facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مع القهوة


سمير عطا الله
05-02-2008 02:00 AM

ارتبطت فكرة الصحافة منذ ظهورها بالصباح. ولما ظهرت الصحف المسائية كان ذلك حدثا. وظلت الصحف المسائية، التي تصدر في الواقع ما بين الظهر والعصر، صحافة ثانوية تلهث لمسابقة صحف الصباح، الا في حالات نادرة مثل «الموند». وكان على صحف المساء ان تأتي دوما بخبر جديد ومثير، تتميز به عما قرأه الناس في الصباح.ولذلك كانت تكتفي بأي خبر مثير، كمثل جريمة، او بمقابلة مثيرة، وكانت «لسان الحال» في لبنان هي الظهرية الاولى، لكن كان عليها ان تنتظر حتى الثانية عشرة ظهرا لكي تلد فرح ديبا، مثلا، او لكي يقع انقلاب جديد في العالم العربي، والا صدرت وليس فيها ما ينادي عليه باعة الصحف. وكانت الوتيرة السريعة توقع الصحيفة في مآس انسانية احيانا. فقد صدرت ذات مرة وعنوانها الأحمر يعلن مقتل الصحافي جبران عكاوي. وراح الباعة ينادون بأصوات عالية على الحادث، وصدف ان زوجة الرجل كانت تتبضع في «سوق الطويلة» والبائع يصرخ مكررا: «مقتل جبران عكاوي اليوم». وفي البداية اعتقدت انها تسمع خطأ. وعندما اصغت السمع سقطت في الشارع مغشيا عليها. وبالمناسبة لم تكن تلك جريمة سياسية، لكن الصحافي القتيل كان يبحث عن مصادر متنوعة للمال. واستغل مهنته لكي يحصل على بعض اشكال المقاولة التي تطرحها الحكومة. وفاز غير مرة على مقاول محترف من بعلبك. وقرر هذا ان يفصل الموضوع على طريقة اهل المنطقة في حل مشاكلهم.

كانت عناوين الزوايا في الصحف تشدد على «صباحية» الجرائد. كمثل هذه الزاوية التي كان عنوانها «صباح الخير» وهو عنوان تنقل في الأعمدة منذ عقود. وكان عنوان زاوية الزميل سليم نصار في «الأنوار» «مع القهوة» باعتبار ان الناس كانت تقرأ صحفها اول ما تستيقظ وتطلب فنجان القهوة. وكانت هناك عناوين ثابتة مثل «حديث الصباح» و«اخبار الفجر».

منذ سنوات بدأت ألاحظ ان الناس أخذت تقرأ صحفها اليومية في المساء، حتى المتابعون يفعلون ذلك. فلم يعد في الاحداث من جديد بالطبع الاكثرية لا تزال تحافظ على التقليد الذي نشأت معه: يقظة فقهوة فجريدة. ولكن عددا كبيرا اصبح يميل الى القراءة في هدء المساء. فكل شيء من حوله يمطره بالاخبار طوال النهار والليل. والآن انضم الجوال الى الاذاعة والتلفزيون في اغراقنا بتطورات هذا العالم. ومعظمها من النوع الذي لا تريد الناس سماعه. كدر ونكد. وامم تتوسل الفلسطينيين لكي يتحدثوا الى بعضهم بعضا، واللبنانيين لكي ينتخبوا رئيسا للجمهورية، والعراقيين لكي يحففوا احجام قنابل الناحر والمنحور.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :