facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في العراق "مفخَّخات" وحياة طبيعية ووحدة مهدَّدة


سركيس نعوم
11-02-2014 04:38 PM

قبل سنوات قليلة زرتُ العراق بدعوة من "مؤسسة الإمام الحكيم"، وكانت بغداد العاصمة أول محطة لي. أمضيت أربعة أيام قابلت في أثنائها عدداً من المسؤولين الكبار والعاملين في الحقل العام، والتقيتُ نُخبَاً في لقاءات موسعة، لكنني لم أرَ من بغداد يومها إلا "المنطقة الخضراء".

وفي الأول من شباط الجاري زرته ثانية بدعوة من المؤسسة نفسها. وأقمت أيضاً في "المنطقة الخضراء" المحروسة جيداً.

لكنني، ورغم تحوّل "المفخَّخات" هماً يومياً، وعودة "الأنبار" ومدينة "الفلّوجة" فيها ساحة اشتباك، أطرافه متنوعون جداً، رأيت بعضاً من بغداد. كان ذلك يوم خرجت منها وبحراسة جدية لاستذكار سريع لأحوال العراق مع معارض بارز يعمل "سولو" ومثير "للجدل"، ولاستيضاح أمور كثيرة لا يزال يدور حولها الجدل مثل اجتياح الكويت، و"الثورة الشعبانية" التي واكبت هزيمته وإخراجه منها، والدور الذي قامت به أميركا في حينه والمرارات التي راكمتها في نفوس العراقيين، ودور إيران والمعارضة العراقية على تنوعها في تشجيع الرئيس جورج بوش الإبن على إسقاط نظام حسين بعمل عسكري مباشر، في إطار الحرب التي أعلنها على الإرهاب بعدما طال بلاده مباشرة عام 2001.

وهنا لا أقول جديداً إذا اعتبرت بغداد مدينة ساحرة، وإذا تحدثت عن حيوية أبنائها وطيبتهم وممارستهم حياة عادية رغم ما يتعرضون له يومياً. لكنني لا أقول جديداً أيضاً إذا وصفتها بالمدينة الحزينة المقطَّعة الأوصال بالمربعات الأمنية والطرق المقطوعة والحواجز العسكرية. مررنا في شارع "أبو نواس". منطقة جميلة.

لكن نبض الحياة الذي كان فيه ضُعف كثيراً. إلاّ أن الصديق العزيز الدكتور ابرهيم بحر العلوم أخبرني، فأسعدني، ان "شارع المتنبي"، المعروف من زمان بكونه شارع المكتبات والأدباء والمثقفين، بدأ يستعيد حيويته. وبدأ يتحوّل كل يوم جمعة إلى نوع من "هايد بارك". وعشية الانتقال إلى "النجف الأشرف" القيت محاضرة عن "الأزمة الداخلية في العراق من منظور اقليمي" في "ملتقى بحر العلوم للحوار" بدعوة من مؤسسه الدكتور ابرهيم نفسه وراعيه العلاّمة الدكتور محمد بحر العلوم. كانت المفاجأة مشاركة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في "الندوة" إذ ألقى كلمة مختصرة عبَّر فيها وبديبلوماسية عن النيّات الطيبة لدولته واستعدادها للتعاون مع جيرانها.

أما محاضرتي فكانت عرضاً لتشخيص دقيق لمشكلات العراق قام به على مدى سنة تقريباً اثنا عشر محاضراً يعتبرهم العراقيون نُخباً في اطاراتهم السياسية والديبلوماسية والعلمية والإعلامية وغيرها، وذلك باعتبارهم الأعرف بمشكلات بلادهم. وتبع ذلك عرض مفصَّل وعلمي وموضوعي لأزمات المنطقة وعلاقتها بما يجري في العراق كما للوضع الدولي وتأثيره عليه. ثم بدأ حوار جدي وعميق من خلال اسئلة وجهها الحضور والموقع أجبنا عنها السفير الإيراني وأنا. وغني عن القول أنني كنت بالغ الصراحة ولكن بتهذيب فائق وموضوعية تامة.

بعد أربعة أيام في بغداد توجهت إلى "النجف الأشرف". فكانت لي لقاءات مع "علماء" متعمّقين وجلسات طويلة وحوارات كانت خلاصتها ان "الاعتدال" هو أحد سبل الخلاص أو ربما سبيله الوحيد، لا في العراق وحده بل في المنطقة، وخصوصاً بعد استشراء التطرُّف الإسلامي المذهبي وتحوّله حرباً سافرة. كما تخللتها اسئلة وتحليلات واستشرافات لمستقبل الشرق الأوسط ودوله ودور "الدول الكبرى" في ذلك.

وكانت لي ندوة أيضاً في "كلية" هي جزء من "الجامعة الإسلامية" في لبنان تضم طلاباً لمرحلة الدراسات العليا وتحديداً "الماجيستير" في المرحلة الراهنة، علماً انها في طريقها لكي تصبح كلية جامعية عراقية قانوناً. عرضتُ في مستهلها نظرتي للأمور بكل صراحة وموضوعية ثم جرى حوار ونقاش علميين إلى أقصى حد. في النجف زرت مرقد الامام علي بن ابي طالب. ثم زرت مرقد الامام الحسين في كربلاء. وفي الزيارتين لمست التدين والخشوع. لن استفيض. لكن اقول انهما مؤثرتان جداً.

طبعاً كان في برنامج "رحلة العراق" زيارة كردستان والالتقاء بعدد من صانعي قراراتها في مدينة إربيل. لكن المواعيد لم "تركب" فآثرتُ العودة إلى بيروت، علماً أن محاولات جرت لجعل اللقاءات البغدادية أكثر تنوعاً وشمولية. لكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه...

ماذا عن العراق على لسان قادته؟
في اللقاء الأول الذي أجريته في بغداد مع مسؤول رفيع سابق ومسؤول في "كيان سياسي" عراقي مهم جداً، قلت إن في العراق "مُفخَّخات" وحياة طبيعية ووحدة مهدَّدة. وتساءلت عن وجود الدولة العراقية وعن إمكان استمرارها.
بماذا أجاب؟
(النهار اللبنانية)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :