facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نحن بلد صيفي بامتياز .. سُولافة طَرْمة!!


أ.د عمر الحضرمي
08-12-2013 03:26 AM

تقول فيروز في إحدى أغانيها الرائعة "عشرين مرّة إجا وراح الثلج.. وما رجع شادي". ونحن نقول إن الشتاء والأمطار داهمت الأردن منذ نشوء الدولة، فقط، اثنتين وتسعين مرّة، ولم نَنْجُ من أضرار السيول والفيضانات، وكأننا نشهد الأمطار كل سنة لأوّل مرّة، ففي كل شتاء نتعرض لنفس المشكلات دون أن نحرّك ساكناً في سبيل تلافيها. فالعبّارات هي هي، والسيول تتدفق في نفس وديانها، والأمطار تملأ المجاري، والمسؤولون عندنا سرعان ما يرتدي أحدهم "شماغه" و"يطق اللصمة" و"يلبس الفِلْدَة" ويبدأ بإطلاق التصريح وراء التصريح، بعد أن يأخذ "البُوز" اللائق بالتصوير، ويروح يدبّج الإعلان تلو الإعلان، متحدثاً عن أنه لم ينم الليل وهو يتفقّد الذين داهمتهم السيول أو الذين تقطّعت بهم السبل. نفس المناظر ونفس المشاهد تتكرر كل عام. حتى أن البيانات التلفزيونية التي نسمعها ونشاهدها هي ذاتها كل سنة، ولقد حفظناها عن ظهر قلب. نقضي الصيف كلّه ونحن "نتبطّح" تحت الشمس، وما أن تنهمر علينا الأمطار حتى نبدأ بالعويل والصراخ، والسلطة المسؤولة في غرف المكياج تستعد للتصوير القادم.

فقط منذ مطلع هذا الشتاء الذي لم يسجّل إلى الآن حضوراً كاملاً، كانت الأخبار كما يلي:
1. أكدّت أمانة العاصمة أن جميع الشوارع الرئيسية والأنفاق سالكة، ولم تسجل أو ترد لغرف عمليات الأمانة شكاوى عن تجمعات مياه أمطار أو مداهمة المياه للمنازل.. تصريح يجيء ونحن لم ندخل عتبة تساقط الأمطار بعد. أرجو أن تنتظر الأمانة مداهمات أو شتوة حقيقية!! وللأسف فإن هذا الرجاء لم تطل الاستجابة له، فما أن طلع علينا يوما الخميس والجمعة المباركين حتى امتلأت الشوارع بعد أن عجزت شبكات التصريف عن استيعاب أمطار الخير، الأمر الذي أدى إلى أن يَعْلَق كثير من المواطنين بمركباتهم لعدّة ساعات في الشوارع.

2. أكّدت مديرية الدفاع المدني على ضرورة توفير ماتورات شفط المياه من قِبَل كل المؤسسات الكبيرة والتجمعات الصناعية والمنشآت التجارية التي يُحتمل مداهمة الأمطار لها... لماذا لا نصمم هذه المؤسسات وننفذها متفادين هذه الاحتمالات؟!

3. شهدت محافظة إربد تساقط أمطار غزيرة، أدى إلى ارتفاع منسوب المياه في الشوارع، وحدوث أزمات مرورية في مدينة إربد، خاصة في أوقات بدء الدوام المدرسي. وأدّت كثافة الأمطار إلى عرقلة حركة مرور المشاة، وأغلقت عبّارات تصريف مياه الأمطار، ولجأ العديد من المواطنين إلى إغلاق محالهم التجارية ومكاتبهم والتزام بيوتهم. أليس هذا ما يحدث كل عام؟

4. في المفرق كشفت مياه الأمطار الهاطلة على المدينة عيوب شوارعها التي تحوّلت إلى برك مائية، بسبب عدم قدرة البلدية على التعامل مع هذه الحالة وسط معاناة المواطنين. منذ متى بُنيت مدينة المفرق؟. ومنذ متى وهي تشهد تساقط الأمطار في الشتاء؟ ومنذ متى نشأت بلدية المفرق؟ أو منذ متى وهي تعاني وتشكو من نفس المشكلة؟

5. في الشونة الجنوبية شُكّلت لجنة لحصر الأضرار التي لحقت بالمنازل والشوارع الرئيسية والفرعية نتيجة انسداد العبّارات! ولكن متى كانت أصلاً مفتوحة؟

6. داهمت مياه السيول التي شكلتها الأمطار الغزيرة والتي هطلت على لواء الرويشد، عدداً من المنازل، وتسببت في انهيار منزلين، ربما نحتاج إلى أنْ تنهار كل منازل البلدة حتى نبحث عن حل نهائي للمشكلة؟

7. في الغور الشمالي داهمت مياه الأمطار عدّة منازل في منطقة المنشيّة والغضين، وأغرقت العديد من الشوارع. الحق كل الحق على الناس، إذ كان يجب أن يبنوا بيوتهم فوق رؤوس الجبال، وأن يبنوا شوارعهم على شكل جسر عبدون.

8. في بلدة معاذ بن جبل استصرخ المواطنون وزارة الأشغال والمسؤولين لفتح العبارات الصندوقية المغلقة بسبب تراكم الأوساخ داخلها. ألم تمتلأ، أيها المواطنون، حناجركم بالتقرّحات بعد كل هذا الصراخ الذي بدأتموه منذ عشرات السنين، وسيظل يعلو عشرات أخرى وأخرى دون مجيب؟

9. شكا مواطنون من بلدة القادسية، جنوب الطفيلة، من مداهمة السيول لمنازلهم. فمتى تنتهي هذه الحرب بين مياه الأمطار وبين منازل أهل القادسية؟ وقبل ذلك متى تنتصر الحكومة لواجبها؟

10. في وسط مدينة السلط انهار جدار استنادي بسبب الأمطار، وبسبب سوء التصميم وخلل في التنفيذ وغياب المراقبة. أما شوارع "الميدان" وأجزاء من طريق السلط – وادي شعيب، فقد تعرّضت للهبوط لأنها مصممة "غلط". إلى متى ستستمر هذه المهزلة؟

11. داهمت مياه الأمطار المتساقطة على عجلون (ظهر الجمعة 26/10/2013) مسجد عجلون الكبير وساحته وأساساته، وألحقت أضراراً كبيرة بأثاث المسجد ومحتوياته. وكان مواطنون كثر من عجلون قد اشتكوا سابقاً من سوء تنفيذ عطاء مشروع تطوير محيط المسجد من قِبَل الشركة المنفذة للعطاء الذي تشرف عليه وزارة السياحة والآثار! الله أكبر حتى بيوت الله لم تسلم من "الغش" ومن "الإهمال"؟

عجزٌ وراء عجز، يخلّف ترهلاً وراء ترهل، والمواطن هو الذي يدفع تكاليف كل ذلك! وهو الذي يتحمل تبعات كل شيء. والحكومات تغلق عيونها وتروح في سبات عميق لا تصحو منه إلا مع تساقط قطرات الخير التي تدخل معظم بيوتنا عدا تلك المحصنة منها بالقدرة والنعيم والتميّز والترف والرعاية الكاملة.

نحن نسأل ألم يَزُر أحد من أركان هذه الحكومات دولاً أخرى استطاعت أن تحل هذه المعضلة التي أصبحت تمثل لنا كابوساً أحمر فيتعلم منها شيئاً؟

وبالرغم من ذلك كله فإننا نرفع أيادينا كل صباح ومساء إلى السماء، نشكر الله على نعمة الغيث، ولا نملك إلّا أنْ نقبّل أيادي مزارعينا السمراء وهي تسبح الله مع كل نقطة مطر، مع أن بلدنا هو بلد صيفي بامتياز.





  • 1 ...... 08-12-2013 | 03:53 AM

    البلد صيفي والأرادنه مصيفين الغور ايد من ورا وايد من قدام

  • 2 ألف 08-12-2013 | 04:20 AM

    أبدعت .ماشاء الله
    لعلَّ وعسى.
    ألف

  • 3 داروين لمعاني 08-12-2013 | 05:31 AM

    ............ز

  • 4 كركي اردني 08-12-2013 | 10:41 AM

    العناية بالتصريحات فقط والواقع غير ذلك بكثير لفقدان مبدأ المحاسبة والمسائلة لانه مسؤولينا محصنين وما حدا بقدر فعليا يحاسب حدا و مصالحهم اكبر من الوطن بنظرهم والقوانين وضعت لغيرهم لا تنطبق عليهم.شكرا للكاتب المحترم لمصداقيته.

  • 5 سعد الخطيب 08-12-2013 | 12:58 PM

    الرجاء زيادة هذه المعلومه على الخبر هنالك غطاء منهل بعد كل شتوه تخرج منه المياه بأول شارع عبدالكريم معاذ متفرع من شارع الشعب مقابل المكاتب الملكيه في دابوق شكرا" للمحرر مسبقا"


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :