facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ركبّناها ورانا مدت أيدها على الخرج


فايز الفايز
03-02-2008 02:00 AM

في إحدى حلقات المسلسل الكارتوني " سندباد " أيام زمان ، كان سندباد الصغير النشيط والذكي يمشي هائما على وجه ، يبحث عن مأوى يؤويه ، وعن طعام يقيم به أوده ، وعن نبع ماء يروي منه ضمئه ، وبينما هو في عجلة من أمره ، وإذ بذلك الرجل العجوز يظهر فجأة أمامه ، وهو متكئ على صخرة ، فما كان من سندباد الشهم الأبيّ إلا ان عرّج عليه ورمى عليه السلام " وهنأ " نفسه بأن من الله عليه بهذا الشيخ الذي سيؤنس وحدته ، ويعينه في رحلته ، وبعد هات وهيت. قال الشيخ لسندباد : يا ولدي أما وقد بعثك الله لي ، فأني سوف أعطيك كنزا لم يره أحد ، وستتبدل حياتك ، ويسعد حالك ، وستكون " مواطنا " من الدرجة الأولى ، ولن تحتاج الى التغريب ، ولا التهريب ، ولا الهرب ، ففرح سندباد كثيرا ، وقال للشيخ أعانني الله لكي أوفي لك جزء من عطاءك ، وكرمك علي ، والآن هيا بنا يا عم ، نكمل السير .. وعندها تململ الشيخ ، وقال لسندباد : يا بني .. كما ترى فأنا عجوز و تنوء قدمي عن حملي ، فهلا أركبتني على ظهرك ، حتى نبلغ الواحة القريبة جدا ، فنتفيأ ظلالها ونشرب من ماءها ، وتكسب " الذهب " .. فانتصبت قامة الشهامة والمروءة والبطولة والوفاء وبعض الخجل عند سندباد ، وقال للشيخ : هيا يا عم أمتطي ظهري ، وفجأة قفز الشيخ الى ظهر المواطن سندباد وهو يقول " هيلا هوب " ، هيا ، هيا يا سندباد ، حث الخطى قبل ان يدركنا الليل .
وأصبح المواطن سندباد يجوب الفيافي والقفار ، بحثا عن " وعد الشيخ " ، وهو يئن تحت ذلك الحمل الثقيل الذي حمله مكرها ، وتقبله طامعا ، وشيئا فشيئا أصبح سندباد يرمي ماعليه من "زوادة وجعبة وعمّه " ولم يبق على جسده سوى " البوكسر " ليستر عورته ، على أمل ان ينزل هذا الشيخ عن ظهره ، أو يصلا الى الواحة ، ولكن دون فائدة .
ومرت الأيام تلو الأيام ، وسندباد يدور في صحراء أيامه ، والشيخ ممتطيا ظهر سندباد ، الذي قتله الجوع ، والتعب ، والخوف من خواء كهوف أيامه ، والشيخ المبجل يرفض ان ينزل عن ظهر المواطن سندباد ، لأن بينهما اتفاق " جنتلمان " .. وبعدما وصل سندباد الى حافة الموت ، ظهرت أمامهم قافلة ، فصاح الشيخ ، يا بشرى هذه قافلة .. فلوح لها الشيخ العجوز ، وهمز ظهر سندباد ، فطار صاحبنا من الفرح ، ونسي تعبه ، وهمه ومستقبله وأصبح يجري أسرع من الحصان حتى وصلا الى " قافلة التجار " ، فترجل الشيخ عن " مطيته " .. وترك المطية مستلقيا على ظهره لا يقوى على النهوض ، ولا يعلم "بالمباحثات الاقتصادية " بين شيخه وقافلة التجار الغرباء .. وبعد سويعة نادى الشيخ على سندباد ، وقال له أبشر هذه راحلة وذلك سروال وقميص و جبة وعمه " شغل المشيخة " ، وستكون واحدا من ألمع الشخصيات في هذا الكون فأنت أصبحت منذ اللحظة رفيقا لشهبندر التجار ، فأعمى الفرح عيني وقلب سندباد ، وامتطى الراحلة ، وغادر في القافلة ، ونام على ظهر ناقته من التعب ، ولم يستيقظ إلا حينما وقف القوم للاستراحة ، فنزل سندباد متمخترا بين " التجار " وقبل ان يتذكر شيخه الذي أدار حياته أياما بطاعة منه ، تفاجأ بشهبندر التجار وهو يصرخ مناديا :
أين سندباد ؟ أين عبدي الجديد ؟ أين الفتى الطائع ، والكنز الضائع ؟ !
حينها ذهبت السكرة وجاءت الفكرة .. وسأل سندباد الشهبندر : ماذا قلت ؟ من أنت ؟ بل من أنا ؟ وأين الشيخ ؟
فقال الشهبندر : أنا سيدك .. وأنت عبدي .. وشيخك باعك لي مقابل ناقتين بحملهما ! فصرخ سندباد يا لمصيبتي يالهول ما جرى لي .. هيه انت .. هل تعلم من أنا ؟ انا سندباد .. في مدينتي أنا سيد من الأسياد .. عشيرتي .. قبيلتي .. قريتي .. حزبي .. مكتبي .. سيارة المرسيدس القابعة بانتظاري .. أنا .. أنا ! فقاطعه الغريب :
يا أبني : هذا كان زمان ، أما اليوم فأنت بضاعة في صندوق العجب الدولي .
.. إنتهت حكاية سندباد ، واعتقد ان حكايتنا اليوم بدأت ولن تنتهي .. بعد خصخصة القطاع العام ، ومصمصة نخاع العظام ، وتحول قصور أحلام فقراء البلد الى ركام ، ماذا بقي للحكومات كي تحكم ؟ كتل بشرية تعودت النواح ، والتظاهر والصياح ؟!!
في كل العالم المتمدن ، التي تقودها حكومات وطنية ، ترابط وتنافح وتكدح في سبيل وطنها ـ وبلدنا منها ـ تعمل الحكومة قدر الإمكان لدرء الخطر الإقتصادي والاجتماعي عن مواطنيها ، وتبحث بين أمواج المحيطات المتلاطمة لتوفر سمكة سمينة لمواطنها ، ما دامت لا تستطيع ان تعلمه الصيد ، فما الذي يحدث عندنا ؟ هل هو امتحان قدرة تحمل ، واستكشاف طاقة المواطن ومدى صبره ؟ أم إن الحكاية لا تعدو عن جواب مسؤول الوظيفة في القطاع الخاص ومفادها " اللي عاجبو عاجبو .. واللي مو عاجبو الباب يفوت جمل " ؟ !
لن أزيد .. أعتقد ان في الإزادة تنفلت الأمور .. شكرا لكم .

royal430@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :