facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما الذي كتب على إفريقيا!


أ.د عمر الحضرمي
17-02-2008 02:00 AM

ما الذي كتب على هذه القارة التي حرقتها الشمس!! وكأنما خُلق التخلف والفقر والمرض والجهل والفوضى والجوع والتشرد لها وحدها. قارة رغم كل ما تملكه من ثروة وموارد طبيعية، ورغم امتداد شواطئها وغنائها المائي والزراعي، ورغم ضخامة بنية الإنسان فيها، رغم ذلك كله فإنها القارة الأكثر تخلفاً والأكثر اضطراباً والأكثر عوزاً.إن كل زائر لأية دولة في إفريقيا عدا تمام شمالها، يجد نفسه فجأة يسقط وراء التاريخ المنظور. فلا بنية تحتية ولا تطوراً ولا مستشفيات ولا مدارس ولا أنظمة سياسية ذات منهجية أو تأثير دولي ولا طرقاً ولا تنظيماً قانونياً. وكل ما يجد من يطأ الأرض السوداء كسلاً وبعض الناس أكثر ما يهمهم أن يأخذوا كسرة من خبز أو قطعة قماش تستر جزءاً من عوراتهم أو قطعة من خيش وثلاث عُصي لينصبوا خيمة ولا أكثر بدائيّة! إفريقيا أكثر قارة سكنها التمييز العنصري (هذا إذا استثنينا الولايات المتحدة واسرائيل). وهي القارة التي سطا عليها الرجل الأبيض فأخذ شبانها عبيداً وبنى بهم حضارته، وشق جيوبها وأخذ منها كل الماس والذهب والخشب والنحاس. وقطع شرايينها وولغ في دمائها حتى وصلت بها الحالة إلى درجة الموت.

إفريقيا التي عانت دولها، إن لم تكن كلها فأغلبها، من الاستعمار والاحتلال، وتشاركت جميعها في العبودية والاستغلال والاضطهاد. هذه الإفريقيا رغم أن العِلْم قد وصل إلى كل بقعة من بقاع الدنيا فإنها لا تزال مضرب المثل في الجهل والأميّة. ورغم أن التقدم الصحي قد قهر الكثير من الأمراض، وأمن معظم البشر الأوبئة إلا أنها لا تزال تعاني من الهزال.

والأنكى من ذلك كلّه أن إفريقيا هي القارة الوحيدة التي تحرق نفسها بنفسها، فهي التي تشهد كل يوم حروباً أهلية ونزاعات قبلية وخلافات عشائرية تحصد مئات الألوف.

إن الوضع في إفريقيا يثير الهلع، فعلى حدود صحرائها وعلى شواطيء بحارها وفي دواخلها وفي وسطها وغربها، يسكن الخوف والريح والرمل القاتل والشمس الحارقة التي تجوب الأرض الإفريقية كل يوم دون أن يتقيها أحد، بل على العكس نرى البشر هناك يهجرون الظل، ويتركون الغابات تقتلهم بدل أن يخلقوا منها بقاعاً تكون جنّة للزائرين.

ما الذي كتب على إفريقيا!! قارة تنام على ثروات هائلة لا تنضب، وتنام على موارد للطاقة لا توازيها ضخامة ولا ينافسها حجم في كل بقاع الدنيا، ومع كل ذلك يعيش أكثر أهلها تحت خطوط الفقر المدقع، يموتون كل ثانية إمّا من مرض وإمّا من جهل وأمّا من خوف وإمّا من قتل وإما من تشرد.

في الاتحاد الإفريقي هناك ما يسمى لجنة الحكماء ولكن يبدو أن حتى هؤلاء يحتاجون إلى من يديرهم.

ما الذي كتب على إفريقيا!!! هل كتب عليها أن تظل مستعمرة ومشتتة ومتنافرة ومتناحرة ومريضة وجاهلة؟!






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :