(البكيت) ...يعتبر في الذهن الأردني , مجرد وحدة شرائية ويتوزع بين (بكيت) دخان إلى بكيت معسل , وأحيانا بكيت (كركم) ...وللان لم يستطع العقل البشري أن يحدد من هو مخترع (البكيت) ...

ومع الزمن وتطور المنتجات تحولت وحدة البكيت إلى وحدة قابلة للحمل مثل باكيت الدخان .. ووحدة قابلة للحفظ مثل باكيت الفلفل ...وتنوعت الاشكال والألوان ...وإذا دخلت محلا تجاريا ستكتسف أنه يحوي على (50%) من منتجاته على الأقل من الباكيتات ولأهمية هذه العمليه تم إيجاد ما يسمى في المصانع الكبيرة بوحدات التغليف والتعبئة ..وهي الوحدات التي تنتج الباكيتيات .

أنا شخصيا لي ذكريات مع (الباكيت) , فما زلت أتذكر أول باكيت دخان حملته في حياتي وكانت وقتها مرحلة تشكل إنتقالا نوعيا من الفرط إلى (الباكيت) ...وأتذكر أول (باكيت) حصلت عليه كهدية بعد نجاحي في المترك ...وأتذكر أول باكيت فتحته في صغري وكان يحوي على حبات من الشوكلاته ...

وللعلم مع الزمن وزيادة المنتجات التجارية , تطور حجم الباكيت إلى ما نسميه (بالكرتونة) وهي بنفس مبدأ عمل الباكيت ولكنها تحمل منتجات أكثر ...مثلا (كرتونة) الشاي , (كرتونة ) السيرف ...(كرتونة ) الماجي .
لست هنا أقوم بصياغة مقال لايحتوي مضمونا مثل الكراتين الفارغة أبدا ....أنا لا أفعل هذا ...ولكني في لحظة تذكرت صديقنا الغائب محمود درويش حين قال :- وطني ليس حقيبة وأنا لست مسافر ...وتمنيت لو أنه حاضر بينا فحين يشاهد ما يحدث سيكتشف أن الأمريكان إختصروا الوطن في ( باكيت) ...
ما يحدث هو مجرد عملية تغليف لوطن كامل أو كما يقال بالعامية (تبكيت) ...

في التاريخ هناك وزراء خارجية للولايات المتحدة منهم :- (هنري كيسنجر , وارن كريستوفر , جون كيري )...هؤلاء حين تدقق في عملهم ستكتشف أنه ليس مرتبطا بالسياسة الخارجية الأمريكيه بقدر إرتباطه بعملية تحويل الوطن لـ (باكيت) ...
وفي النهايه سنحصل على (باكيت) والمنتج هو أمريكا ...

لو بقينا على الحقيبة وعلى ..درويش – رحمه الله – أجزم أن الحال سيكون أفضل ..ولكننا أمام مرحلة (الباكيت) ...
(الرأي)