facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ربيع للربيع


اسامة الرنتيسي
08-12-2013 09:00 PM

تسعة ايام تفصلنا عن الذكرى الثالثة لموعد التغيير الذي اصاب بنيان العالم العربي، بعد بيات شتوي استمر نحو اربعين عامًا، عندما اقدم الشاب التونسي محمد البوعزيزي باحراق نفسه في 17 كانون الاول 2010، لتنطلق بعد ذلك الشرارة الى عديد البلدان العربية، في ما عرف بالربيع العربي، الذي اصاب الشعوب بالدهشة اكثر مما اصاب الحكام ذاتهم.

استمر الربيع ينفث نسماته المنعشة، وانتقل من بلد الى آخر، في بعضها تَلوّن بالدم، فأصبح ربيعًا أحمرَ، وفي بعضها الآخر استمر الربيع أخضرَ، لكنه لم يصل بعد إلى غاياته.

أعداء الربيع اكثر من اصدقائه، وقوى الشد العكسي ليست قليلة، بل استطاعت ان تحرف بوصلة الربيع الى اتجاهات اخرى، بعد ان ظهر اعداء حقيقيون لهذا الربيع، لم يكن لهم دور في اية مرحلة من المراحل في حركة الشعوب، ولم يكونوا يومًا من قواه الحيّة، التي تطالب بالاصلاح، فخطفوا الربيع بتطرفهم وفكرهم الرجعي.

في تونس الاحتجاجات مستمرة، والخلافات مستعرة، وكانت تجربة الاسلام السياسي محبطة، وفي مصر انقسام شعبي، وتهديد بالعودة الى ميدان التحرير استعدادا للثورة الثالثة، وفي ليبيا الثورة تأكل انجازاتها لصالح قوى التطرف، وفي اليمن اغتيالات واختلافات على كل شيء، وفي سورية لا يزال الدم للركب، والتغيير بعيد المنال، والحلول السياسية مستعصية على الجميع.

في البلدان الاخرى ضباب كثيف، في فلسطين لا يزال الانقسام سيد المشهد، والوضع الفلسطيني وصل إلى طريق مسدود، فلا حل إلا بالإجماع الوطني، وفي لبنان الأصبع على الزناد، والتفجير والقتل تدمي شوارع بيروت، وانعاكاسات الازمة السورية ظاهرة على وجوه اللبنانيين، وفي العراق الايام الدامية اكثر من ايام الهدوء، والخلافات السياسية لا حل لها في ظل سياسات الاقصاء، وفي البحرين هدوء حذر، وقطر تعيد حساباتها واجنداتها، وفي السعودية تطورات وامتدادات لمناطق ساخنة اخرى، ليست بعيدة عن النزاع مع ايران وتركيا، وما يجري في المنطقة.

في بلادنا، التي اتفق الجميع ان يبقى الربيع أخضرَ، نظامًا وشعبًا، لا تزال خطوات الاصلاح بطيئة، رغم أن قضايا الإصلاح السياسي لم تغب يومًا عن كتاب تكليف سامٍ، ولم تغب أيضًا عن برامج أية حكومة أردنية، لكنّ مسار الإصلاح السياسي في الأردن دائمًا يتأرجح بين "خطوة للأمام وأخرى إلى الخلف".

الأردن في حالة تمكنه من النجاح في إنجاز إصلاح سياسي بصورة متوازنة، فهو يتمتع بأوضاع جيدة من الاستقرار الأمني والوحدة الوطنية والعقلانية والنضج السياسي، ويتوفر لديه الكثير من التجارب والمؤسسات والبيئات اللازمة لنجاح الإصلاح السياسي.

العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :