facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العربي السعيد!!


د. هاني البدري
27-03-2014 02:00 AM

فيما كان العرب من خليجهم الى محيطهم يتابعون أعمال القمة العربية العادية الخامسة والعشرين بمشاعر متضاربة يغلب عليها الإحباط أو اعتيادية المشهد أو تلاشي الاهتمام أو حتى الحرص أو التجاهل.. رغم كل ما قدمته الدولة المضيفة الكويت بكرم غير اعتيادي وطول نَفَس ودبلوماسية سعت منذ البداية لرأب الصدع وتهدئة النفوس بعد ما أصاب العلاقات العربية من تصدع..

كانت شبكة عالمية أطلقتها الأمم المتحدة، تصدر تقريرها السنوي حول مؤشر السعادة في العالم، وكان لنا منها نصيب وأي نصيب..!!
في ثنايا التقرير إن قرأت عميقاً، ليس ثمة ما يقال عن مؤشرات للسعادة عند العرب الا بما أتاحته بعض السياسات والإمكانات في بعض الدول التي قررت أن تُبقي مساحة للسعادة والرفاه الاجتماعي والإنساني لأبنائها مثل الإمارات العربية..

ففي دول عربية سعت شعوبها للتغيير تحت مظلة ما أُطلق عيها آنذاك "الربيع"، شهدت مؤشرات السعادة انحداراً وتدهوراً لافتاً لم يعكس مدى التضحيات التي بُذلت في حركات التغيير، بل لم تعد أحوال "نفسية" المواطن العربي ومزاجه العام بعد أن أطاح بأنظمة جثمت على صدره عقودا طويلة، الى ما تقترب بنقطة واحدة من أحواله قبل الربيع..

نحن شعوب نعاني -كما قال الأمين العام لجامعة الدول العربية في القمة- من مستويات فقر وبطالة مرتفعة وفقر مائي وتصحر وانحدار في البحث العلمي والمنتج الأكاديمي، وسوء في نوعية التعليم، ونسب لا بأس بها من الأمية، ونحن من نواجه أيضا تباطؤا في التنمية وتراجعا في مستويات الخدمات الصحية، وانحدارا شديدا في مستويات حقوق الإنسان، والمشاركة السياسية، وغيابا كاملا للحوار العائلي والمدرسي والجامعي والحزبي والبرلماني، وتصاعد العنف والطائفية والعنصرية والإقليمية، وانتشاراً مرعباً للفساد، وتغييباً للرأي الآخر، وإقصاء للاختلاف ومزيدا من الخلاف..

نحن دوما في مقدمة التقارير الدولية التي تحكي عن مؤشرات الفساد وانحدار الشفافية والنزاهة وازدياد العنف وتنامي التفرقة وتراجع حقوق الإنسان والمرأة وتهميش الطبقات الأقل حظاً، وزيادة التضخم والأعلى في الأمية الجديدة وتباطؤ علوم المعرفة..

ثم تريدون منا أن نكون على مؤشرات الشعوب الأكثر سعادة في العالم وأن ننافس السويدي والنرويجي والأسترالي والنيوزلندي..!!

عودة لتقرير السعادة وكيف يمكن أن يُقرأ..
إسرائيل تتصدر اللائحة على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهي التي اعتقدنا وأشعنا عن (رغبة دفينة) أنها تتحلل اجتماعياً وتتفسخ أخلاقياً وتعاني الأمرين جراء الفساد والفضائح الجنسية والمالية لمسؤوليها..
العالم العربي برُمته تراجع بعد انحدار سابق وآخر سبقه في مستويات السعادة.. ورَكنا نحن الى إحدى زوايا التعاسة في تلك التقارير الدولية التي زادت على ما نحن فيه من كآبة وإحباط فصنفتنا هكذا علناً بين شعوب الأرض بالشعب التعيس..

الإمارات تقدمت في القائمة لأنها ببساطة تصالحت مع شعبها وجعلت رفاهه وبهجته هدفاً لا هدف بعده، فحققت بذلك نموها المطرد وتقدمها الذي أذهل العالم.. فيما بقيت دول عربية أخرى ترى في سعادة شعوبها ترفاً لا قبل لها به، ووجدت في إحياء روح البهجة والفرح في رعاياها من كماليات العلاقة بين المواطن والدولة..
أكثر الدول التي شهدت تراجعا كبيرا في قائمة السعداء هي شعوب سورية وتونس ومصر التي تراجعت بنقاط مما دفع بها إلى المراكز الأخيرة..

فماذا لو عقدنا قمة عربية لا جدول أعمال أمامها الا البحث عن سعادة المواطن العربي..؟!
(الغد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :