لا شك ان فتح الجامعات الاردنية للعمل الحزبي المشروع له فوائد كثيرة، فهو يعمل على تطوير وصقل قدرات ومهارات الطلبة في الحوار بالحجة والبرهان، وزيادة الوعي السياسي القائم على المصلحة الوطنية، وهذا يساهم في خلق قيادات شبابية قادرة على المساهمة في حل مشاكل جامعاتهم ووطنهم.
إلا أن فتح ابواب الجامعات للعمل الحزبي كما يرى وزير التنمية السياسية يتطلب من أحزابنا ان تعمل على خلق بيئة صحية في الوسط الطلابي، من خلال القيام بأنشطة جماعية حول المواضيع التي توحد الطلبة والابتعاد عن كل ما يفرقهم ، انشطة تملأ فراغهم بشيء مفيد يرفع من سوية أنتمائهم لمؤسستهم الجامعية وللوطن.
وهذا لا يتم الا من خلال وضع ضوابط للعمل الحزبي في الجامعات، يقوم على ضرورة الالتزام بالدستور والقوانين وخاصة قانون الأحزاب، وان تسعى الاحزاب الى تعميق الانتماء الوطني لدى هؤلاء الشباب وتوعيتهم بما يحيط بالوطن من مخاطر وإعلاء المصلحة الوطنية على المصالح الاخرى كافة.
على الاحزاب ان تعمل من خلال برامج على زيادة الوعي السياسي وتعميق الثقافة الحزبية عند الطلبة قبل اطلاق العمل الحزبي والسياسي في الجامعات والتأكيد على أن مفهوم الاحزاب ما هي إلا مدارس فكرية تسعى الى خدمة الوطن والارتقاء به من خلال تقديم أفكار ومشاريع وطنية تساهم في تقديم حلول عملية للناس.
أن العمل الحزبي الصحيح يجب ان يعمل على تنمية مواهب الطلبة وحثهم على العمل بروح الفريق في مشاريع تخدم الوطن في كل المجالات، بحيث يشعر المواطن العادي ان الجامعات لا تقوم على التدريس النظري وتخريج افواج من العاطلين عن العمل، بل تقدم حلول علمية وعملية كل المشاكل وخاصة الاقتصادية منها. وهذا كله سوف يساهم على القضاء على العنف الجامعي القائم على التعصب للعشيرة أوللمنطقة او لفئة معينة.