"لا يغرنك هتاف القوم في الوطن ... فالقوم في السر... غير القوم في العلن" ... معروف الرصافي

أين ....

أين دور المؤسسات الدينيه فيما يحدث اليوم .... أين منابر الافتاء ورجال الدين؟؟ لماذا اقتصر جُل همهم وراء المنظار ينتظرون هلال رمضان وشوال من العام الى العام؟ أين هو المتمم للُحمة الوطنية اليوم؟ لماذا لا يخرج رؤساء الوزراء السابقين في مسيرة واحده على قلب رجل واحد ... أو "قلبين" .. يهتفون ضد ما يحاك هنا وهناك؟؟ اين هي اقلام ... "ليس دفاعا عن" الأردن؟؟ أين الفنانون والمثقفون والشعراء الذين تغنوا في الاردن كثيرا؟ اين كتاباتهم ؟ أين صوتهم؟ أين أغانيهم مما يحدث اليوم؟ أين دور الشيوخ والعشائر فيا يحدث... أين الخيل والليل والسيف ... حيث البيداء في مزاد علني يجري في وضح النهار!

وأيضا لماذا ...

لماذا وكأن "الوطنية" تسكت دهرا وتنطق دوما فجأه ... بالتوجيه لا بالتعليم؟ ولماذا تقدم لنا الوطنيه في الاستوديو لا في الشارع .. وفي التمثيل وعلى المسرح ... على الارض والمنبر ... ولماذا الوطنيه تصنع بالاخراج التلفزيوني أمام عدسات التلفزة ... لا عفويه في الساحات أمام عدسات المواطنين ... وتتزين في المناسبات العامة ونستقبلها باللبس الرسمي ... والذكرى السنوية لهذه المناسبة او تلك؟ أين الوطنية اليوم ... من الدبكة والدحية والقفز بالسيف بالامس القريب؟ لماذا "الوطنية" تؤتى فقط الا ... بالاشتراك وقطع التذاكر؟ ولماذا الوطنيه حصرناها في العشائريه؟ لماذا نفزع للعشيرة اكثر مما نفزع لرب العشيرة الوطن؟ لماذا نفزع للعصبيه ولا نفزع للاردن؟ لماذا تراق الدماء عند المباريات والمعارك الجامعيه ولا يستنزف نصفها حبا للوطن؟ من اراد بالاردنيين هكذا اليوم؟

يدهشنا اليوم سكوت الكثيرون من "رجالات" البلد في الحديث عما يحدث في عقر دارنا من مؤمرات... نستغرب هروب "الوجوه الوطنيه" في مصارحة الوطن من موقفهم .... اين هم اليوم مختبؤون؟ لماذا كل هذا الغموض والحديث المقتضب؟ أين جيوش المواقف الوطنيه التي تدعم موقفنا في واشنطن وكاليفونيا؟ في الامس كانت كنوز الوطن قد سُويت وقسمت بين هذا وذاك ... اليوم الوطن بأجملة ... بمواطنيه ... في المزاد العلني ... قد يسوى عن بكرة أبيه... ماذا نصنع بأشرطة العبدلات الوطنيه؟ هل نعيدها ونستعيد أموالنا؟!!

عندما تكون الوطنيه.. نابعة من الخوف ... لا من القناعة..

ومن هنا .. علمتنا ترجربتنا "الوطنيه" ... ان "الوطنيه" .. نابعة من الخوف ... لا من القناعة.. وأن هناك كان دوما خلطات سريعه في "مولينكس الوطنيه"... ولكن هناك الاسرع منها ... لتجعلك أكثر رشاقة في الوطنية في دقائق معدودة... كانت ولازالت تخلط منذ عقود ... خاصة من الذين قالوا ... "بل وجدنا اباءنا كذلك يفعلون" ... الثلاث خطوات في "الوطنيات" وحصد الشعبيه:

1. انتظار هاتف "الو" ... "فيزا الشهرة" ... ليُسمح لضميرك للتحرك لحب الوطن.. ويصفق لك الجميع!
2. الحديث فجأه ... بمناسبه او غير مناسبه ... عن الوطن البديل... مع وقية عنصريه مصطنعة ... لتظهر حماسك وغيرتك على الوطن ... وانك اردني وطني حر!!
3. استذكار الرموز الوطنيه وكثرة التباكي عليهم ... وليس بالضروري يكون مثل عُشرهم!
4. كثرة الحديث عن ..."الاردن غير" .. واقناع العامة بأن الدول العظمى بدها سنوات وعقود لمجاراة الاردن!
5. الاستفاقه فجأه في حب الوطن ... وتخوين الحكومات بدون سابق انذار ... خاصة ممن كانوا في ركب هذه الحكومات يوما ما!

الخاتمة: اين هم النشامى النشامى؟!

للأسف ... شعب النشامى هو أقرب اليوم ... للانقسام ... للتشتت ... للتباين ... والشجار ... ما يدهشنا اليوم أن نرى مؤامرة حقيقية على الاردن تتعاظم .. والناس في شغل مع أنفسهم ... متناحرون ... تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ... بينما للأسف هناك قضية واحده جلية ... لا تقبل القسمة على اثنين ... تقسم الاردنيون وتشتتهم على اثنين وثلاثو واربعه ... بدلا من أن تجمعهم ... حيث تتحد القلوب عادة في المحن والازمات!

أملنا اليوم في شباب هذه الامه ... كلي امل فيهم ... مالم يضطروا لركب مقولة... "بل وجدنا اباءنا كذلك يفعلون"!