facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فريسةُ ( سي السيدْ ) !


ممدوح ابودلهوم
15-02-2014 05:48 PM

لستُ ، بالمطلق ، أتفق مع جمهور المسجحين كما طائرات الورق ، من الذاهبين بعيداً مذهباً في النقد الاجتماعي الحرون الإفصاح ، والذي أقل ما توصف خلاصة بعينها فيه .. ستأتي هنا تالياً ، بأن مروجيها أو مطلقيها مصابون بعمى الألوان إذ تفتقر ولو إلى مستوى ضعيف من حصافة الرأي ورجحان العقل ، مع أن زميلاً نابهاً قال في أحد سادتها النُّجب بأنه ( أحول ) النظر والنظرة أيضاً ، وهو أحد القائلين بغياب ( أنموذج أمينة ) ، عن مسرح العلاقات الأسرية في بلدنا الطيب بخاصة وفي المجتمع العربي بإجمال ..

أما أمينة هذه .. لمن لا يعرفها ، أو للذي نسيها لغرض يعقوبيٍّ مأزوم ، أو ربما ما عاد يذكرها لمسوغ مجتمعي مهزوم ، هي حرم ( السيد عبد الجواد ) أو ( سي السيد ) ، وهو النموذج الصارخ للزوج / الفحل / الباطش بكل تجليات سمو الوشيجة الزوجية ، الضارب بعرض الحائط بكل تلاوين الرعاية الإلهية لحق الزوجة والحياة الزوجية ، وهو ما تحرص على بهاءات التقيد به الديانتان الإسلامية والمسيحية في آن معاً ، ونعني بطل ثلاثية شيخ الرواية العربية الراحل (نجيب محفوظ) رحمه الله : ( السكرية ) و ( قصر الشوق ) و ( بين القصرين ) ..

مناسبة ما أنفت ، ها .. هُنا ، هو أن اللقطات التي عرضتها إحدى محطات التلفزة العربية ، لنساء تعرضن لعنف على أيدي أزواجهن ، لهو توكيد على حضور نموذجيِّ (أمينة) و(سي السيد) وبشكل صارخ في الوطن العربي ، ذلك أن النموذجين مترابطان لا غنى لأحدهما عن الآخر ، وذلك بغرض وضع خاتمة لتمام المشهد الرجعي البائس ، وأعني به ضرب الأزواج لزوجاتهم أو المفصل الصارخ ، فيما يمكن تسميته بمنقصة العنف الأسري ، بمعنى أنه إذا كان لا بد من أمينة الثلاثية آنفاً ، باستكانتها حدّ الإذلال والعبودية ، وسلبيتها حد التماهي والتهميش والتشييء بإطلاق ، فإنه لا بد ، إذن ، من (سي السيد) من حيث هو ، وعبر الثلاثية ، السيد الأوحد لكمال تلكم المشهدية البغيضة ..

ما أدور حوله .. قبلُ ، هو أن شِرعة الأقوياء تقضي بأنه لا يمكن تشكيل مجتمعهم المتخلف بامتياز ، وأنا أعني هنا مباشرة مجتمع (الذئاب) بدون وجود (النعاج) ، بمعنى أنه لولا أمينة / النعجة لما كان سي السيد / الذئب ، إذ في مجتمع البطش لابد من باطش ومبطوش ، وبالتالي ظالم ومظلوم ، فهل حقاً هي شريعة الغاب ، عبر أذرع العنف الأسري ، وفي هذا القرن الحادي والعشرين ؟، كيف ونحن نريد مجتمع المودة والرحمة والتكافل ؟، وبتطبيق تشريعاته نريد أمينة : الزوجة / الأم / السيدة ، التي ترعى البيت والزوج والولد والمجتمع بالتالي ؟!

أجل .. نريد أمينة العنصر الذي لا بد منه في مُركّب الأسرة المثالي ..
نريد أمينة شقيقة الرجال ، التي تقدم لنا الابن / الجندي والابنة / المعلمة والرجل العظيم ..
نريد أمينة ربة البيت وسيدة العائلة الحرة ..
نريد أمينة الأم / المدرسة التي تعدّ للوطن ، نواة الشعب الطيب الأعراق ..
أما أمينة / النعجة في زمن العلم ، والاتصال ، والشمس ، والحرية ، وحقوق الإنسان ، فنموذج مرفوض يحب علينا جميعاً ، العمل على تحريره من ربق العبودية ، ومن صفود الذل ، ومن قيود سي السيد / الذئب ، هذا التمثال الذي لم تعد أمينة تحتمل غطرسته ، وأنويته ، وذئبيته ، والذي كان يجب أن ينقرض مع (هُبل) و(العُزّى) وكل ما كان قابلاً للانقراض ، شأن عصر الحريم ، والوأد ، وتجارة الرقيق ، وما كان من شأن الجاهلية الأولى ..

وبعد .. فإن التقدم على صعيد حماية الأسرة ، ومحاربة ظاهرة العنف الأسري في المجتمع الأردني ، هو بعض ما تقوم به مديرية الأمن العام ، بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني في القطاعين العام والخاص ، وعليه ..

فلنلب النداء .. إذن ، في رفع الضيم عن شقائق الرجال ، اللاتي قال في شأنهن رسولنا العظيم عليه الصلاة والسلام : ( ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم ) ، و ليكن كل منا .. ختاماً ، (معتصماً) ينقذ أي (أمينة) تستغيث به ، كي يخلصها من براثن أي (سيد هامل ) ، هو في الغالب مريض منفصم ، لا يرى في الزوجة إلا ما يراه الذئب في الفريسة ..!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :