ذاب الثلج وبان المرج04-02-2008 02:00 AM
غطت العاصفة الثلجية التي مرت في الأردن الأسبوع الماضي معظم دول المنطقة وبدرجة أشد ووقت أطول من ما حدث في الأردن، ومع ذلك فإننا لم نسمع عبر وسائل إعلام تلك الدول أية نداءات للمواطنين لألتزام منازلهم وعدم التحرك إلا للضرورة القصوى، كما لم نسمع عن بلاغات رسمية بتعطيل العمل في المؤسسات العامة والخاصة، وإدخال البلاد في حالة شلل تام كما حدث في الأردن، الذي يعاني اقتصاده أصلاً من مشكلات معقدة مثلما تعاني إدارته من ترهل وإنتاجية موظفيه من تدن؛ مما يفرض السعي لزيادة الإنتاجية وليس العكس كما يحدث في الأردن الذي لا تكاد حكوماته المتعاقبة تجد فرصة إلا وتقتنصها لتعطيل العمل في المؤسسات العامة والخاصة حتى لقد زادت نسب أيام العطل المعتمدة رسمياً في الأردن عن ثلث أيام السنة، ثم نتحدث بعد ذلك عن زيادة الإنتاج وعن تشجيع الاستثمار؟؟!.ومثلما لم نسمع نداءات لإلزام المواطنين بمنازلهم ومنعهم من الحركة وتعطيل المؤسسات العامة والخاصة، فإننا لم نشاهد على وسائل إعلام هذه الدول مسؤولين يتبجحون بأنهم يؤدون واجبهم الوظيفي تحيط بهم كاميرات الإعلام المرئي والمقروء مثلما فعل بعض المسؤولين الأردنيين الذين أوهموا الناس بأنهم جابوا الذيب من ذيله. فواقع الحال كان يكذب كل التقارير الإعلامية المصاغة بعبارات إنشائية مليئة بالنفاق، حول الإنجازات الوهمية لبعض أجهزتنا، التي صار المسؤولون فيها نجوم تلفزيون من كثرة ما شاهدهم المواطن على شاشة التلفاز وهم يتغنون بأمجادهم الزائفة التي كشفت زيفها صرخات الاستغاثة وهي تنطلق من حناجر المواطنين المحاصرين بالثلج والذين انقطعت المياه والكهرباء عنهم طيلة العاصفة الثلجية، ومن ثم انقطع هؤلاء المواطنون عن العالم وحوصروا بلا ماء ولا كهرباء ووسائل تدفئة إلا ما كان بدائياً منها، فأين حقيقة ما عاناه المواطن من زيف ما تشدق به بعض المسؤولين الذين تناوبوا على شاشة التلفزيون، وعلى مايكروفونات الإذاعة وتنافسوا في عرض إنجازاتهم الزائفة، رغم أن طبيعة وظائفهم تقتضي عملهم في مثل الأحوال التي مرت بها البلاد أثناء العاصفة الثلجية بل وتكثيف هذه الأعمال ومعاقبة من لا يؤدي واجبه منهم في مثل هذه الظروف.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
اظهار البريد الالكتروني | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة