، ومن قوة ارادة، واحساس بالمسؤولية وتحرر من شهوات النفس وأهوائها، ومن دعوة للوحدة والاخاء والتعاون وعدم الاخذ بالظنون فلماذا لم يطبقوها على أنفسهم اولا، ولماذا سقطوا في هذا الامتحان الذي يريدون منا ان ننجح فيه، ولماذا هذا التناقض بين خطابي الدعوة للناس والممارسة في الميدان، هل هو الانفصام النكد الذي جعل اقوالنا في وادْ.. وأفعالنا في وادْ آخر..

يا اخواننا الاعزاء: ان كان الناس مطالبون بالالتزام بقيم الاسلام، وقيم الدعوة، فأنتم الاولى ان تلتزموا بهما، وان كان المتعاطفون مع دعوتكم مدعوون للدفاع عنها، فأنتم الاولى ان تحافظوا عليها، وتحموها ممن ينتسبون إليها، وان كانت المنابر والميادين التي كنتم تشتكون من تغيبكم عنها شاهدا على دعوتكم الناس بالتي هي احسن، فإن ميدانكم الذي تمارسون فيه الدعوة والسياسة شاهد على أزمتكم التي لا بدّ ان تجتهدوا للخروج منها.

الناس يحكمون عليكم مما تفعلون، لا مما تقولون، فاختاروا لدعوتكم الحكم الذي تريدون، وأسألوا انفسكم على ماذا تختلفون: على الدنيا ام على الآخرة؟

سؤال التناقض بين خطاب المساجد وخطاب الميادين والشاشات وساحات العمل، أو بين خطاب الحناجر وخطاب الخناجر يحتاج منكم الى اجابة، كما ان سؤال النموذج للعمل الدعوي والممارسة السياسية للاسلام الذي تتحدثون باسمه يحتاج الى حسم، فإما ان يقتنع الناس بما تقولون وبما تمارسون.. واما ان يبحثوا عن آخرين، وان تتلوا يستبدل غيركم ثم لا يكونوا امثالكم صدق الله العظيم. (الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :