facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قرار معيب تخجل منه الحكومة


فهد الخيطان
14-01-2014 02:53 AM

حين تفقد الحكومة، أي حكومة، الحس العام بمحيطها، فإنها تتخذ ما تشاء من القرارات، من دون اعتبار لتبعاتها وردود الفعل عليها.

قرار حكومة د. عبدالله النسور بتعيين شقيق أحد الوزراء مديرا للمكتب الخاص في الرئاسة، يسقط في خانة الافتقاد للحس العام. والمعنى هنا ليس أخلاقيا فحسب، بل سياسي بامتياز، ويتصل بجملة من الاعتبارات يضعها المسؤول، أيا كانت درجته الوظيفية، قبل التوقيع الأخير.

لا أحد يشكك في قدرات المدير، وإن كان اختياره قد جرى من دون منافسة بين مرشحين. ولكن كونه شقيقاً لأحد الوزراء "النافذين" في الحكومة، والمقرب من رئيس الوزراء، فإن تعيينه يضعه في دائرة الشبهات.

قد يسأل أحدنا: هل يجوز حرمان مواطن من حقه في الوظيفة العامة لمجرد أن شقيقه وزير في الحكومة؟

الدول التي سبقتنا في بناء مؤسساتها على قواعد الشفافية والحاكمية، حرمت "أخلاقيا" ذلك الأمر. وحالت قواعد العمل في المناصب العامة دون اتخاذ مثل هذا القرار، بوصفه استغلالا للنفوذ السياسي للوزير.

لا يمكننا أن نتخيل، وعلى سبيل المثال، أن تقدم الحكومة البريطانية -وللمثال البريطاني معنى خاص في موضوعنا- على تعيين شقيق أحد الوزراء في وظيفة عليا، من دون أن تتوقع حسابا عسيرا في البرلمان، وضجة في وسائل الإعلام. ومن غير المستبعد أيضا أن تطيح بالوزير المعني.

دعونا من بريطانيا وذاك العالم الذي سبقنا بأميال، ونرفض بملء إرادتنا اللحاق به، ولنبق في الأردن؛ ألم يلغِ رئيس الوزراء الحالي قرارات تعيينات اتخذتها الحكومة التي سبقته لأقارب مسؤولين كبار في الدولة، بدعوى شبهة المحاباة؟

كان قرار النسور في ذلك الوقت سليما، خاصة أن الضجة التي رافقت قرارات تعيينهم كانت واسعة، لا بل كانت سببا إضافيا من أسباب الاحتقان الشعبي، وشعور المواطنين بالغبن وغياب العدالة في التعيينات.

فما الذي يدفع برئيس الوزراء إلى التناقض من نفسه، وانتهاج أسلوب سبق أن تصدى له؟

لا أجد تفسيراً غير ذاك المتعلق بمفهوم الحس العام؛ إذ يبدو أن فرط الشعور بالثقة بالاستمرار في الحكم، وتوالي التأكيدات على أن الحكومة باقية لفترة مفتوحة، يغري القائمين عليها بالتوسع في استخدام الصلاحيات الممنوحة لهم، من دون أدنى شعور بالعواقب المترتبة على انتهاكها، ولا حساب لردة الفعل المتوقعة من جهة المجتمع أو حتى من مؤسسات الدولة الرقابية. ذلك هو باختصار التطبيق العملي لفقدان الحس العام بموقع السلطة، من غير اعتبار للمسؤولية.

لو أن القرار بتعيين شقيق الوزير وقف عند حد المحاباة والتنكر للحس العام، لقلنا إنها نصف مصيبة. لكن الأمر تعدى ذلك، فكان مصيبة مكتملة؛ فالحكومة، وعلى غرار قرارات أخرى، أحاطت التعيين بسياج من السرية، ولم تتجرأ على الخروج للناس علنا لتقول لهم إنها اختارت شقيق وزير عامل في صفوفها لوظيفة مرموقة. لأنها، وببساطة، تعرف وتدرك أن القرار مشوب بعيوب المحاباة واستغلال النفوذ، والتعدي على شروط اختيار الموظفين للمناصب العليا التي خطتها بيدها.
لأنه قرار معيب، خجلت الحكومة من إعلانه.

(الغد)





  • 1 .... 14-01-2014 | 03:47 AM

    اعتقد بان هذا الموضوع سيكون له اثر سيء جدا بين صفوف العاطلين عن العمل وحتى باقي الشعب

  • 2 عايد المعاني 14-01-2014 | 05:26 AM

    عندما تسقط ورقة التوت هل يبقى شيء نخجل منه...؟؟؟

  • 3 محمد علي 14-01-2014 | 08:58 AM

    النزاهة لا تعني ان يفقد رئيس الوزارء الصلاحية لتعيين وظائف خاصة تقتضيها طبيعة الوظيفة. في الدول التي سبقتنا هل سمعتم ان امريكيا او بريطانيا اعلنت عن وظيفة ناظق باسم الخارجية مثلا او وظيفة مدير برنامج نووي او او مدير لمحظة مترو او رئيس تشريفات . ام هل سمعتم بخبر عن تعيين مدير مترو!!!
    انا شايف انه احنا سقنا في كثير وصدقنا حالنا وصرنا زي الي عنجد وفقدنا ابسط قواعد العمل الحكومي... يعني خلوها رقصة بعقل.

  • 4 ابن الطفيله 14-01-2014 | 09:56 AM

    هل لها احساس لتخجل

  • 5 علي 14-01-2014 | 11:39 AM

    لاحول ولا قوة الا بالله واعظم الله اجركم ناديت اذ اسمعت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ....

  • 6 من السلط 14-01-2014 | 12:17 PM

    تسلم ايدك وعقلك

  • 7 عبدالله الرشيد 14-01-2014 | 12:57 PM

    دولة الرئيس شخصيا اتخذ قرارا في بداية توليه الرئاسة ان المناصب العليا في الدولة ستكون بالمنافسة فماذا جرى حتى اغفل الرئيس العمل بهدا النظام الذي اقترحه هو؟

  • 8 عيسى 14-01-2014 | 01:56 PM

    لو الحكومة بتخجل كا شفنا خدودها حمر. لكن ..... في دولتنا . والقول بغير الغعل صار طابعا للدولة. " يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون, كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لاتفعلون." صدق الله العظيم

  • 9 >حيدر البستنجي 14-01-2014 | 04:11 PM

    ...... بالفعل استاذ فهد ولا يوجد اي سبب يبرر الإستهتار بالشعب الاردني ووعيه غير التعالي والغرور واتمنى نشر الإسم ومؤهلات الشخص الندرة الذي لم يجد النسور بين الأردنيين من هو أفضل منه لهذا المنصب

  • 10 مواطن بسيط 14-01-2014 | 04:44 PM

    كل الاحترام لكاتبنا العزيز ولكن سياق الامثلة من الدول المتقدمة لا ينسجم والواقع الاردني حيث ان الدول المتقدمة يحكمها مؤسسة وقانون وقبل ذلك اخلاقيات في العمل العام تجذرت حتى اصبحت قواعد اخلاقية لا تقل من حيث الالزامية في التطبيق عن قواعد القانون ... اما في وطننا العربي فالشللية والمحسوبية والواسطه تجعل نخب العمل السياسي والعمل العام فوق القانون لانه لا مؤسسات حاكمه بل اشخاص فوق القانون ......

  • 11 سلطي بحب النسور 14-01-2014 | 05:21 PM

    تمنينا على كاتب المقال قبل الكتابه الاستيضاح من مكتب دولة الرئيس قد يغنيه عن هذا المقال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  • 12 حكي جرايد 14-01-2014 | 06:36 PM

    لا تأبه يا معالي الوزير خيركم خيركم لاهله و الاقربون اولى بالمعروف والشاطر يكسب .....

  • 13 طفيلي 14-01-2014 | 07:16 PM

    لاتخجل معالي الوزير ولا تهتم لكل ما يقال و يكتب.... وكلهم حسودين


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :