facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قول .. وفعل!!


د. هاني البدري
13-02-2014 01:44 PM

وسط ركام الانفجار الذي أحدثه خبر عزم الحكومة وقف التراخيص لمحال ومقاه تقدم الأراجيل بداعي الصحة العامة وقانونها غير المفعل منذ خمس سنوات، وللتشبه بالعالم المتمدن الذي قطع شوطاً كبيراً بمنع التدخين بكل أشكاله تحت "كل ما هو مسقوف".. ورغم ذلك بقيت فيه أماكن للمُدخنين بعيداً عن حق أي مواطن من التأثر بالتدخين السلبي.

وسط ذلك أدهشني أن بعض المسؤولين الحكوميين والنواب، يوقعون فواتير في المطاعم والفنادق الفخمة تتضمن الأراجيل لهم ولمرافقيهم من ضيوف ومشاركين في مؤتمرات، ليتم دفع تلك الفواتير من ميزانية الدولة، التي هي مجموع الضرائب والرسوم التي يدفعها (بطيب نفس..) ذلك المواطن المطلوب منه أن يتفهم القرار المزمع تنفيذه، وأن يُقلع هو نفسه عن التدخين أو شرب الأرجيلة.

يقولون ما لا يفعلون.. ويعرضون لنا كل نظرياتهم في الديمقراطية، ثم يرفضون كل من يخالفهم بالرأي.. ويُنَظِّرون في حرية الصحافة والتعبير وأهميتها، قبل أن يُسقطوا سخطهم وجُل غضبهم على من ينتقد أداءهم أو أن يتعجب غياب تصريحاتهم.. يتحدثون عن المكاشفة والعدالة الاجتماعية وأهمية تطبيق القوانين بدون استثناء ثم لا تلبث أن تسمع عن استثناءات بتواقيعهم، على خلفية أن مناصبهم تسمح لهم ببعضها.

نفسهم.. يصَرّحون على المنابر، ويقولون في موقفهم من التعنت، وعدم استقصاء آراء المواطن في القضايا التي هو على تماس بها وهي معنية به فقط.. ثم يكررون في كل مناسبة أن "إرضاء الناس غاية لا تُدرك".. ويهاجمون العنصرية والإقليمية والسطحية وضيق الصدر و"المجاكرة" الحكومية.. ثم إذا ما لاحت الأُمور وخلوا لأنفسهم وبطانتهم، أنكروا بأفعالهم كل ما قيل بحجة أن "ليس كل ما يعرف يقال، وليس كل ما يقال آن أوانه".

مثَلُهم مَثَلُ أطباء القلب في أفلام السينما المصرية.. وفي عيادات أُردنية أيضاً، يحذرونك من عواقب التدخين ويُلوحون بيدهم التي تحمل سيجارةً ينفثون دخانها بوجهك مباشرة.. ويؤكدون عليك ضرورة الابتعاد عن أماكن التدخين والمدخنين، وعن كل مسببات السُّمنة والكولسترول فيما كروشهم المتثاقلة لا تشي بأن من يحملها يعرف أصلاً في الطب أو في علوم جسم الإنسان.

مثلهم تماماً.. مثل تلك الوجوه النضرة من الدعاة وأصحاب الفتاوى الذين ظهروا في تقارير صحفية مؤخراً وهم يقضون إجازاتهم الصيفية بين أبنائهم في فنادق لندن ويشترون الآيس كريم في التايم سكوير بنيويورك لأحفادهم، والفرحة تغمرهم كما تقول الصور، وفيها.. يقف بعضهم متماثلاً بابتسامة مرسومة بعناية، وسط دفء الأجواء الأُسرية الحميمية مع أبنائهم الشباب أمام شلالات نياغارا على الحدود الأميركية الكندية، هم أنفسهم الذين قضوا الأيام والأشهر الماضية قبل الإجازة السعيدة وهم يطلبون من الشباب العربي المسلم الذهاب إلى سورية للقتال في حرب لن يعودوا منها.

تخيلوا لو طُلب منهم أن يتوجهوا بالدعوة ذاتها لأُولئك الشباب من أحفادهم من أصحاب الوجوه المُنتفخة (المُتفحة).. ماذا سيكون موقفهم وقتها؟.

لأولئك كلهم من الذين يبيعوننا الأقوال ويمتنعون عن الأفعال.. أهدي المقال.
(الغد)





  • 1 رياض ابو رياش 13-02-2014 | 04:11 PM

    ااااااخ


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :