ومن النكد الدنيا على المرء .. أن يرى "Marlboro lights" ما من صداقته بدُّ!

ما ان بدأت ... بالتفكير بالاقلاع عن التدخين ... حتى اكتسحت دخائن سجائري جيوب منزلي جيبا جيبا ... وخيٌم الضباب حي ضاحيتنا شارعا شارعا ... واضطرب الوجه والمكان ... ومجّة هنا ومجّة هناك ... فكرة هنا ونفثة هناك ... وسيجارة تقبّل السيجارة .... وأخت تحرق اختها ... مسلسل تسلم دوريات على مراّى فمي ... شفاه تتجاذب... وسجائر تتناوب... السماء تكاد أن تمطر ... وها انا ... أمج بكلتا اليدين أكثر من أي وقت مضى ... وكأني أتدرب فنون التصفير من جديد ... فقط منذ أن بدأت فعليا التفكير في أنجع الطرق لترك التدخين!

استمداد القوة ... من هو مثلي الاعلى؟!

تجلت في مخيلتي صنوف الحلول بمختلف أشكالها وألوانها ... وقصص الابطال الذين قهروا النفس وانتصروا عليها في النهايات السعيده ... بالتصميم والارادة ... ابتداء بالافلام الهنديه فلما فلما ... ومرورا بحقبة عنترة بن شداد بالأمس .... الى حقبة عبدالهن النسور اليوم ... وكيف تم قهر ليس نفس واحدا ... بل أنفس وشعوب باكملها وكيف انتصروا عليهم في النهاية ... فزادني ايمانا وارادة ... فالذي جعل الرئيس بارادته ان يقلع الاردنيين عن الخبز والكهرباء ... من الطبيعي أن يجعل مني من العزيمة للكف عن التدخين قريبا ... ولا اعرف للحظة موعد صاحبنا "قريبا" .... هذه مجة اخرى لاعود اليكم في تحيد تاريخ موعد الاقلاع!

لابد من حل: أين نقطة الضعف؟ وأين أنا من نقطة القوة؟
وأي باب أطرق ... حتى أنجح؟!

هل أدخل اليها من باب الأمل .... وقول الطغرائي "ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل" أو أرسطو وقوله "الامل هو حلم اليقظه" ... أو من باب التفاؤل وقول أبو ماضي فيه ... "كن جميلا ترى الوجود جميل" ... أم من نافذة أرسطو في الارادة... "فاقد الارادة هو أشقى البشر" ...أم من مخرج المستحيل وقول نابليون فيه ... "المستحيل كلمة غير فرنسيه ... ولا مستحيل تحت الشمس" ... ام من باب اليأس وقول فولتير فيه ... "كثيرا ما انتصر اليأس في المعارك" ... "واليأس لا يليق بكبار النفوس" كما يقول أحمد أمين ... أم أتبع طريق "الخوف"... وقول ايمرسون فيه " الخوف معلم حكيم" ... و"رب أمن سببه الخوف" كما يقال عندنا ؟!! او من مدخل السعادة ... وبن جونسون حيث قال "اذا لم يعود الانسان نفسه على الحرمان, فقد لذة السعادة" !

كلها ابواب عظيمه ... ايا من الابواب طرقت قد تجد ضالتك ... ولكني من بعد التفكير ونفوق "كروز" كامل الى الان ... وجدت ان أجمل الابواب للطرق هو... باب الامانه !! ولقوله تعالى ... "انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال أبين أن يحملنها وأشفقن منها ... وحملها الانسان...أنه كان ظلوما جهولا" ... الخلافه في الارض والامانه التي عرضها الله علينا ... تستوجب منا العطاء الكامل والصحة التي تليق بهذه الامانه حتى نوفيها حق قدرها ... امامنا الكثير للعمل وللنظر الى المستقبل بقلب مشرق سليم ... يخلو من الغل والنيكوتين ... مقبل غير مدبر! هذا حقيقة ما وقر في قلبي ... وانا جاد في المحاولة القادمة .. وان شاء الله ستكون العزيمة على قدر المسوؤليه وبالله المستعان .. وفيه الرجاء ودعواتكم ... واملي بالله عظيم!

الخلاصة: أيها الشباب الصاعد ... اياكم والتدخين!

السيجارة ... هي اعور الدجال حتى يأتي أعور الدجال ... تغرينا في حبها ونحن نعلم انها "دجالة" ...لا أندم على فعل فعلته في حياتي قط ... الا فعلتي بالسيجارة وما فعلته السيجارة بي ... اكرهها وتكرهني ... وها نحن "أعز" الاصدقاء .... قد اتعلم من هذا السلوك او ذاك ... وقد استفيد من هذا الخطأ او ذاك .. اما في التدخين .. فلا في هذا فيه من الخير ... ولا في ذاك!!

ومن هنا أنصح اخواني الشباب القادم الابتعاد عن التدخين ... "ابتعادكم" عن حضور المحاضرات ... لم اسمع النصيحه يوما ما ... أرجو ان تكونوا افضل بأسا وارادة مني ... وان تسمعوها ... ولو انتصح واحد فقط منكم لكان انجازا عظيما ... والله الموفق .. والله يحفظكم اينما كنتم!!